تونس (CNN)— فضلّ أكثر من ألفي رجل أعمال أجنبي تحويل وجهة الاستثمار من تونس إلى المغرب خلال السنوات الأخيرة، وفق ما صرّح به الأمين العام للاتحاد التونسي للشغالين الشباب، الشاذلي حواص، اليوم الاثنين في ندوة بالعاصمة التونسية.
ووفق ما نقلته وسائل الإعلام التونسية، منها وكالة الأنباء المحلية، فقد أضاف حواص بأن نسق الاستثمار في تونس يشهد بطئًا كبيرًا، ولا يسير بالخطى الكافية لأجل خلق مناصب شغل للتونسيين، داعيًا إلى منح المزيد من التسهيلات الضريبية للمستثمرين، وتيسير عملهم وفتح المجال أمام الشباب التونسي.
وتشهد تونس منذ اندلاع الثورة انخفاضَا حادًا في نشاطها الاقتصادي، ولم تستطع، رغم مرور خمس سنوات على قيام الثورة، تحقيق دفعة اقتصادية، وذلك بسبب عدم الاستقرار السياسي، ووقوع هجمات إرهابية متعددة، وغياب سياسات اقتصادية واضحة، ممّا زاد من معدل البطالة بين الشباب، وخفض من قيمة العملة المحلية، رغم وجود جهود بدعم الشباب من أجل خلق أنشطة مدرة للدخل.
كما تحدث رئيس المجلس الأعلى لرجال الأعمال التونسيين والليبيين، عبد الحفيظ السكوفي، عن وجود مجموعة من العراقيل الإدارية في تونس التي تدفع برجال الأعمال الليبين إلى الاستثمار في مصر، ومن ذلك أن هذه الأخيرة تمنحهم بطائق الإقامة في أيامهم الأولى عكس ما يجري في تونس.
وتعمل تونس على إقرار اتفاقيات بينها وبين دول عربية وأجنبية، منها السعودية والجزائر وفرنسا وإيران، لأجل إنجاز مشاريع تدفع بالاقتصاد التونسي إلى الأمام، ومن أهم المبادرات في هذا الاتجاه، زيارة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي إلى السعودية، والتأكيدات التي حظي بها في شأن إقامة مشاريع سعودية تصل كلفتها إلى 300 مليار دولار.
وقد استفاد المغرب، بحكم عدم تأثره الكبير بموجة "الربيع العربي"، من الإبقاء على مكانته كأحد أهم البلدان العربية في استقبال الاستثمارات الأجنبية، وشهد ارتفاعًا للاستثمارات الأجنبية بنسبة 4,1 في المئة نهاية العام الماضي، لكن دون أن ينعكس ذلك كثيرًا على الاستثمار الداخلي الذي يبقى ضعيفًا حسب أرقام المندوبية السامية للتخطيط، ممّا يؤثر على نسبة النمو.