منذ احتراقها عام 2019.. قرعت أجراس كاتدرائية "نوتردام" مجددًا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد مرور أكثر من خمس سنوات على الحريق الكارثي الذي دمر أجزاء كبيرة من كاتدرائية "نوتردام" في باريس، قرعت أجراس الكاتدرائية التاريخية مرة أخرى.
في صباح يوم الجمعة، قرعت ثمانية من أجراس الكاتدرائية لأول مرة منذ أبريل/ نيسان عام 2019، وفقًا لألكسندر غوجون، الذي أدار عملية تركيب الأجراس.
وقال غوجون لـCNN: "كان سماع رنين الأجراس هذا الصباح مؤثرًا للغاية"، مضيفًا أنّ مشروع تركيب الأجراس استغرق عامًا ونصف العام. ووصف الصوت بأنه "تتويج لمشروع كبير".
وصباح الجمعة ، قرعت معًا الأجراس الثمانية المُرمّمة لبرج الجرس الشمالي للكاتدرائية الذي دُمر جزئيًا في الحريق، كجزء من اختبار فنّي قبل إعادة افتتاح كاتدرائية "نوتردام" رسميًا، والمقرّر خلال الشهر المقبل.
وكانت عُرضت الأجراس الثلاثة الجديدة أمام الجمهور التي جرى تركيبها في الكاتدرائية، الخميس.
وكانت اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس تبرعت بأكبر الأجراس. كان يُقرع سابقًا في ملعب فرنسا، الملعب الوطني للبلاد، عند فوز الرياضيين أو تحطيمهم الأرقام القياسية خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية هذا العام.
من جهته، قال توني استانغيه، رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024، لقناة BFM الفرنسية: "إن رؤية هذا الجرس مجدّدًا غاية في الأهمية بالنسبة لنا، أن يمتلك حياة ثانية وحياة أبدية في قلب نوتردام".
ويمثل ترميم أجراس نوتردام مرحلة مهمة، لأنّ دقّاتها تعتبر "أهم" لحظة في القداس، وفقًا لرئيس الكاتدرائية. وأوضح أوليفييه ريبادو دوما، لقناة BFM: "إنها تحتفل حقًا بانتصار الحب. وهي علامة على أن الأمل موجود دومًا".
في عام 2019، شب حريق مدمّر في المبنى الذي يعود تاريخه إلى 850 عامًا، واستمرّ لساعات عدة.
ولم يتمكن المحقّقون حتى الآن من تحديد سبب الحريق، رغم اعتقادهم بأنه حادث عرضي. وبين النظريات المحتملة أنه ربما نتج عن سيجارة مشتعلة أو عطل كهربائي، وفقًا للمدّعين الفرنسيين.
وتقع الكاتدرائية في منطقة "إيل دو لا سيتي"، وهي جزيرة صغيرة في نهر السين وسط باريس، وكانت واحدة من أكثر مناطق الجذب السياحي شعبية في العاصمة الفرنسية، وتجذب نحو 13 مليون زائر سنويًا.
وقد وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمهور بأن أعمال إعادة الإعمار ستكتمل في غضون خمس سنوات من الحريق، وأن الكاتدرائية سيُعاد بناؤها تمامًا كما كانت. ووعد بإعادة افتتاحها في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول.
كل شيء يُنجز في الوقت المحدّد، وفقًا لفيليب جو، رئيس الهيئة العامة المسؤولة عن الحفاظ على موقع التراث العالمي لليونسكو وترميمه.
وقال جو لراديو "RTL": "كل شيء بات جاهزًا تقريبًا، ما يعني أننا نسير وفقًا للجدول الزمني. نحن على ثقة". وأضاف: "كل يوم تصبح الكاتدرائية أكثر جمالًا"، مشيدًا بالألفي رجل وامرأة الذين عملوا على ترميمها".