الإمارات العربية المتحدة، (CNN) – يبدو أن المملكة العربية السعودية باتت مستعدة للمضي قدماً في عملية الخصخصة الجزئية لشركة نفطها العملاقة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
ورغم أن الصفقة التي هي قيد المناقشة قد تكون أصغر مما كان من متوقع، إلّا أنه في حال إتمامها، ستبقى أكبر طرح عام أولي مسجل.
ولا تزال التفاصيل الرسمية للاكتتاب العام لم تعلن بعد، ولكن، يتوقع المحللون أن تدرج المملكة العربية السعودية ما بين 1٪ و2٪ من أرامكو السعودية في بورصة تداول في الرياض بنهاية العام الحالي. كما من المتوقع أن يتبع ذلك طرح دولي، قد يكون في طوكيو، بحلول العام 2020 أو 2021.
ويعتبر تقسيم الاكتتاب العام لمراحل خارج خطة 2018 الأصلية للعرض في السوق، إذ كان من المتوقع آنذاك أن تبيع المملكة العربية السعودية 5٪ من الشركة، وتجمع ما يصل إلى 100 مليار دولار. كما أن المملكة كانت تبحث في الأسواق الدولية مثل نيويورك أو لندن، بالإضافة إلى الرياض.
يقول أيهم كامل، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة أوراسيا لاستشارات المخاطر السياسية، "نتحدث عن حصة أصغر بكثير تباع في السوق السعودية".
ولا تزال تقديرات حجم ما سيجمعه الطرح واسعة، إذ يهدف ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وفقاً لتقارير، إلى وصول قيمة أرامكو إلى تريليوني دولار، بينما يرى محللون أن القيمة لن تتعدى 1.5 تريليون دولار. وسيجمع بيع 1% بأقل تقدير 15 مليار دولار، في حين بيع 2% قد يجمع 40 مليار دولار، وهو ما سيتجاوز الرقم القياسي الذي حققته شركة "علي بابا" العام 2014.
ورفضت أرامكو السعودية التعليق على الأمر، إلّا أن الرئيس التنفيذي للشركة أمين ناصر، الذي شارك الأربعاء في مؤتمر النفط والمال في لندن دون تقديم أي تفاصيل جديدة، قال في مقابلة مع CNN من الشهر الماضي، إن توقيت الاكتتاب العام ومكانه هو "قرار حكومي".
وكانت قد أشارت أرامكو في الأسابيع الأخيرة إلى أنها تتحرك بكامل قوتها لعرض عام أولي، حيث أحيت صفقة كانت قد أجلت بسبب المضاعفات القانونية المحتملة في الولايات المتحدة الأمريكية والشكوك حول التقييم الذي سعى إليه بن سلمان.
وأعلنت الشركة الأسبوع الماضي أنها تخطط لدفع أرباح سنوية بقيمة 75 مليار دولار بين عامي 2020 و2024. كما عدلت هيكل العوائد المدفوعة للحكومة السعودية، فيما يصفه كامل بمحاولات "لإثارة المستثمرين".
وقد استبدلت أرامكو الشهر الماضي وزير الطاقة السابق خالد الفالح بياسر الرميان ليشغل منصب رئيس مجلس الإدارة. ويرأس الرميان أيضاً صندوق الاستثمار العام في المملكة العربية السعودية ويعتقد أنه أكثر تعاطفاً مع طموحات بن سلمان للاكتتاب العام.
وتعد أرامكو الشركة الأكثر ربحية في العالم، مع احتياطيات نفط هائلة وإنتاج يومي ضخم. كما أنها تحتكر سوق المملكة العربية السعودية، التي هي أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم.