دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يطرح الكثير من المخاوف، إلا أن ضعف قيمة الجنيه الإسترليني وانخفاض الأسعار، يحفز المستثمرين وخصوصاً الخليجيين منهم على الاستمرار بضخ الملايين في سوق العقارات الفاخرة في لندن.
وقال الرئيس التنفيذي لمطور العقارات الفاخرة "نورث كير" الذي تملكه مجموعة أبو ظبي المالية نيكولو باراتيري دي سان بيترو: "إنهم يحبون لندن،" مضيفاً: "يريدون إرسال أطفالهم إلى هناك، وهم يتكلمون اللغة، ويفهمون النظام القانوني".
وبدأت "نورث كير" ببيع وحدات سكنية في منطقة برودواي في لندن، الأسبوع الماضي. ويتكون المشروع من 285 شقة في موقع مقر الشرطة السابق في نيو سكوتلاند يارد في وستمنستر. ويبدأ سعر الشقق السكنية بقيمة مليونين و600 ألف دولار.
ويقدر باراتيري أن "نسبة 80 في المائة من المنازل الفاخرة في لندن يشتريها المستثمرون الأجانب،" موضحاً لـCNN أن "انخفاض سعر الجنيه الإسترليني منذ أن صوتت بريطانيا على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، ساهم بشكل كبير في هذا الأمر."
وأشار باراتيري إلى أنه "في الوقت الحالي، يتمتع المشتري الأجنبي بميزة تتفوق على المشتري البريطاني،" مضيفاً: "نحن نشهد تدفقاً من المشترين المدعومين بالدولار لأنهم يرون إحدى الفرص التي تأتي كل عقد من الزمن فقط في لندن" لافتاً الى تراجع السوق بعد الأزمة المالية العالمية في العام 2008.
وانخفض الجنيه الاسترليني بنسبة 12 في المائة في مقابل الدولار الأمريكي منذ يونيو/حزيران العام الماضي، بسبب المخاوف نتيجة تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على اقتصاد المملكة المتحدة.
وفي هذا السياق، أوضحت شركة "جيه إل إل" العقارية والاستثمارية أن "عملاءها الخليجيين أنفقوا حوالي 600 مليون دولار على عقارات في لندن في العام 2016." وتتوقع "جيه إل إل" أن يزيد العدد هذا العام، بسبب عودة المشترين بعد توقفهم مباشرة جراء التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
من جهته، اعتبر ويل ماكينتوش، استشاري عملاء "جيه إل إل" في الشرق الأوسط حول المشتريات السكنية في لندن، أن "هناك الكثير من الناس الذين كانوا يتساءلون عن معنى هذا الأمر،" موضحاً أن "ما وجدناه الآن هو أن الناس قبلوا أن لندن هي لندن..قد نفقد عدة آلاف من الوظائف في القطاع المصرفي، ولكننا قد نكسب عدة آلاف في (صناعة التكنولوجيا)."
وتطور "نورث كير" مشروعاً آخر يتضمن 72 شقة فاخرة في المنطقة التي تحيط بقصر باكنغهام. ولفت باراتيري إلى أن "أكثر من نصف الشقق السكنية الـ52 التي بيعت بالفعل خلال مرحلة التطوير، اشتراها مستثمرون أجانب."
واعتبر ماكنتوش أن "المستثمرين يتطلعون حقاً إلى مرحلة زمنية تمتد بين ثلاثة وخمس سنوات، ويتوقعون أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، هي مسألة قصيرة الأمد، وستُحل".
وانخفضت أسعار المنازل في لندن بنسبة 0.6 في المائة في الربع الأخير من سبتمبر/أيلول، وفقا لمقدم الرهن العقاري نايشين وايد. وكان هذا أول انخفاض في الأسعار على مستوى المدينة منذ الأزمة المالية العالمية.
وقد شهدت أسعار العقارات في وسط لندن ضربة أكبر بكثير مؤخراً.
وتجدر الإشارة، إلى أن وكالة "سافيلز،" العقارية الرائدة في المملكة المتحدة، اعتبرت أن "الأسعار في أسواق الإسكان الرئيسية في لندن انخفضت بنسبة 1.2 في المائة في الربع الثالث من هذا العام." وأضافت أن "الأسعار الآن تقل بنسبة 8 في المائة عن ذروتها في العام 2014." وقد انخفضت أسعار العقارات التي تزيد قيمتها عن مليوني جنيه إسترليني بشكل أكبر خلال تلك الفترة، أي بنسبة 12.5 في المائة.
وتوقعت "سافيلز" الشهر الماضي أن الأحياء المرغوبة بشكل كبير في لندن، قد تشهد ارتفاعاً في الأسعار يبلغ نسبة 20 في المائة بحلول العام 2022، بمجرد أن تتضح الصورة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.