دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — خلال تواجد رنا القليوبي في الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الدكتوراة في جامعة كامبريدج، سألها زوجها المتواجد في مصر آنذاك: "كيف حالك؟" فأجابته "بخير".
هذه الإجابة جاءت رغم الدموع والتعب اللذان لم يعرف عنهما شيئا بسبب التواصل الالكتروني بينهما فقط، لكن هذا الموقف جعل رنا تسخر حياتها لإضفاء الطابع الإنساني على التكنولوجيا.
تقول رنا خلال لقاء مع CNN بالعربية: "الكلمات المنطوقة هي عبارة عن 10 في المائة فقط من الحوار، 90 في المائة يكمن في نبرة الصوت، وتعابير الوجه، وحركة اليد وأمور أخرى".
رنا القليوبي رائدة أعمال مصرية، أسست عام 2009 شركة أفكتيفا Affectiva التي تسعى لتطوير الذكاء العاطفي في العالم الرقمي من خلال تقنية التعرف على المشاعر، التي تحلل تعبيرات الوجه وتفهمها، فهذه الأجهزة الذكية لا تفهم كيف يشعر المستخدم، وبالتالي لا تتصرف على أساس العواطف البشرية.
تمكنت رنا خلال دراستها في كامبريدج من اختراع جهاز موصول بكاميرا تستطيع عبره معرفة مشاعر الآخرين، واستطاعت استخدامه في مشاكل وتحديات كثيرة، مثل مساعدة أطفال مصابين بالتوحد، ومعرفة ما إذا كان سائق السيارة يشعر بالنعاس وأمور أخرى.
كما استخدمته شركات الإعلانات التلفزيونية لمعرفة مشاعر المشاهدين حول المحتوى المعروض، فمثلاً إذا عرض مقطع مضحك وضحك معه المشاهد، سيسجل الجهاز هذه المشاعر، وستستخدمها الشركات لتحليل منتجاتها ورغبة المشاهد فيها.
هذه التقنية التي عملت عليها رنا، تستخدمها اليوم الشركات الكبرى حول العالم في أكثر من تسعين دولة مثل العراق ومصر والولايات المتحدة وغيرها، حتى لا يكون التواصل فقط على المستوى الإلكتروني والكلامي، وإنما أيضا ينتقل إلى المستوى الإنساني والعاطفي بين البشر.