دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يسطع نجم إمارة رأس الخيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بقوة في وقتنا الحاضر بطريقة مشابهة لتاريخ الإمارة التي كانت على مدار قرون طويلة موقعاً استراتيجياً على طول طريق الحرير التجاري القديم، وذلك بعدما خفت ذلك البريق خلال العقود الماضية، مع تبدل طرق التجارة وسطوع نجم دبي وأبو ظبي.
ويبدو أن كل ذلك بدأ يتغير بسرعة قياسية، من خلال أسرة القاسمي الحاكمة، إذ يتم تحفيز القطاعات السكنية والسياحية.
وفي سياق متصل، قال مدير عام هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة ستيفن رايس لموقع CNN بالعربية على هامش معرض سوق السفر العربي الذي أقيم في دبي في آيار/مايو الحالي، إن "رأس الخيمة يمكن اعتبارها الوجهة الأسرع نمواً في العالم، بسبب النمو الهائل في الربع الأول من العام الحالي،" مضيفاً أن "عدد المقيمين في الفنادق زاد بنسبة 53 في المائة، مقارنة بالعام الماضي."
وتمكنت رأس الخيمة من تحقيق مشاريع سياحية عدة، ما ساهم برفع عدد السياح الوافدين إلى الإمارة.
ولفت رايس أنه خلال العام الحالي، تم افتتاح ثلاثة فنادق جديدة، تتضمن 1500 غرفة إضافية، موضحاً أن أبرز المناطق التي يتم العمل عليها كوجهة سياحية في رأس الخيمة هي جزيرة مرجان التي استمر العمل عليها لسبع سنوات، حيث تتضمن أبرز الفنادق الجديدة، ومؤكداً في الوقت ذاته أن "جزيرة مرجان سلطت الضوء على ما يمكن فعله، إذ لدينا مستقبل مشرق أمامنا."
وردا على سؤال حول قدرة رأس الخيمة على منافسة دبي، نفى رايس وجود أي تنافس بينهما، لافتاً إلى أن جميع الإمارات تتعاون مع بعضها البعض. وقال رايس "إذا كانت دبي مثل نيويورك، فإن رأس الخيمة مثل كاليفورنيا،" معتبراً أن "دبي هي مصدر أساسي للسياح في رأس الخيمة، فيما تمنح رأس الخيمة تجارب مختلفة ومميزة للسياح، ومن بينها الراحة والسلام، والطبيعة، والتراث، والمنتجعات البحرية الفاخرة."
وبلغ الإستثمار في السياحة خلال السنوات الماضية حتى العام 2013، حوالي نصف مليار دولار، إذ يعتبر السوق المحلي هو السوق السياحي الأساسي في رأس الخيمة، إذ بلغ عدد الإماراتيين الذين قاموا بزيارة رأس الخيمة 104،270 في العام 2013، يليهم الألمان بنسبة 23 في المائة، والروس بنسبة 12 في المائة، وغيرهم من السياح في الدول الأوروبية.
ويذكر أن عدد السياح في رأس الخيمة في العام 2013 بلغ 1.2 مليون زائر مقارنة بـ 600 ألف سائح في العام 2010. وقال رايس في هذا الصدد: "نحن نتوقع زيادة بنسبة 50 في المائة خلال العام الحالي."
وتجدر الإشارة إلى أن هيئة رأس الخيمة للتنمية السياحية تم تأسيسها في العام 2011، باعتبارها جزءا من حكومة رأس الخيمة، للترويج وتشجيع البنية التحتية السياحية، محلياً وخارجياً، فضلاً عن تحقيق مفهوم اعتبار رأس الخيمة وجهة مستدامة للسياحة، ووضعها على خارطة السياحة العالمية. كما تعمل المجموعة على ضبط وتحسين وترقية معايير الجودة وإدارة أداء الفنادق، بالإضافة إلى تسهيل وتشجيع المزيد من الاستثمارات للعلامات التجارية الفاخرة والعالمية في الإمارة.
وتقدم رأس الخيمة المناظر الطبيعية المتنوعة، والتراث الغني والمناخ المعتدل، وهي الملجأ المثالي لقضاء وقت فراغ بأجواء المغامرات القيمة، فضلا عن سفريات الأعمال.
وأشار رايس أن "رأس الخيمة تتميز بتشكيلة واسعة من الأنشطة في الهواء الطلق من تسلق الجبال وركوب الدراجات الجبلية، والتجديف، وصيد الأسماك والغولف والمنتجعات ذات المستوى العالمي، ومأكولات المطابخ العالمية."
وتضم الإمارة في الوقت الحالي 15 فندقاً ومنتجعاَ توفر ما مجموعه 2947 غرفة على امتداد المدينة والمناطق الشاطئية. ومن المتوقع أن يصل عدد الغرف الفندقية إلى عشرة آلاف غرفة فندقيّة بحلول العام 2016. وخلال 2013، افتتح فندق "والدورف أستوريا رأس الخيمة" الذي يضم 349 غرفة وجناحا فندقيا، فيما
افتتح أربعة فنادق خلال العام 2014، وهي "ريكسوس باب البحر"، و"سانتوريني" و"الحمرا فورت" و"دوبل تري هلتون" و"مرجان أيلند ريزورت أند سبا."
واعتبر رايس أن "رأس الخيمة هي وجهة فريدة للزوار من جميع الأعمار، إذ تفتخر هذه الإمارة بارتفاع الجبال الجميلة، والصحراء الرملية الحمراء والسهول الخضراء جنبا إلى جنب مع سلسلة من الجداول والبحيرات، ولديها تراث غني يعود تاريخه إلى 5 آلاف سنة، والذي يظهر في العديد من المواقع التاريخية والحصون والقرى المهجورة،" مشيراً إلى أن "الثقافة الإماراتية موجودة في كل مكان في رأس الخيمة، والسياح موضع ترحيب بالضيافة العربية الدافئة."