دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تهدف المملكة العربية السعودية إلى بناء مدينة ضخمة تمتد عبر ثلاثة بلدان، وبقيمة 500 مليار دولار.
وقد أعلن عن هذا المشروع، الذى يطلق عليه اسم "نيوم،" في مؤتمر عقده يوم الثلاثاء، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهو أحدث سلسلة من المشاريع الضخمة المصممة لإعادة تشكيل اقتصاد المملكة.
وقال ولي العهد الشاب أمام المستثمرين الذين تجمعوا في مؤتمر في العاصمة السعودية الرياض: "نحن نحاول العمل مع الحالمين فقط،" مضيفاً أن "هذا المكان ليس للأشخاص أو الشركات التقليدية".
ووفقاً للخطط، فإن المدينة ستعمل بالكامل من خلال الطاقة المتجددة، بينما تستفيد أيضاً من تكنولوجيا القيادة الآلية، وطائرات للركاب بدون طيار. كما سيُقدم الإنترنت اللاسلكي عالي السرعة بشكل مجاني.
وأوضح صندوق الاستثمار العام السعودي في بيان: "ستكون جميع الخدمات والعمليات في نيوم مؤتمتة بشكل كامل بنسبة مائة في المائة، بهدف أن تصبح الوجهة الأكثر كفاءة في العالم".
وستُبنى المدينة، التي ستكون مستقلة عن "الإطار الحكومي القائم" في المملكة، على مساحة 26 ألف و500 كيلومتر مربع، بالقرب من البحر الأحمر. ووفقاً لبيان الصندوق، فإن مساحتها الأرضية "ستمتد عبر الحدود المصرية والأردنية".
وأضاف الصندوق في بيان له أن "نيوم ستُبنى في مواقع جديدة، ما يتيح الفرصة، لتمييزها عن جميع الأماكن الأخرى، التي طُورت وبُنيت على مدى مئات السنين الماضية."
وستدعم الحكومة السعودية وصندوق الاستثمار، بالإضافة إلى المستثمرين المحليين والدوليين، المشروع الذي ستبلغ قيمته 500 مليار دولار.
وقد جذب المشروع الجديد انتباه المستثمرين الأجانب بما في ذلك مؤسس "سوفت بنك" ماسايوشي سون والرئيس التنفيذي لشركة "بلاكستون" ستيفن شوارزمان، الذين انضما لولي العهد السعودية على المنصة خلال الإعلان عن المشروع.
وأشار سون الثلاثاء إلى أن "نيوم فرصة رائعة،" مضيفاً: "في البداية، لم أفهم، ولكن عندما زرت الموقع، قلت إن هذا نجاح باهر،" ومؤكداً أن صندوق "رؤية سوفت بنك" الذي يعتبر السعودية أكبر مستثمر له، سيدعم المشروع مادياً.
من جهته، أوضح ولي العهد السعودي أنه ليس هناك جدول زمني محدد لتطوير المشروع، مضيفاً أن "هذا تحد،" ومؤكداً: "نعرف أن هذا يستغرق وقتاً..ونحن نتعرض لضغوط لتقديم اهداف جديدة وأفكار مبتكرة".
وقد أعلنت المملكة العربية السعودية مؤخراً عن سلسلة من المشاريع الكبيرة التي تهدف إلى تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.
وأشارت السعودية في سبتمبر/أيلول إلى أنها ستضخ حوالى 3 مليارات دولار في سوق صناعة الترفيه.
وأطلقت المملكة في آب/أغسطس، مشروعاً سياحياً يمتد على مائة ميل من السواحل الرملية وبحيرة تتضمن 50 جزيرة. وجذب المشروع الملياردير ريتشارد برانسون.
وبعد مرور عام ونصف على الجهود المبذولة، أحرز المسؤولون تقدماً في بعض أجزاء الخطة الأوسع نطاقاً التي تُعرف باسم رؤية 2030.
وقد خفضت الحكومة بعض الإعانات، مُعلنة عن ضرائب جديدة، ورفعت حظراً مثيراً للجدل حول قيادة المرأة. كما استغلت أسواق السندات العالمية ثلاث مرات في أقل من عام، واقترضت مليارات الدولارات لتحقيق التوازن.