باريس، فرنسا (CNN) -- فتحت مراكز الاقتراع أبوابها رسميا في فرنسا صباح الأحد لعمليات الاقتراع ضمن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي من المتوقع أن تخرج بنتائج غير حاسمة تدفع باتجاه جولة ثانية، ولكن القلق ينتاب المتعاملين في الأسواق وخبراء الاقتصاد حيال إمكانية تقدم مرشحين قد يكون لديهم جداول أعمال تهدد مستقبل اليورو.
ويخشى مراقبون في القطاعات الاقتصادية الأوروبية من وصول مرشحين جاهروا برفضهم للوحدة النقدية الأوروبية، ما قد يؤدي فعليا إلى تحطيم تجربة اليورو التي تعتبر فرنسا ركنا أساسيا فيها إلى جانب ألمانيا، خاصة وأن اثنين من المرشحين البارزين يعادون تجربة اليورو علانية.
ويخوض الدورة الأولى من الانتخابات 11 مرشحا، ومن المتوقع أن تفضي الجولة عن وصول مرشحين إلى انتخابات الإعادة في السابع من يونيو/حزيران المقبل. ويثور القلق لدى المستثمرين تحديدا من مرشحة أقصى اليمين، مارين لوبان، زعيمة "الجبهة الوطنية" التي تُظهر استطلاعات الرأي امتلاكها لقوة انتخابية كبيرة، إلى جانب مرشح أقصى اليسار، جان لوك ميلانشون، الذي يمتلك بدوره شعبية واضحة ولديه مواقف رافضة لليورو.
وقال محللون في مجموعة "سيتي غروب" إن "الكابوس" بالنسبة للمستثمرين يتمثل في وصول ميلانشون ولوبان إلى جولة الإعادة، فلوبان تريد إخراج فرنسا من منطقة اليورو، كما أعلنت نيتها تنظيم استفتاء حول البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي نفسه، علاوة على إعلانها معارضتها لاتفاقيات التجارة الحرة.
أما ميلانشون، الذي يحظى بدعم الحزب الشيوعي الفرسي، فقد هدد بأنه سينسحب من منطقة اليورو بحال فوزه ما لم يلتزم الاتحاد الأوروبي بمطالبه، كما لوّح بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي وإعادة تأميم شركات الطاقة ورفع الضرائب بشكل باهظ على الأثرياء.
وتستعمل 19 دولة ضمن الاتحاد الأوروبي حاليا عملة اليورو، وهي الدليل الأوضح على التناغم الاقتصادي في المنطقة منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ولطالما كانت فرنسا واحدة من الدول الرئيسية بدعم تلك العملة التي قد تثور الشكوك حول إمكانية صمودها مستقبلا بحال قررت فرنسا التخلي عنها.
ويقول دييغو ايسكارو، خبير الأسواق في شركة HIS Markit" إن تداعيات سيناريو خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي أو من اليورو "لا يمكن تجاهل حجمها". وقد حافظت أسواق الأسهم حتى الآن على هدوئها حيال التطورات السياسية في فرنسا ولكن المؤشرات تدل على تزايد القلق بين المستثمرين.
المرشحون الرئيسيون لتيارات الوسط، ويشمل ذلك إيمانويل ماكرون وكذلك المحافظ فرنسوا فيون، يمتلكان بدورهما حظوظا كبيرة للوصول إلى كرسي الرئاسة، وكلاهما داعم للبقاء في منطقة اليورو.