نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- بينما يصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاروه على أن حربهم التجارية مع الصين لن تؤذي المستهلكين الأمريكيين، يعتقد المحللون أن الأمر عكس ذلك كلياً.
إذ وفقاً لتقرير صادر عن "جي بي مورغان تشيس"، فإن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين ستكلف أسرة أمريكية متوسطة الدخل حوالي 600 دولار في السنة. ومن الممكن أن يرتفع ذلك المبلغ إلى 1000 دولار، إذا ما واصل ترامب تنفيذ خطته لفرض رسوم جمركية على 300 مليار دولار إضافي من الواردات الأمريكية من الصين، بحسب قول البنك.
وتُظهر هذه التقديرات مدى تأثيرات قرار ترامب بتوسيع الحرب التجارية مع الصين، لتشمل الرسوم على مجموعة واسعة من السلع الاستهلاكية، بما فيها أجهزة ألعاب الفيديو وأجهزة التلفزيون والملابس.
في تقرير أرسل إلى عملاء البنك، يقول محلل الأسهم دوبرافكو لاكوس بوجاس إن الرسوم ستؤثر بشكل كبير "على محفظة المستهلك والناخب الأمريكي قبل انتخابات عام 2020"، مضيفاً أن "الرسوم الجمركية على الصين ستقضي على معظم الفوائد التي تحصل عليها الأسر الأمريكية من التخفيضات الضريبية".
أما من ناحية الشركات التجارية، فسيكون لدى الشركات الكبرى فرصة أفضل لاستيعاب الرسوم نظراً لتمتعها بنفوذ أكبر يسمح لها برفع الأسعار، وميزانيات أقوى، وسلاسل توريد أكثر تنوعاً، بينما حذر "جي بي مورغان" من أن الرسوم قد تضر الشركات الصغيرة بشكل كبير، لأنها لديها قدرة أقل على نقل التكاليف للعملاء والموردين، مشيراً إلى أن الشركات الصغيرة تمثل حوالي نصف الاقتصاد والقوى العاملة في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويختلف تحليل "جي بي مورغان"، الذي استند إلى دراسات صادرة عن أكاديميين والاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، اختلافاً كبيراً عما تقوله إدارة ترامب، إذ قال مستشار البيت الابيض بيتر نافارو في مقابلة مع CNN الأحد إن "المستهلكين لم يصابوا بأي أذى" وأن "الصين هي من تتحمل العبء كله".
وقد تسببت الحرب التجارية القائمة بين أكبر اقتصادين في العالم بتباطؤ حاد أو حتى ركود اقتصادي. وقد أثار هذا الخطر اضطرابات في سوق الأسهم، ما دفع المستثمرين القلقين إلى وضع أموالهم في السندات.
تقول كريستينا هوبر، رئيسة محللي السوق الاقتصادية في إنفيسكو، إن أقوى الاقتصادات في العالم تصبح "أكثر عرضة للدخول في حالة ركود اقتصادي، نتيجة لسياسات الحماية والحروب التجارية التي تخوضها".