نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- يشير الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بانتظام إلى سوق الأسهم القوي كدليل على أن سياساته الاقتصادية ناجحة. ولكن ماذا عن الدولار الأمريكي الضعيف بشكل كبير؟
إذ في حين ارتفع مؤشر "داو" فوق الـ22 ألف نقطة، الأربعاء، تراجع الدولار إلى أدنى مستوى له في 15 شهراً مقابل العملات المنافسة.
هذا الانخفاض ليس سيئاً كلياً: إذ ساعد الدولار الضعيف أسهم الطاقة على تسجيل مستويات قياسية، ويساعد الشركات الأمريكية على كسب المال في الخارج.
ولكن الرسائل المتضاربة من أسواق العملات وأسواق الأوراق المالية دراماتيكية، خاصة نظراً إلى أن الدولار ارتفع في البداية بعد فوز ترامب. ووعود الرئيس الأمريكي بتخفيضات ضريبية كبيرة والإنفاق على البنية التحتية وتخفيف القيود، رفع الدولار إلى أعلى مستوى له منذ 14 عاماً في يناير/ كانون الثاني الماضي.
اعتقد المستثمرون في ذلك الوقت أن ترامب، جنباً إلى جنب مع كونغرس يسيطر عليه الجمهوريون، سيحسنان أخيراً الاقتصاد الأمريكي الراكد ويجبران البنك الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر.
لكن فشل ترامب التشريعي، إلى جانب النمو الاقتصادي النشط في أوروبا، وجّها ضربة قوية للدولار الجبار. إذ انخفض مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل منافسيه، بنسبة 10 في المائة منذ أن بلغ ذروته في الثالث من يناير/ كانون الثاني الماضي. إذ يشهد الدولار حالياً أول خمس أشهر ينخفض فيها على التوالي منذ عام 2011.
وفي حين أن سوق الأسهم كان مدفوعاً إلى مستويات قياسية من خلال أرباح الشركات القوية، يبدو أن سوق العملات سئم من تعثر ترامب.
وقال كيت جاكس، وهو خبير استراتيجي كبير في "Societe Generale"، إن "مسلسل الدراما في البيت الأبيض" غذّى تراجع الدولار. وأضاف في تقرير، هذا الأسبوع، أن "الثقة في قدرة الإدارة الأمريكية على تقديم سياسات مالية تعزز النمو هي في أدنى مستوى."
وألقى المحلل والباحث في مؤسسة "FXTM"، لوكمان أوتونوغا، اللوم حول "الدولار المضروب" على "الدراما السياسية في واشنطن،" وكتب في تقرير أن الاضطرابات تثير الشكوك حول قدرة ترامب على الوفاء بوعوده الاقتصادية.