دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- دخلت الأزمة القطرية الخليجية الآن شهرها الرابع، ولا حل يلوح في الأفق رغم جهود الوساطة والمناشدات الدولية بالحوار للتوصل إلى تسوية في أقرب وقت ممكن. وأثارت الأزمة تساؤلات اقتصادية حول قدرة الدوحة على مواجهة القيود التي فُرضت عليها ومدى تأثير الأزمة على اقتصاد الدولة والقطاع المالي بشكل خاص.
هل ستحتاج قطر إلى خفض قيمة الريال؟
قال جيسون تورفي، محلل يختص بالشؤون الاقتصادية في الشرق الأوسط في مؤسسة "Capital Economics" لـCNN بالعربية، إن المخاوف حول احتمال خفض السلطات في قطر لقيمة العملة "في غير محلها".
وأشار تورفي إلى تقرير أصدرته مؤسسته بعد أيام من اندلاع أزمة قطع العلاقات، ذكر فيه 3 أسباب يرى الخبراء أنها تؤدي إلى استبعاد احتمال خفض قيمة الريال. كان أولها هو أن حجم العلاقات التجارية بين قطر وجيرانها "صغير"، وأشار إلى أن قطر وجدت مصادر أخرى لتغطية احتياجاتها من السلع، وخاصة المواد الغذائية، التي كانت تستوردها سابقاً من جيرانها. وذكر أن أحد أهم العوامل، هو أن شحنات قطر من النفط والغاز تتدفق بانتظام على ما يبدو. ويُذكر أن قطر تُعد أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال، إذ تتربع فوق 10 في المائة تقريباً من احتياطيات الغاز في العالم، وتشمل قائمة أكبر زبائنها اليابان وكوريا الجنوبية والهند.
وأشار تقرير "Capital Economics" إلى أن قطر لديها ما يكفي من الموارد لتحمل فترة من خروج رؤوس المال، إذ أفاد التقرير أن احتياطي النقد الأجنبي في قطر يبلغ تقريباً 34.8 مليار دولار، كما يمكن للسلطات اللجوء إلى أصول تبلغ قيمتها 335 مليار دولار والتي يمتلكها صندوق الثروة السيادي (جهاز قطر للاستثمار). وسلط التقرير الضوء على أن احتياطيات النقد الأجنبي كنسبة من إجمالي الناتج المحلي في قطر تبلغ ضعف احتياطيات النقد الأجنبي كنسبة من إجمالي الناتج المحلي في السعودية.
كما رأى خبراء "Capital Economics" أن الضغط على قطر من قبل دول الخليج المجاورة لن يصل إلى حد جعل خفض قيمة الريال احتمالاً واقعياً، وعزوا ذلك إلى أنه في حال اضطرت قطر إلى خفض قيمة عملتها، سيثير ذلك مخاوف حول العملات الأخرى المربوطة بالدولار في المنطقة.
هل ستضطر قطر لتحرير سعر صرف الريال؟
ومن جانب آخر، قال المحلل المالي لدى وسيط العملات "FxPro"، ألكسندر كوبتسيكيفيتش، لـCNN بالعربية: "الريال القطري مربوط بشكل وثيق بالدولار الأمريكي. انخفض سعر صرف الريال القطري بنسبة 2.5 في المائة في يونيو/ حزيران الماضي بعد (اندلاع) الأزمة الدبلوماسية، ولكن المعدل عاد بسرعة إلى المستويات التي هيمنت منذ سنوات. غير أن سعر الصرف شهد تقلبات متزايدة بشكل ملحوظ منذ يونيو/ حزيران الماضي. وقد ارتفع نطاق تذبذب سعر صرف الريال القطري أمام الدولار الأمريكي من 0.04 في المائة قبل يونيو/ حزيران الماضي إلى 1.5 في المائة خلال الشهرين الماضيين."
وأضاف كوبتسيكيفيتش: "ويبدو أن السلطات تدعم هذا المعدل على حساب احتياطيات النقد الأجنبي، وفقا للتقارير الرسمية، لمواجهة خروج رؤوس الأموال. إن استمرار الأزمة الدبلوماسية يثير شكوكاً بشأن مدى قدرة السلطات على الحفاظ على المسار الحالي في المستقبل المنظور. وفي مثل هذه الظروف، قامت بلدان أخرى، مثل روسيا وكازاخستان وأوزبكستان، عاجلاً أم آجلاً بالانتقال تحرير سعر صرف العملة. وفي حالة قطر، قد يحدث ذلك عاجلاً وليس آجلاً."