لندن، بريطانيا (CNN)-- ضرب الإرهابيون قلب الاقتصاد الإسباني، الخميس.
إذ تعد برشلونة ثاني أكبر مدينة في الدولة بعد مدريد، وهي عاصمة كاتالونيا أكبر منطقة في إسبانيا من حيث الانتاج الاقتصادي.
وتشكل المنطقة 20 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا - وهي حقيقة سلط عليها الضوء أنصار محاولة كاتالونيا للاستقلال منذ فترة طويلة. (ويمكن إجراء استفتاء آخر بشأن هذه المسألة في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل).
السياحة هي جزء كبير من مكونات اقتصاد المدينة، ولكن يمثل الشحن والتصنيع والتكنولوجيا أجزاءً مهمة أيضاً.
ولطالما سعت برشلونة للحصول على مكانة دولية كبيرة. إذ صنفت دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة "EY" المدينة في المرتبة الخامسة من ناحية جاذبيتها في أوروبا للمستثمرين الدوليين، بعد لندن وباريس وبرلين وأمستردام، ولكنها تغلبت على فرانكفورت ومدريد ودبلن.
واستقطبت برشلونة وحدها قرابة 36 في المائة من جميع الاستثمارات الأجنبية في إسبانيا في عام 2015، وفقا لمؤسسة "KPMG".
وهذا ما يكمن وراء نجاح المدينة:
السياحة
تلعب السياحة دوراً رئيسياً.
إذ أن برشلونة هي الوجهة الأكثر شعبية في إسبانيا، وترحب بثمانية ملايين زوار دوليين سنوياً، ممن يقيمون ليلة واحدة على الأقل في المدينة. العديد منهم يأتون إلى أعجوبة كنيسة "ساغرادا فاميليا".
كما أن برشلونة هو الوجهة الأكثر شعبية في أوروبا للرحلات البحرية، وفقا لـ"يورومونيتور".
المواصلات
لطالما كانت المدينة مركزاً مهماً للشحن منذ قرون. إذ بفضل موقعها الاستراتيجي على ساحل البحر الأبيض المتوسط بالقرب من فرنسا، فهي بمثابة بوابة طبيعية لحركة المرور القادمة إلى أوروبا من شمال إفريقيا والأمريكتين.
وسجّل الشحن ارتفاعاً قياسياً في عام 2016 من حيث عدد السفن وحجم البضائع وعدد الركاب. إذ ارتفع بنسبة 18 في المائة على أساس سنوي في النصف الأول من هذا العام، وفقا لسلطات الميناء.
والأمر لا يقتصر على البحر، إذ أن مطار برشلونة كان سابع أكثر المطارات ازدحاماً في أوروبا من حيث حركة المسافرين في عام 2016، وفقا لمجلس المطارات الدولي.
التكنولوجيا
تفتخر مدينة برشلونة بقطاع التكنولوجيا المتطور. وهي موطن لعدد من الشركات الناشئة الناجحة وكذلك مراكز البحوث.
ويشكل القطاع أكثر من 7 في المائة من اقتصاد برشلونة، وفقا لمجلس المدينة. وهذا يعادل تقريباً نسبة مساهمة الفنادق والمطاعم في الاقتصاد.
إذ اتخذت شركة "Cisco" التكنولوجيا من برشلونة مقراً لمركز ابتكار "إنترنت كل شيء". كما أن شركة "King" التي تورطت لعبة "Candy Crush" الشهيرة، والمملوكة الآن من قبل "Activision Blizzard"، فتحت مكتباً كبيراً في المدينة في عام 2012.
كما أن المدينة موطن لـ"ALBA synchrotron"، منشأة تسريع الجسيمات، ومركز برشلونة للحوسبة الفائقة.
كما تستضيف برشلونة المؤتمر العالمي السنوي للهواتف المحمولة.
الصناعة والتصنيع
تعد برشلونة والمنطقة الحضرية الكبرى فيها مركزاً مهماً للصناعة والتصنيع.
إذ أن 34 في المائة تقريباً من جميع الصادرات الإسبانية تأتي من كاتالونيا. وتظهر البيانات الرسمية أن ثلث جميع المصدرين الإسبانيين يقيمون في برشلونة.
وذكرت الحكومة الكاتالونية أن ثلث الشركات الأجنبية التي تعمل في إسبانيا اختارت برشلونة كمقر لها. تمتلك كل من "فولكس واغن" و"نيسان" مجمعات تصنيع في منطقة برشلونة الكبرى.