دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- افتتحت شركة أدوية "حكمة" المتعددة الجنسيات (Hikma Pharmaceuticals PLC) موسم صفقات عروض الشراء والاستحواذ بالبورصة المصرية في 2021، بإعلان شركة جلاكسو سميثكلاين، المدرجة بسوق المال المصري، تلقيها عرضاً من "حكمة" للاستحواذ على حصة المساهم الرئيسي بالشركة البالغة 91.2%.
الحديث عن الصفقة دفع سهم جلاكسو إلى قائمة الأسهم المرتفعة بالبورصة المصرية على مدار جلستين، ليصعد بنسبة 27.1%، وسط توقعات محللين بإتمام الصفقة خلال النصف الأول من العام، وحدوث صفقات استحواذ مماثلة بين الشركات المستثمرة في السوق المصرية خلال العام الحالي.
وأعلنت شركة جلاكسو سميثكلاين، في إفصاح للبورصة المصرية، الأربعاء، موافقة مجلس الإدارة على تمكين شركة "حكمة"، ومستشاريها بالقيام بأعمال الفحص النافي للجهالة، بعد إعلانها أمس توقيع شركة جلاكسو جروب ليمتد (المساهم الرئيسي) مذكرة شروط أساسية غير ملزمة مع شركة حكمة فارما سيوتيكلز بي.ال.سي، للاستحواذ المحتمل على حصة المساهم الرئيسي في شركة جلاكسو سميثكلاين، البالغة 91.2% من خلال تقديم عرض شراء إجباري بنسبة 100% من كامل أسهم الشركة.
وقال محلل القطاع الصحي ببنك الاستثمار بلتون، علي عادل، إن عرض الاستحواذ المقدم لشراء حصة المساهم الرئيسي في جلاكسو سميثكلاين يؤكد أنه مازال هناك اهتمام قوي بقطاع الأدوية بالسوق المصرية، على الرغم من تداعيات جائحة كورونا، بعدما شهد القطاع العديد من العروض المماثلة العام الماضي، متوقعاً إتمام الصفقة خلال النصف الأول من 2021، عقب الانتهاء من الفحص النافي للجهالة، وتقييم شركة جلاكسو.
وأوضح عادل أن شركة جلاسكو سميثكلاين من أكبر 5 شركات أدوية في مصر، بإجمالي مبيعات وصلت إلى 3.6 مليار جنيه في آخر 11 شهراً من 2020، أما "حكمة فارما" فتأتي في المرتبة الثامنة من حيث المبيعات بالسوق المصرية، لذا فإن الغرض من الصفقة مضاعفة المساحة الإنتاجية لها، ووضعها في مرتبة متقدمة، في ظل نمو سوق الأدوية بفعل النمو السكاني.
وأشار عادل، في تصريحات خاصة لـ CNNبالعربية، إلى أن العرض المقدم من "حكمة" يتضمن الاستحواذ على أصول جلاسكو سميثكلاين، التي تتضمن المصانع الخاصة بها وليس الأدوية التي تصنعها، مُرجحاً أن تواصل الأخيرة نشاطها من خلال وكلاء وعمليات الاستيراد والتعاون مع عدد من المصنعين في التصنيع المحلي للأدوية.
وبشأن تأثير عرض الشراء على سهم جلاكسو سميثكلاين بالبورصة المصرية، أشار محلل القطاع الصحي إلى أنه ارتفع بنحو 30% خلال الجلستين الماضيتين، متوقعاً مواصلته الصعود وسط أنباء عن سعر مرتفع لقيمة الصفقة، إضافة إلى التأثير الإيجابي على أسهم شركات الأدوية المدرجة مع ظهور تقييم الصفقة، بحسب عادل.
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة شركة "تشاور" لإدارة الرعاية الصحية والاستشارات، الدكتور خالد سمير، إن عرض "حكمة" للاستحواذ على جلاكسو سميثكلاين مصر، هدفه تحول الأولى لتكون شركة إقليمية في سوق الأدوية، خاصة أنها أكبر منتج لأدوية مرض السرطان في مصر، مشيراً إلى أن التوجه العالمي يسير نحو الاندماج مع تداعيات الجائحة الحالية.
وتوقع سمير، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، حدوث استحواذ مماثل بين الشركات المستثمرة في سوق الأدوية بالبلاد خلال العام الحالي بسبب جائحة كورونا، التي فرضت ضرورة وجود ميزانيات ضخمة للشركات لمواجهة مثل تلك التحديات.
وأوضح سمير أن وجود شركات صغيرة لا تمتلك التمويل الكاف يشكل خطورة، غير أنه ربط تحقيق أي عمليات استحواذ أو اندماج بقانون جهاز حماية المنافسة ومواجهة الممارسات الاحتكارية، الذي من شأنه التشجيع أو الحد من تلك العمليات.
وحسب آخر نتائج جلاكسو المالية، حققت الشركة مبيعات بلغت 1.42 مليار جنيه خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر أيلول 2020 مقابل 1.19 مليار جنيه خلال نفس الفترة من 2019.
وبلغ صافي أرباح 101.4 مليون جنيه خلال أول 9 شهور من 2020 مقابل 67.03 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي.
في حين قال المحلل المالي إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة "مباشر كابيتال هولدنج" للاستثمارات المالية، إن عرض الشراء المقدم للاستحواذ على جلاكسو سميثكلاين، لا يعني خروج شركات أجنبية من السوق المصرية، "لأنه استحواذ شركة أجنبية على أخرى أجنبية".
إلا أن رشاد رأى أن الصفقة تثير عدة تساؤلات حول إذا كانت الحكمة عند اندماجها أو استحواذها على جلاسكو ستظل مُدرجة بالبورصة المصرية، أم ستقدم عرض شراء إجباري وتستحوذ على باقي حصص المساهمين والشطب من البورصة، فضلا عن ما إذا كانت تتضمن صفقة الاستحواذ مصانع جلاكسو أم الأدوية التي تصنعها كذلك.
وأضاف رشاد، في تصريحاته لـCNN بالعربية، أن عمليات الفحص النافي للجهالة ستحدد قيمة الصفقة وسعر سهم جلاكسو سميثكلاين، الذي يتضمنه تعيين مستشار قانوني ومراقب حسابات، ومستشار مالي يقيم السعر النهائي الصفقة، لكل طرف حسب الشروط البائع والمشتري، إذ قد يتم الاكتفاء بتعيين مستشار مالي للمشتري فقط، وحال تقييم سعر غير مرضي للبائع يقوم الأخير بتعيين مستشار مالي.
وحول تأثير الإعلان عن صفقة الاستحواذ المحتمل على سعر السهم، أوضح أن أي عمليات استحواذ على أي شركة تؤدي إلى حركة نشاط كبيرة حتى وإن لم تكن هناك معلومات كافية عن الصفقة، وكذلك الشائعات، خاصة تلك المتعلقة بتقييمات أعلى أو أقل من قيمة الصفقة المعلنة.