انطلاق مؤتمر الاستثمار السعودي رغم انسحاب كبار قادة الأعمال

اقتصاد
نشر
4 دقائق قراءة

زهرة الخليصي- الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN)-انطلقت الثلاثاء، فاعليات مؤتمر الاستثمار الكبير الذي تنظمه السلطات السعودية، رغم الأجواء الدولية الغاضبة، بسبب إعلان المملكة عن موت الصحفي جمال خاشقجي، داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.

وقررت السعودية، عقد المؤتمر في موعده المحدد، رغم انسحاب العشرات من كبار قادة الأعمال من جميع أنحاء العالم من مبادرة الاستثمار المستقبلية، مع تزايد التساؤلات حول دور الحكومة السعودية في موت خاشقجي، الذي اختفى بعد دخول القنصلية السعودية في إسطنبول بتاريخ 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وقالت سيدة الأعمال المليارديرة السعودية لبنى العليان، التي ترأست الجلسة الأولى للمؤتمر، إن عواطفها وأفكارها كانت مع عائلة خاشقجي، وأضافت: " أريد أن أخبر ضيوفنا الأجانب أن الأعمال الرهيبة التي ذُكرت في الأسابيع الأخيرة غريبة عن ثقافتنا"، وأعربت عن ثقتها في أن الحقيقة ستظهر.

وأدى إلغاء العديد من المديرين التنفيذيين مشاركتهم في المؤتمر، بما في ذلك الرؤساء التنفيذيين لـ "جي بي مورجان"، و"أوبر"، و"سيمنز"، إلى تسليط الضوء على فعالية المؤتمر الذي يستضيفه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والذي يسعى إلى إجراء إصلاحات وتحديث لاقتصاد المملكة المعتمد على النفط.

ويواجه ولي العهد السعودي، الذي ضخ استثمارات سعودية ضخمة في شركات التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم، الغضب الدولي الذي أثاره موت خاشقجي.

واعترفت الحكومة السعودية، بـ"وفاة" جمال خاشقجي داخل مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، رغم أنها ادعت في بداية الأمر أن خاشقجي "خرج" من القنصلية على "قيد الحياة".

وحضر المؤتمر رؤساء دول  باكستان والسنغال والغابون وعدد من الدول العربيةـ، بالإضافة إلى وفد من رجال الأعمال والرؤساء التنفيذيين والمسؤولين الروس.

وقال كيريل ديميترييف، الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي، وهو صندوق ثروة سيادي: "لدينا وفد كبير من روسيا وأصدقاءنا من الصين هنا أيضا.. الجميع متحمسون للغاية بشأن السعودية".

ويقول منظمو مؤتمر الاستثمار السعودي، المعروف على نطاق واسع باسم "دافوس الصحراء"، إن العمل في المؤتمر سيجري كما هو مخطط له على مدار 3 أيام، رغم غياب العديد من الأسماء البارزة، بما في ذلك الرؤساء التنفيذيون للمؤسسات المالية العالمية الكبيرة ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد.

وتضم قائمة المتحدثين في جلسات اليوم الثلاثاء عددًا أقل بكثير من تلك التي تم الإعلان عنها في وقت سابق على موقع المؤتمر على الإنترنت، وذلك بعد انسحاب العديد من الأسماء المشاركة في المؤتمر.

وقال باتريك بوياني، رئيس شركة النفط الفرنسية توتال، وأحد أبرز الرؤساء التنفيذيين المشاركين في المؤتمر، إنه يحترم فيه قرار بعض رجال الأعمال بتجاوز المؤتمر، إلا أنه يعتقد أن "المقاطعة وسحب الاستثمارات لا يضران إلا بالناس العاديين"، حسب تعبيره.

وأضاف في بيان صادر، الإثنين: "أنا مقتنع بأن استراتيجية الكراسي الفارغة في المائدة لا تخدم أي غرض مفيد، خاصة عندما يتعلق الأمر باحترام حقوق الإنسان".

ولن يمنع غياب كبار قادة الأعمال عن المؤتمر المناقشات حول الفرص التجارية المستقبلية، حيث إن بعض الشركات العالمية، مثل "جي بي مورجان" و"HSBC"، أرسلوا مسؤولين كبار لحضور المؤتمر رغم انسحاب الرؤساء التنفيذيين، حيث يظهر رئيس الأعمال الدولية في مورجان ستانلي، فرانك بوتيغاس، على أجندة المؤتمر كمتحدث.

من الواضح أن الشركات الأمريكية والأوروبية تريد إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة من السعودية، رغم أجواء الغضب الدولي.

ويقود صندوق الاستثمار المباشر الروسي، وهو صندوق ثروة سيادي، وفد يضم أكثر من 30 من رجال الأعمال والرؤساء التنفيذيين والمسؤولين الروس لحضور مؤتمر الاستثمار السعودي.