أصبحت ضرورة بظل جائحة كورونا.. هذه أهمية الصحة الرقمية بالشرق الأوسط

اقتصاد
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- برز الدور المهم للصحة الرقمية في استجابة قطاعات الصحة العامة حول العالم لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

وسهلّت تلك التقنيات تتبع جهات الاتصال، والقيام بالاستشارات الافتراضية، كما أثبتت نماذج الذكاء الاصطناعي دورها في عملية الحصول على اللقاحات التي تتوفر لدينا اليوم.

والصحة الرقمية عبارة عن صناعة سريعة النمو، ومن المتوقع أن تبلغ قيمتها 504.4 مليار دولار أمريكي بحلول نهاية عام 2025، وفقاً لبعض التقديرات.

أهمية التكنولوجيا

هذه هي أهمية الصحة الرقمية في الشرق الأوسط بظل جائحة فيروس كورونا
شكلت التقنيات الرقمية عنصراً مهماً في ظل جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19". Credit: Patients Know Best

وقبل جائحة كورونا، اعتقد الجميع أن اللجوء إلى الصحة الرقمية أمر مستحيل، وهم لم يدركوا أن ذلك ممكن إلا بعد ظهور جائحة "كوفيد-19".

وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، أشار الدكتور محمد العبيدلي، وهو الرئيس التنفيذي لشركة "Patients Know Best" البريطانية، إلى أهمية الصحة الرقمية قائلاً: "مفتاح الصحة الرقمية يتمثل بالقدرة على نقل المعلومات دون تحرك الشخص، وهو أمر بالغ الأهمية عندما يرتبط الأمر بكوفيد-19.. الأمر الذي يحد من إقبال جميع المرضى إلى المستشفى في المكان ذاته، وفي الوقت ذاته".

هذه هي أهمية الصحة الرقمية في الشرق الأوسط بظل جائحة فيروس كورونا
سهلت الصحة الرقمية من تتبع جهات الاتصال بظل الجائحة، والقيام بالاستشارات الافتراضية، وغيرها من الخدمات. Credit: Patients Know Best

وتسمح تقنيات الصحة الرقمية بتلقي المرضى للمساعدة عن بعد. 

وأوضح العبيدلي أن قدرة البشر على التأقلم مع جائحة فيروس كورونا كانت ستكون مختلفة بشكل كبير، إذا حصل الأمر قبل عقد أو أكثر، بسبب عدم توفر التقنيات الخاصة بالصحة الرقمية في ذلك الوقت.

وتوفر الشركة السجلات الصحية الشخصية لتطبيق هيئة الخدمات الصحية الوطنية "NHS" في إنجلترا، كما أنها تقدم خدماتها أيضاً في عدة بلدان في الشرق الأوسط، ودول مجلس التعاون الخليجي، مثل سلطنة عُمان، والبحرين، ودولة الإمارات العربية المتحدة.

ولكن، لا تنحصر فوائد الصحة الرقمية في الاستجابة للأوبئة العالمية فقط، إذ تتمتع بدور مهم في جعل الرعاية الصحية أفضل، وأكثر أماناً، وأسرع، وأكثر دقة، وغيرها من الميزات العديدة.

وتُعد الخدمات الشبيهة بـ"Patients Know Best" مهمة في مناطق مثل دول الخليج مثلاً، بسبب سفر وتنقل الأشخاص الذين يعيشون في هذه الدول، بحسب ما ذكره العبيدلي.

الصحة الرقمية في الشرق الأوسط

هذه هي أهمية الصحة الرقمية في الشرق الأوسط بظل جائحة فيروس كورونا
أدت جائحة فيروس كورونا المستجد إلى إرهاق الأنظمة الصحية.Credit: Francois Nel / Staff

وأكّد إياد الموسى، وهو شريك ومسؤول قطاع الصحة الرقمية في "بي دبليو سي" الشرق الأوسط، أن الخدمات التي كانت تُعتبر من المكملات فقط قبل ظهور جائحة "كوفيد-19" أصبحت ضرورية، واضطرت المؤسسات الصحية إلى إعادة ابتكار نفسها، والنظر إلى الأشياء التي تم الاستثمار فيها، ولكن، لم يتم تفعيلها بشكل جيد. 

وعند النظر إلى منطقة الشرق الأوسط ككل، وخصوصاً في دول الخليج، يمكننا رؤية استثمارها المتزايد في الصحة الرقمية.

هذه هي أهمية الصحة الرقمية في الشرق الأوسط بظل جائحة فيروس كورونا
لعب الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في تصميم اللقاحات التي أصبحت متوفرة اليوم. Credit: THOMAS LOHNES / Contributor

وشرح الموسى: "أنت قادر على التنفيذ بشكل أسرع، والحصول على نتائج أسرع مقارنةً بأنظمة الرعاية الصحية الأكثر رسوخاً، والأكثر نضجاً في أماكن أخرى تتمتع بالعمليات، والممارسات الخاصة بها".

ويعود ذلك أيضاً إلى النضج الرقمي العالي في المنطقة، وذلك بسبب تكوّن معظم السكان من نسبة كبيرة من الشباب مقارنةً بالدول الأخرى.

وقال الموسى: "هذه الفئة أكثر ذكاءاً من الناحية الرقمية، بل وهم يتوقعون أن تتم خدمتهم عن طريق التطبيقات، والخدمات الرقمية".

وساهمت الصحة الرقمية في تخفيف الأعباء على المستشفيات عن طريق توفير ما أشار إليه الموسى بـ"أدوات الرعاية الذاتية"، والتي تتفقد أعراض المرضى الذين يشكون من إصابتهم بفيروس كورونا، قبل الذهاب مباشرةً إلى المستشفى.

وإلى جانب ذلك، لعب الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في تصميم اللقاحات التي أصبحت متوفرة اليوم.

وتتمثل أبرز التحديات التي يواجهها قطاع الصحة بشكل عام بقدرته الاستيعابية، وهي مشكلة قد تحلها الصحة الرقمية أيضاً، وفقاً لما ذكره موسى، إذ قد تمكنّ من جعل الرعاية الصحية أقرب إلى الفرد، وتتوفر في منازل من يحتاج إليها.

ورغم اعتبار الكثير من المبادرات مؤقتة فقط نتيجة الجائحة، إلا أن الكثير من الحكومات، وأنظمة الرعاية الصحية بدأت تنظر إلى جعلها سائدة بشكل أكبر بسبب نجاحها، وفقًا لما ذكره الموسى.