بين الجُزُر والحصون.. في ساحل كرواتيا معالم وتجارب آسرة ترضي الجميع
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يشمل ساحل كرواتيا على قدر مذهل من التاريخ والثقافة، فضلاً عن المناظر الطبيعية الساحرة.
وثمة العشرات من الجزر المنتشرة على طول الساحل، ورغم أنّ بعضها غير مأهول، إلا أنّ بعض الجزر تشكل الملاذ المناسب للابتعاد عن ضغوط الحياة.
وينتشر منتزه "كورناتي" الوطني، الذي يعد أحد أكثر المساحات الطبيعية جاذبية في كرواتيا، على مساحة 89 جزيرة.
وتعيدك مدينتا زادار وسيبنيك بالزمن إلى الوراء.
وفي زادار، ستعود إلى زمن العصر الروماني، يبنما ستأخذك سيبنيك إلى زمن حكام كرواتيا في العصور الوسطى.
وفي الوقت ذاته، تعتبر بلدة تروغير موقعًا ساحرًا ومحمي من قبل منظمة اليونسكو. وبين هذه الوجهات، ستجد قرى ساحلية جذابة وشواطئ منعزلة.
في أرجاء زادار
وفي زادار، بمجرد أن تطأ قدميك المركز التاريخي لأقدم مدينة في كرواتيا، التي أسستها قبيلة ليبورن القديمة، واستعمرها الرومان في القرن الأول قبل الميلاد، ستحصل على نظرة ثاقبة لما يجعل تاريخ هذه البلاد رائعًا.
ويقع ميدان "Trg Opatice Čike" في بقايا المنتدى الروماني القديم، الذي استخدم العديد من حجارته لبناء كنيسة القديس دوناتوس التي تعود إلى القرن التاسع بجانبه. وإلى جانب الكنيسة، تتواجد كاتدرائية القديسة أناستازيا الرومانية.
وعلى الجهة المقابلة، لا يمكن تفويت زيارة برج الجرس الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الحادي عشر بجوار كنيسة سانت ماري.
ومن خلال التنزه على طول الواجهة البحرية في زادار، ستنتقل إلى القرن الـ21، حين تصادف منشأتين فنيتين من تصميم نيكولا باشيتش، وقد أصبحتا من عوامل الجذب الرئيسية.
وهناك، ستتسنى لك فرصة الجلوس على الدرجات الرخامية اللامعة على حافة المياه والاستماع إلى الأصوات التي لا يمكن نسيانها لـ"Sea Organ" (أرغن البحر)، وهو عبارة عن مجموعة من الأنابيب الممتدة تحت المياه التي تعمل بواسطة الأمواج. وإلى جانبها مباشرة، يقع العمل الفني المرافق له، "Greeting to the Sun" (تحية إلى الشمس)، المضاء بألواح زجاجية زرقاء تتوهج ليلًا.
أرخبيل زادار
أمّا عن الجزر العديدة المتناثرة قبالة ساحل زادار، فهناك ستجد العديد من الفرص للاسترخاءً في كرواتيا، ويمكن الوصول إلى العديد منها بواسطة العبّارة.
وتعد أقرب جزيرتين "Ugljan" و"Pašman"، ويستغرق الوصول إليهما 25 دقيقة فقط بالقارب، وهما بمثابة ضواحي زادار.
وتزخر الضواحي ببساتين الزيتون، وتتخللها خلجان مكسوّة بالحصى، وتتقاطع مع مسارات المشي، وركوب الدراجات.
وتبعد جزيرة "Silba" عن زادار برحلة مدتها ث ساعات بالعبّارة، وهي وجهة هادئة حيث يُحظر استخدام السيارات وحتى الدراجات خلال أشهر الصيف.
وتقع جارتها الأصغر، "Olib"، على مسار العبّارة ذاته، ولكن أبعد.
وإذا اتجهت غرب زادار بالعبّارة السريعة لساعتين، فستصل إلى جزيرة "Dugi Otok" المتعرجة، ويُتَرجم اسمها إلى "الجزيرة الطويلة".
وعند القيادة على طول ساحلها، ستعثر على قرى صيد صغيرة، ومخابئ يوغوسلافية عسكرية قديمة للقوارب، إضافةً لمنارة "Veli Rat" الأعلى في البحر الأدرياتيكي.
ويبلغ ارتفاعها 41 مترًا تقريبًا.
منتزه "كورناتي" الوطني
لطالما علم البحارة عن متعة التنقل عبر منتزه "كورناتي" الوطني، وهو أرخبيل يتألف من 89 جزيرة قاحلة ولكن جميلة بشكلٍ صارخ.
وإذا كنت تريد الاستمتاع بالهدوء، فهذا هو المكان المناسب للقيام بذلك.
ولا تتوفر المياه أو الكهرباء في أي مكان على الجزر، ويمكن فقط استخدام مياه الأمطار، والغاز، والطاقة الشمسية.
وفي الواقع، لا يقطنها أحد على نحوٍ دائم، باستثناء قطيع الأغنام.
وبمجرد أن يبدأ الموسم، تعود الحياة إلى بعض الجزر، من بينها "Kornati"، و"Levrnaka"، و"Priškera".
سيبنيك
وعادةً ما يغفل غالبية السياح عن واحدة من أعظم مدن كرواتيا، وهي سيبنيك.
وعلى عكس المدن الدلماسية الأخرى، شُيّدت هذه المدينة في القرن الحادي عشر من قبل الكرواتيين، وليس الرومان، أو اليونانيين. وتعد موطنًا لكاتدرائية القديس يعقوب المدهشة والمدرجة ضمن قائمة اليونسكو، وهي بمثابة أعجوبة من عصر النهضة القوطية، وتضم إفريزًا مكونًا من 71 صورة منحوتة حولها.
وحكمها الفينيسيون بين عامي 1412 و1797، ومن السهل أن يضيع الأشخاص بمتاهة الممرات الرخامية في المركز التاريخي، ولكن وفر بعض الوقت لزيارة ثلاثة من حصون المدينة.
تروغير
وتقع بلدة تروغير القديمة المسورة على جزيرتها الصغيرة الخاصة بها، بين البر الرئيسي، حيث شُيّد الجزء الأحدث من المدينة، وبين جزيرة "Čiovo" مترامية الأطراف.
ويمكن الوقوف في الساحة المركزية بجوار كاتدرائية سانت لورانس ذات الطابع الروماني، حيث ستدرك سبب إدراج المدينة القديمة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو.
ويتوفر مزيج مبهج من قصور العصور الوسطى، والممرات المرصوفة بالحصى، مع ساحات تتزاحم حدائقها الصغيرة المطاعم والحانات.
ويمكنك التجول على طول واجهة "ريفا" البحرية للوصول إلى قلعة "كامرلينغو" التي تعود إلى القرن الخامس عشر، حيث تنظّم عروض الحفلات الموسيقية الكلاسيكية والبوب صيفًا.