ما رأي الشباب السعودي بخطط ولي العهد الإصلاحية؟

اقتصاد
نشر
5 دقائق قراءة
ما رأي الشباب السعودي بخطط ولي العهد الإصلاحية؟
Credit: Shutterstock/CNN Money

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أطلق حملة واسعة النطاق لمحاربة الفساد. بعض الإجراءات قيل إنها قد تخيف بعض المستثمرين المترددين، ولكن الشباب في المملكة يهتفون باسمه.

ويُعتبر محمد بن سلمان، الذي أصبح ولياً العهد قبل خمسة أشهر فقط، المسؤول عن حملة مكافحة الفساد التي نتج عنها توقيف العشرات من الأمراء السعوديين، والمسؤولين، ورجال الأعمال البارزين في وقت سابق من هذا الشهر، بالإضافة إلى استراتيجية جذرية لإصلاح الاقتصاد السعودي.

ويحب الشباب السعودي ما يقوم به الشاب البالغ من العمر 32 عاماً، في ظل وجود حوالي 70 في المائة من السكان البالغ عددهم 28 مليون نسمة تقل أعمارهم عن 30 عاماً، فيما نسبة 13 في المائة منهم بدون عمل.

وقال حسن الأنصاري (23 عاماً) والذي يدرس العلاقات العامة في جامعة الإمام بالرياض: "أي شخص في هذا البلد، وفي هذا الوقت، يمكن أن يكون رائد أعمال رائع، أو صاحب شركة كبيرة"، مضيفاً أن "ما قام به الأمير محمد بن سلمان يخبرنا أن الفساد لن يكون مشكلة بعد الآن: اذهبوا للعمل، اعثروا على وظيفة، طوروا مهاراتكم، سأكون معكم خلال جميع هذه التحديات."

وفاجأت حملة مكافحة الفساد المستثمرين الأجانب على حين غرة، بعد أيام قليلة من استضافة المملكة مؤتمر ضخم وُصف بـ"دافوس في الصحراء" وشارك فيه كبار رجال الأعمال والممولين من حول العالم.

وزادت عمليات تحويل الأموال بعد الاعتقالات إلى خارج المملكة العربية السعودية، إذ حذرت وكالة "ستاندرد أند بورز" الأحد من "مستوى جديد من عدم اليقين،" موضحة أن "هذه الحملة يمكن أن تحسن أيضاً من آفاق الاقتصاد على المدى المتوسط ​​" و"تمكين المواطنين السعوديين".

وقال خريج كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفرد ومدير أوايسيس كابيتال (صندوق يستثمر في الشركات الناشئة في مرحلة مبكرة في الولايات المتحدة) عبد العزيز البسام: "أعتقد أنه يجعل الاقتصاد أكثر كفاءة، ويبسط النشاط الاقتصادي، بهدف أن يكون كل شيء منظماً،" مضيفاً: "سندخل حقبة جديدة والتغيير سيحدث ويسير في الاتجاه الصحيح".

وعاد المدير التنفيذي البالغ من العمر 28 عاماً إلى المملكة العربية السعودية في مايو/آيار، وهو يشعر بالحماسة للفرص التي يعتقد أنها ستأتي نتيجة رؤية 2030، وهي خطة لكسر إدمان المملكة على النفط بتنويع اقتصادها.

وأضاف "لقد أتيحت لي فرصة البقاء في الولايات المتحدة وبعد فترة أصبح هذا المكان مريحاً بالنسبة لي،" موضحاً: "ولكن مع كل الإصلاحات، والزخم المثير من النشاط الذي يحدث هنا، فكرت لماذا أبقى هناك، في وقت يمكنني العودة، وأشكل قوة لمزيد من التغيير من خلال جهودي الريادية."

ويعمل البسام على إطلاق منصة الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، جنبا إلى جنب مع شريك تجاري. ويسيطر هذا الشعور بالحماس على اشباب عامة، وهو ما عبر عنه الحضور في منتدى للشباب في الرياض الأسبوع الماضي برعاية ولي العهد.

وبالإضافة إلى معالجة الممارسات الفاسدة التي كلّفت المملكة ما لا يقل عن 100 مليار دولار، شملت إصلاحات محمد بن سلمان خفض الإعانات، وإدخال ضرائب جديدة، ورفع الحظر على قيادة النساء العام المقبل.

وقالت أماني المسعد، محللة الأعمال في شركة الاتصالات السعودية (32 عاماً): "على الجميع أن يكونوا مستعدين للتغيير."

وتركز المملكة العربية السعودية على التكنولوجيا والابتكار بشكل كبير. وذكرت الحكومة الأسبوع الماضي أنها ستسهل على رجال الأعمال الأجانب الحصول على تراخيص لبدء الشركات الناشئة في المملكة. وهذا جزء من الجهود الرامية إلى تعزيز مساهمة القطاع الخاص بنسبة 65 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، إذ يستقر على نسبة 40 في المائة في الوقت الحاضر.

وقالت لوجين العبيد، الشريك المؤسس لحاضنة ومسرع غير هادف للربح "تسامي،" إنها تلقت أكثر من ألفين طلب للشركات الناشئة الجديدة في العام 2017، أي أكثر من إجمالي عدد السنوات الثلاث الماضية، موضحة: "كمجتمع، نحن نتغير بشكل كبير،" ولافتة إلى أن: "لكن ما تغير أكثر خلال العامين الماضيين هو أن لغة القيادة تغيرت ... مع العلم بوجود الكثير من الشفافية والدعم".

كما تستغل الشركات الأجنبية فرص النمو، إذ قامت "جنرال إلكتريك" التي تعمل في المملكة العربية السعودية منذ عقود بتوظيف أكثر من 4 آلاف شخص هناك، وتدريب أكثر من 500 شاب وشابة على برنامج جديد لتحفيز الطلاب على الابتكار، والاختراع، والتصنيع المتقدم.

وتقول المديرة الإقليمية للابتكار في "جنرال ألكتريك" إن "ما يثير اهتمامنا حالياً هو هذه الطاقة التي تشاهدونها..هناك المزيد من الزخم الآن، والمزيد من التركيز، ويمكننا فعل المزيد."