دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اعتبر خور دبي تاريخياً قلب النشاط التجاري في الإمارة الخليجية، حيث أبحرت القوارب والمراكب لنقل البضائع والأشخاص إلى الموانئ الأجنبية.
وبين نقل الأدوات الإلكترونية والسلع الرياضية، ما زال الخور يمثل قاعدة تداول نابضة بالحياة، ولكن بعيداً عن محور الشحن الذي كان عليه سابقاً.
ولقرون عدة، اعتبر الخور المكان الأمثل الذي جرت فيه الأعمال الدولية في دبي. أما الكثير من البضائع التي تم شراؤها وبيعها، فكانت تنقل إلى الهند، والتي أصبحت مع مرور الوقت أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي فترة السبعينيات، بلغ حجم التجارة بين البلدين ما قيمته 180 مليون دولار سنوياً، فيما يبلع حجم التجارة حالياً، حوالي 75 مليار دولار.
وانتقل الكثير من الهنود إلى دبي في ظل تنامي العلاقات التجارية، بحثاً عن فرص العمل، ولكن الوطن ليس بعيدا أبداً عن أحلامهم بالعودة إليه مرة أخرى.
ويعد شيكار باتني واحداً من حوالي مليونين هندي، يعملون في الإمارات، إذ انتقل إلى هنا منذ أكثر من 30 عاماً، متخذاً قراراً بإنشاء أعماله التجارية الخاصة المرتبطة بالمجوهرات. ونمت شركته منذ ذلك الحين، إذ تقدر قيمتها حالياً بأكثر من 20 مليون دولار.
وقال باتني حول إقامته في دبي: "هناك ثقافة متمازجة بين الهند والشرق الأوسط، ما يعد أمراً مهماً بالنسبة إلينا، فضلاً عن قربها الجغرافي من الهند."
وكما وطنه الأم يراقب باتني نتائج الانتخابات البرلمانية عن كثب، وذلك رغم من عدم مشاركته في عملية التصويت في الإنتخابات.
وأوضح باتني أنه يرسل جزءا كبيرا من دخله الشهري لعائلته، فضلاً عن تغذية أعماله التجارية والإستثمارات في الهند.
في المقابل، يدير الهندي كريشنان راماشاندران مجموعة لإدارة الثروات في دبي، بأصول تبلغ قيمتها حوالي 400 مليون دولار أمريكي والتي تعود إلى الهنود الذين يعيشون في الإمارات. ويتم إعادة استثمار أغلبية هذه الأصول في الهند.
وقال راماشاندران: "نحن نخدم مجموعة واسعة من العملاء بدءاً بالأشخاص في أسفل الهرم وصولاً إلى الأشخاص في قمة الهرم،" مضيفاً: "ويعكس هذا الأمر، تطلع أي عامل هندي يأتي إلى هذه المنطقة لإدخار الأموال وإرسالها إلى بلده. أما الهدف فيتمثل بإرسال بين 40 و50 في المائة، من أرباح الهنود في دبي، لإستثمارها في الكثير من المشاريع في الهند." وأشار راماشاندران أن "غالبية زبائنه ينوون العودة في أحد الأيام إلى وطنهم الأم."
ويعتبر أحد هؤلاء العملاء هو عامل البناء، موكيش شارما.
وقال شارما "أنا أعمل في دبي منذ عشر سنوات، ونحن نحافظ على نقل الأموال، وأخطط للذهاب والاستقرار في الهند نهائياً بعد مرور عامين أو ثلاثة أعوام."
وبلغت التحويلات المالية للهنود في الخارج حوالي 71 مليار دولار العام الماضي، وفقا لمعلومات أصدرها البنك الدولي، ما يفوق أي بلد آخر في العالم، ما يقدم النفوذ الإقتصادي الهائل للمغتربين الهنود في وطنهم الأم، حتى من دون مشاركتهم في العملية الانتخابية.