بيانات تكشف قوة الهند الاقتصادية وموقعها بالترتيب العالمي
نيودلهي/لندن (CNN)-- بلغت قيمة اقتصاد الهند 3.7 تريليون دولار في عام 2023، مما يجعلها خامس أكبر اقتصاد في العالم، بعد أن قفزت أربع مراكز في التصنيف خلال العقد الذي قضاه مودي في منصبه.
ويتمتع اقتصاد العملاق في جنوب آسيا بوضع مريح يسمح له بالتوسع بمعدل سنوي لا يقل عن 6% في السنوات القليلة المقبلة، لكن المحللين يقولون إنه يجب أن يستهدف نمواً بنسبة 8% أو أكثر إذا أراد أن يصبح قوة اقتصادية عظمى.
ومن شأن التوسع المستدام أن يدفع الهند إلى أعلى مصاف أكبر الاقتصادات في العالم، حيث يتوقع بعض المراقبين أن تصبح البلاد في المرتبة الثالثة خلف الولايات المتحدة والصين فقط بحلول عام 2027.
كما فعلت الصين قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، بدأت الهند عملية تحول ضخمة في البنية التحتية من خلال إنفاق المليارات على بناء الطرق والموانئ والمطارات والسكك الحديدية. وفي الوقت نفسه، يقوم مستثمرو القطاع الخاص ببناء أكبر محطة للطاقة الخضراء في العالم.
وفي الميزانية الفيدرالية لهذا العام وحده، تم تخصيص 134 مليار دولار للإنفاق الرأسمالي لتعزيز التوسع الاقتصادي.
ويمكن رؤية النتائج على أرض الواقع مع أعمال البناء القوية الجارية في جميع أنحاء البلاد. أضافت الهند ما يقرب من 55 ألف كيلومتر (حوالي 35 ألف ميل) إلى شبكة الطرق السريعة الوطنية، أي بزيادة قدرها 60% في الطول الإجمالي، بين عامي 2014 و2023. ويعود تطوير البنية التحتية بالعديد من الفوائد على الاقتصاد، بما في ذلك خلق فرص العمل وتحسين سهولة ممارسة الأعمال التجارية.
تحاول حكومة مودي بقوة الاستفادة من عملية إعادة التفكير الهائلة الجارية بين الشركات في سلاسل التوريد. وتريد الشركات الدولية تنويع عملياتها بعيدا عن الصين، حيث واجهت عقبات أثناء الوباء ومهددة بالتوتر المتزايد بين بكين وواشنطن.
وأطلق ثالث أكبر اقتصاد في آسيا برنامج حوافز مرتبط بالإنتاج بقيمة 26 مليار دولار لجذب الشركات لإقامة التصنيع في 14 قطاعًا، بدءًا من الإلكترونيات والسيارات إلى الأدوية والأجهزة الطبية.
ونتيجة لذلك، فإن بعض أكبر الشركات في العالم، بما في ذلك شركة فوكسكون الموردة لشركة أبل، تعمل على توسيع عملياتها بشكل كبير في الهند.
وقال الملياردير إيلون ماسك الأسبوع الماضي على منصة X إنه "يتطلع" للقاء مودي في الهند، دون تحديد موعد. من المتوقع أن يعلن رئيس شركة تيسلا عن استثمار كبير في الهند قريبًا، حيث يقال إن شركة صناعة السيارات تجوب البلاد بحثًا عن موقع مناسب لأول مصنع آسيوي لها خارج الصين.
حتى عامين مضت، كانت شركة آبل تبدأ عادةً في تجميع الطرازات في البلاد بعد سبعة إلى ثمانية أشهر فقط من إطلاقها. تغير ذلك في سبتمبر 2022، عندما بدأت شركة ابل في تصنيع أجهزة ايفون 14 الجديدة في الهند بعد أسابيع من طرحها للبيع.
ووصف المحللون التغيير في الاستراتيجية بأنه فوز كبير لمودي، حيث أن علاقات التصنيع المتنامية مع شركة أمريكية عملاقة مثل أبل ستجذب بدورها لاعبين عالميين آخرين في النظام البيئي لتصنيع الإلكترونيات إلى الهند.
ووفقًا لشركة أبحاث السوق Canalys، سيتم تصنيع ما يصل إلى 23% من أجهزة ايفون في الهند بحلول نهاية عام 2025، ارتفاعًا من 6% في عام 2022.