أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- مع فوز رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية التي أجريت للمرة الأولى في تركيا لتحديد رئيس الدولة، وحلفه اليمين الدستورية الخميس، يقول الخبراء إنه من المرجح أن يظل أردوغان، الذي بلغ الستينات من عمره، عنصراً أساسياً في سياسة بلاده خلال العشرة أعوام القادمة.
هذا وقد انتخب أردوغان ثلاث مرات ليتولى منصب رئاسة وزراء تركيا خلال الفترة ما بين 2003 و2014، لكن القوانين الداخلية لحزب الحرية والعدالة الذي ينتمي إليه أردوغان منعته من الترشح لمنصب رئاسة الوزراء مرة أخرى، ورغم أن الدور الذي يتبناه الرئيس في تركيا يعد شكلياً ورمزياً، إلا أن أردوغان عبر عن رغبته في إحداث تغييرات في دستور الدولة، والتي ستضمن تمديد فترة تواجده السياسي.
ولكن ما هو رأي المستثمرين وأصحاب الأعمال باستمرار تواجد أردوغان في الخطوط المتقدمة للقرارات السياسية في تركيا؟
ورغم أن الاستثمار الأجنبي في البلاد قد ارتفع عشرة أضعاف، من 20 مليار دولار عام 2001، وصولاً لـ 200 مليار دولار اليوم، وقد انتهت السلطات من العمل على مشاريع ضخمة تحت إشراف أردوغان مثل نفق مرمرة في إسطنبول، إلا أن النمو الاقتصادي في البلاد ارتفع بنسبة 2 في المائة فقط خلال السنوات السابقة، مع تحذيرات رافقت شركات الأبحاث الاستثماري مثل "Moody’s" و"Fitch" حول الاضطرابات السياسية والاجتماعية التي تشهدها تركيا، التي تملك أكثر من 80 مليون مستهلك.
وقال رئيس غرفة التجارة الأمريكية التركية، بيسر أوستاغلو، في مقابلة مع CNN، إن تركيا قد نمت بشكل متسارع خلال السنوات العشر السابقة، لكنه أضاف بأن البلاد تشهد هذه الأيام تباطؤاً، وتوقع بأن تشهد البلاد نمواً قد يتراوح ما بين 3 و3.5 في المائة خلال السنوات القدامة.
ولم يبد قلقه حول تواجد أردوغان في منصب رئاسة الوزراء لما يقارب 12 عاماً، وتوليه الرئاسة لما قد يصل عشر سنوات مقبلة، إذ أشار إلى أن تركيا بلغت أفضل الأحوال الاقتصادية والرعاية الاجتماعية خلال ما مر من 12 عاماً، إذ بدأت الأوضاع بالتحسن منذ الثالث من نوفمبر/تشرين ثاني عام 2002، وأنه يجب أن يعطى أردوغان فرصة لإظهار ما لديه خلال فترة رئاسته للبلاد
وأشار أوستاغلو إلى أن تركيا تأثرت بالاضطرابات التي يشهدها العراق ولاتزال تعيشها سوريا، خاصة وبأن تركيا "تشكل البوابة الرئيسية لأسواق الشرق الأوسط"، وقد توقف إيصال البضائع لأكثر من 12 عشر سوق كانت تمر من أوروبا عبر تركيا إلى سوريا، مضيفاً بأن الاتحاد الأوروبي يشهد "ركوداً" جراء هذا الوضع.
وأضاف أوستاغلو بأن الربيع العربي في شمال أفريقيا أثر بشكل كبير على الاقتصاد التركي، حيث امتلكت تركيا الكثير من المتعاقدين، في ليبيا ومصر والجزائر.
ولكن هنالك ما يبشر بخير مع تعاون أمريكا والاتحاد الوروبي بمشروع تحسين التجارة عبر الأطلسي والشراكة الاستثمارية (TTIP) والتي تعمل تركيا على لعب دور بها من خلال التصدير لكل من أوروبا والولايات المتحدة.