لندن، المملكة المتحدة (CNN) -- تعاني الشركات العاملة في بريطانيا، منذ 3 سنوات، من عدم اليقين بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، بريكسيت، وهو القرار الذي تم تمديده، الخميس، لـ6 أشهر أخرى.
ويزيل تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في اللحظة الأخيرة، التهديد بانفصال مدمر، لكنه يعني أيضًا أن بعض الشركات ستؤجل قراراتها الاستثمارية.
وقالت كاثرين ماك جينيس، مسئولة السياسات في "سيتي أوف لندن كوربوريشن"، والتي تمثل القطاع المالي: "عدم اليقين المستمر يترك الأعمال بأيد مقيدة، ويُحجم عن اتخاذ قرارات يومية بشأن التوظيف والتوسع والاستثمار".
ولدى بريطانيا الآن مهلة حتى 31 أكتوبر/تشرين أول لمغادرة الاتحاد الأوروبي، أكبر شريك تجاري لها، وقالت غرف التجارة البريطانية إن أغلب أعضائها غير متحمسين للتأجيل.
وقال آدم مارشال، رئيس بي سي سي، الذي شبه بريكست بتشغيل GPS بالسيارة لوجهة مجهولة: "سوف تشعر الشركات بالارتياح، لكن يظل إحباطها من هذه العملية السياسية التي تبدو بلا نهاية".
يشير ضعف قطاع العقارات وتراجع إنتاج السيارات وانخفاض الاستثمار وتشاؤم المديرين التنفيذيين، إلى استمرار الارتباك حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي تسبب بدوره في ركود الاقتصاد البريطاني.
لم يكن سوق العمل والإنفاق الاستهلاكي قويان بما فيه الكفاية لمنع تباطؤ النمو، ونما الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.3 ٪ في الأشهر الثلاثة المُنتهية في فبراير/شباط ، تحت ضغوط الانفصال.
وتراجعت الاستثمارات التجارية بنسبة 0.9 ٪ في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2018، وهي أول مرة ينخفض فيها الاستثمار لـ4 أرباع متتالية منذ الأزمة المالية العالمية، وتشير الاستطلاعات إلى أن الاستثمار تلقى ضربة أخرى في الربع الأول من هذا العام.
واضطرت الشركات إلى إنفاق مبالغ كبيرة على الاستعدادات لانفصال دون اتفاق، ما يعني حواجز تجارية جديدة وتأخيرات كبيرة في المعابر الحدودية.
تقوم بعض الشركات، بما في ذلك منتجي الأدوية سانوفي ونوفارتس، بتخزين منتجاتهم في المملكة المتحدة، كما فعلت بعض الشركات المصنعة وموردي المواد الغذائية ومحلات السوبر ماركت الشيء نفسه.
وذكرت شركة إيزي جيت، الأسبوع الماضي، إن استمرار حالة عدم اليقين يقلل الطلب على الرحلات الجوية في أوروبا، فيما قال الرئيس التنفيذي لشركة تيسكو، أكبر سلسلة متاجر في بريطانيا، الأربعاء إن علامات الإجهاد من بريكست تظهر على العملاء.
وقال مايك هاوز ، الرئيس التنفيذي لجمعية مصنعي وتجار السيارات: "تسببت حالة عدم اليقين بالفعل في أضرار جسيمة، فاُجبرت مصانع السيارات على الإغلاق، وتوقف الاستثمار وفُقدت الوظائف، هذا لا يمكن أن يستمر".
كان الخيار المفضل لبعض الشركات يتمثل في ترك الاتحاد الأوروبي في تاريخ الخروج الأصلي في 29 مارس، بصفقة تضمن انتقالًا سلسًا وعلاقة تجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي ، وهو ما يراه بعض الاقتصاديين يدعم الاستثمار ويعزز النمو.
وكتب محللون في وكالة موديز في مذكرة، الخميس: "الآثار السلبية للحالة الراهنة من عدم اليقين ستظل على الوضع الائتماني في المملكة المتحدة والشركات في جميع القطاعات، ما يُعيق الاستثمار والإنفاق".
وقال كالوم بيكرينج، كبير الاقتصاديين في بنك بيرنبرغ، إن التأخير ليس جيدًا بالنسبة للاقتصاد البريطاني، مشيرا إلى أن خطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون صفقة ما زال يهدد المملكة المتحدة.
وخفض بيرنبرغ توقعاته لنمو الاقتصاد البريطاني هذا العام إلى 1.2 ٪ من 1.4 ٪، بعد موافقة الاتحاد الأوروبي على تأجيل انسحاب بريطانيا.