دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ستنخفض كمية النفط اللازمة لإدارة الاقتصاد العالمي انخفاضاً حاداً في الربع الأول من هذا العام، حيث أجبر فيروس كورونا المتفشي المصانع على الإغلاق في الصين، وأثر على عمليات النقل وسلاسل التوريد.
ومن المتوقع أن ينخفض الطلب العالمي على النفط في الأشهر الـ3 الأولى من العام 2020 بمقدار 435 ألف برميل يومياً مقارنة بالعام السابق، وفقاً لما ذكرته وكالة الطاقة الدولية، في أول انخفاض فصلي منذ أكثر من عقد.
كما خفضت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2020 بأكمله. ومن المتوقع الآن أن يزداد بمقدار 825 برميلاً فقط في اليوم، ما يعد أضعف معدل سنوي منذ العام 2011.
وقالت الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً لها إن من المتوقع أن يتوازن سوق النفط في النصف الثاني من العام 2020 حيث أدت تخفيضات الإنتاج المنسقة من قبل أوبك وحلفائها إلى إزالة فائض المعروض، إلّا أن فيروس كورونا قلل من الطلب، ما أجبر المنظمة على التفكير في تخفيضات أكبر بالإنتاج.
وقالت وكالة الطاقة في تقريرها الشهري عن النفط إن تأثير فيروس كورونا كان من الصعب قياسه في هذه المرحلة، مضيفة أن "من المرجح أن يكون لظهور فيروس كورونا تأثير كبير على كل من الاقتصاد العالمي والطلب على النفط. ستتباين العواقب بمرور الوقت، مع الضربة الاقتصادية الأولية على النقل والخدمات، لتليها على الأرجح الصناعة الصينية، ومن ثم الصادرات والاقتصاد الأوسع نطاقاً في نهاية المطاف".
وتراجعت العقود الآجلة للنفط الخام برنت بأكثر من 16 دولاراً، أي حوالي 23%، من ذروتها الأخيرة في 8 يناير/ كانون الثاني، ما يعكس المخاوف من أن فيروس كورونا قد يكون أكثر ضرراً على الاقتصاد من اندلاع السارس منذ حوالي عقدين في الصين.
وقد أصبحت الصين جزءاً لا غنى عنه من الأعمال التجارية العالمية منذ العام 2003، إذ نمت لتصبح مصنعاً عالمياً يعمل على إنتاج منتجات مثل هواتف آيفون، وتزايد الطلب على سلع مثل النفط والنحاس.
كما تحوي الدولة أيضاً مئات الملايين من المستهلكين الأثرياء الذين ينفقون مبالغ كبيرة على المنتجات الفاخرة والسياحة والسيارات. وكان الاقتصاد الصيني قد مثل حوالي 4% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في العام 2003، بينما يشكل اليوم 16% من الناتج المحلي العالمي.