كيف يؤثر إغلاق مطار هونغ كونغ على اقتصادها وعلى الشركات الأجنبية؟

اقتصاد
نشر
4 دقائق قراءة

هونغ كونغ (CNN) -- ألغت سلطات هونغ كونغ، الاثنين، حوالي 200 رحلة طيران بعد احتجاجات كبيرة عمّت أنحاء مطار المدينة الدولي. 

ولكن، التجمعات الكبيرة هذه لم تسبب ازدحاماً وعرقلة في عمليات المطار فقط، بل لعبت دوراً كبيراً في التأثير سلباً على الشركات التي تتخذ من المركز المالي مقراً لها.

بعد تجمع آلاف المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية فيه يوم الاثنين، اُتخذ قرار إلغاء جميع الرحلات المغادرة والرحلات الداخلية في المطار الذي يُعد ثالث أكثر المطارات ازدحاماً في المنطقة بعد بكين وطوكيو. وقد هزّت الاحتجاجات شوارع هونغ كونغ منذ عدة أشهر، طيلة فترة الصيف، ما تسبب في أزمة في البلاد انعكست بشكل ملحوظ حتى الآن على اقتصاد المدينة.

ورغم أن متحدث باسم المطار كان قد أعلن عن استئناف الرحلات الجوية في الساعة السادسة صباحاً يوم الثلاثاء، إلّا أنه لا شك بأن الرحلات الجوية التي ألغيت الاثنين وتسببت باضطراب مئات الرحلات، هي أشبه بتذكير صارم بالمخاطر التي تواجهها الشركات العالمية وقطاع السياحة في المدينة.

في العام الماضي، سافر أكثر من 74 مليون مسافر عبر مطار هونغ كونغ الذي يتعامل مع 1100 رحلة ركاب وشحن يومياً، ويخدم حوالي 200 وجهة حول العالم.

ووفقاً لما قاله فرانك تشان، وزير النقل في هونغ كونغ، في شهر مايو/أيار الماضي، فإن المطار يساهم بنسبة 5٪ من الناتج المحلي الإجمالي لهونغ كونغ، بشكل مباشر وغير مباشر.

يقول جيفري توماس، المدير العام ورئيس تحرير موقع AirlineRatings.com، المختص في شركات الطيران، إن ما حدث هو "كارثة بالنسبة لهونغ كونغ، ستكلف عشرات الملايين من الدولارات".

كما يضيف توماس أن تعليق رحلات يوم الاثنين ليست المشكلة الوحيدة التي ستؤثر على اقتصاد البلاد، إذ أن "المسافرين لشهور مقبلة عدة، سيقومون بإلغاء حجوزاتهم واختيار شركات طيران أخرى لتجنب الوصول إلى مطار هونغ كونغ"، على حد قوله.

وتعتبر هونغ كونغ موطناً لـ7 شركات عالمية بتصنيف فورتشن غلوبال 500، من بينها شركتي لينوفو وسي كي هاتشيسون، وتعمل قاعدة إقليمية للشركات والبنوك الكبرى التي تقدر نظامها القانوني شبه المستقل وتربطها علاقات وثيقة مع البر الرئيسي للصين.

وكانت قد أعلنت غرفة التجارة الأمريكية في هونغ كونغ الشهر الماضي أن الشركات قد أبلغت عن "عواقب وخيمة بسبب الاضطرابات"، من بينها إيرادات مفقودة، وتعطيل سلاسل توريد، واستثمارات متوقفة.

وقد واجه وضع هونغ كونغ كمحور رئيسي لرحلات سفر رجال الأعمال تهديداً قبل بدء الاحتجاجات حتى، إذ أن عدداً كبيراً من المسافرين من رجال الأعمال باتوا يحجزون في الآونة الأخيرة رحلات مباشرة إلى البر الرئيسي للصين، بدلاً من التوقف في هونغ كونغ، وفقاً لتقرير صادر في فبراير/شباط عن مجلس هونغ كونغ للسياحة.

ورغم أن إلينور وان، الرئيس التنفيذي لشركة BEA الاتحاد لإدارة الاستثمار، تقول إنه من المبكر تقييم مدى التأثير الاقتصادي لتعليق رحلات يوم الاثنين، إلّا أنها تعتقد أن إغلاق المطار سيكون له "تأثير نفسي سلبي"، مشيرة إلى أن العديد من الدول سبق وأن أصدرت تحذيرات من السفر إلى المدينة.
 

نشر