الأمريكيون على "تيك توك" يندهشون من عادات شرب الماء بأوروبا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تتذكر الأمريكية هيلين سولا، اللحظة التي اكتشفت فيها وجهة نظر مختلفة للمرة الأولى تجاه مياه الصنبور في أوروبا.
وكانت سولا في أحد مطاعم ألمانيا عندما سأل النادل عن المشروب الذي ترغب به، فأجابت أنّها ترغب بالماء.
وقالت سولا، وهي من ولاية تكساس الأمريكية، إنّ النادل استغرب منها بعض الشيء، وأجاب: "يمكنكِ الحصول على الماء. ولكن لم قد ترغبين بذلك؟".
وتتذكر سولا أنّها نظرت حولها لتدرك أنّ جميع من في المطعم كانوا يستمتعون بالنبيذ، والجعة، بدلاً من الماء.
وعندما وصل مشروبها في النهاية، لم يأت على شكل كوب ضخم من مياه الصنبور المجانية والمثلجة الذي توقعته.
وبدلاً من ذلك، قُدمت إليها زجاجة واحدة فيها لتر من الماء الفوار، مع كوب صغير للشرب، وفاتورة بقيمة 2 يورو.
ولم تصدق سولا الأمر، وأوضحت لـCNN: "في الولايات المتحدة، عندما تجلس في مطعم، فسيعطونك كوبًا كبيرًا من الماء مع الثلج بلا جدال.. سواءً كنت في مطعمٍ فاخر أو عادي، سوف تحصل على كوب كبير مجاني من الماء".
وبعد سنوات قليلة، عندما انتقلت سولا وزوجها إلى ألمانيا، لاحظ الثنائي اختلافًا ثقافيًا آخر يتعلق بالماء.
وكلما خرجا للتنزه سيرًا على الأقدام، أو ركوب الدراجات، أو المشي في المدينة، كان الثنائي يحرص على حمل زجاجات كبيرة من الماء.
ولكن كان أصدقاؤهما الأوروبيون يأتون بلا ماء تمامًا في أغلب الأحيان، بل كانوا يختارون الصمود بدون ماء، إلى أن يصلوا إلى حانةٍ في المساء بعد انتهاء الرحلة.
وحتى عند وصولهم، كانوا يختارون شرب النبيذ عادةً بدلاً من الماء.
محاولة فهم عادات شرب الماء الأوروبية
أصبح المسافرون الأمريكيون الذين يشاركون آراءهم بشأن استهلاك مياه الصنبور في أوروبا جزءًا من صيحات وسائل التواصل الاجتماعي.
ونشرت مستخدمة على "تيك توك" تحمل اسم " br3nnak3ough"، مقطع فيديو في عام 2023 يُظهر صديقاتها وهنّ يشربن من زجاجات ماء كبيرة، وكتبت العبارة التالية: "هذا ما نبدو عليه في اللحظة التي نعثر فيها على الماء لأن الأوروبيين لا يهتمون بالماء".
وشوهد هذا الفيديو أكثر من 10.9 مليون مرة، وحصد أكثر من 13،800 تعليق انقسم بين مؤيد ومعارض.
كما قام أمريكي يعيش في إيطاليا، يُدعى روب مورغاترويد، بنشر مقطع فيديو على "تيك توك" مؤخرًا ذكر فيه أنّ الفرق بين استهلاك المياه في الولايات المتحدة وإيطاليا "أذهله" منذ انتقاله إلى فلورنسا.
وكتب مورغاترويد: "في المكان الذي أتيت منه، نحن ملتزمون عمليًا بشرب الماء من دون توقف، كما لو كان ذلك هو عملنا الرئيسي، بينما هنا في إيطاليا، فإن العثور على شخص ما يحمل زجاجة ماء أشبه بالعثور على إبرة في كومة قش".
وأبدت سولا، التي توثق حياتها على مدونة "Helene in Between"، رأيها في النقاش الكبير الذي يدور حول مياه الصنبور في أوروبا عدة مرات.
قالت الأمريكية في فيديو على "تيك توك" العام الماضي: "مياه الصنبور ليست مجانية في المطاعم (الأوروبية)".
ومن ثم أضافت: "إذا حصلت عليها، فهي ستأتي في كوب صغير".
ووافق البعض على تجربة سولا، وأضافوا أنّه رُغم توفر مياه الصنبور عادةً، إلا أنّ المياه المعدنية المعبأة في زجاجات، أو المياه المعبأة المصفاة أكثر شيوعًا في العديد من البلدان الأوروبية.
ما رأي خبير في شرب الماء؟
وبهدف التعرف إلى ما يحدث بالفعل، تواصلت CNN مع ستافروس كافوراس، وهو أستاذ تغذية في جامعة ولاية أريزونا الأمريكية، ويدير مختبر علوم الترطيب بالجامعة، والذي يركز على تأثير الترطيب على الصحة والأداء، كما أنّه مغترب يوناني عاش في الولايات المتحدة لمدة 20 عامًا.
ووافق كافوراس على وجود بعض الاختلافات المحتملة بين الولايات المتحدة وأوروبا عندما يتعلق الأمر "بما يشربه وما يحبه الناس، ومستوى ترطيبهم".
وذكر كافوراس أيضًا أنّ دفع مبلغ إضافي مقابل زجاجة ماء بسعة لتر واحد أثناء تناول العشاء أمر مقبول في أوروبا بشكلٍ أكبر مقارنةً بالولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بما إذا كان الأوروبيون أكثر عرضة للجفاف بشكل عام مقارنةً بالأمريكيين، قال كافوراس إنّه من المثير للاهتمام وجود فرق بين الإرشادات الخاصة بشرب المياه في الولايات المتحدة وأوروبا.
وأوضح: "في الولايات المتحدة، تنص التوصيات على شرب الإناث لـ2.7 لتر من الماء، وشرب الرجال لـ3.7 لتر من الماء يوميًا. وفي أوروبا، توصي الإرشادات بلترين ولترين ونصف على التوالي".