دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كوب من الماء اللذيذ إلى حد صادم هو أول ما يعرض عليك في معمل تقطير الويسكي التابع لسنتوري يامازاكي، أي مهد الويسكي الياباني، الواقع وسط غابات الخيزران الجميلة التي تحيط بمعمل التقطير المتربع على أحد الجبال.
أما المياه ذات الطعم الغني، فتعتبر السبب من وراء تقطير الويسكي الياباني في هذه المنطقة. ويقول ماكوتو سوميتا الذي عمل في سنتوري منذ 20 عام، إن معمل التقطير بني منذ حوالي مائة عام، بسبب المياه الأسطورية.
وتستخرج أفضل المياه المعدنية من الآبار العميقة، وتعتبر واحدة من بين أفضل المياه المعدنية من قبل وزارة البيئة في اليابان. وكذلك، تعتبر مياه يامازاكي مصدر إلهام لحفل الشاي الياباني الأسطوري الذي نشأ منذ قرون عدة.
أما في يومنا الحالي، فتستخدم المياه لصناعة أبرز أنواع الويسكي في العالم. وبالنسبة إلى بعض الاشخاص، تنافس الويسكي اليابانية ويسكي "السكوتش" الاسكتلندي بعد وجبة العشاء، إذ أنها ليست فقط أكثر سلاسة من حيث الطعم، بل تتمتع بمذاق نادر وغريب.
أما الأشخاص من محبي الويسكي فيسعون إلى تذوق نكهات جديدة. ويذهب هؤلاء بكثرة إلى اليابان لتجربة أنواع جديدة من الويسكي، بحسب ما قاله محرر مجلة "ويسكي ماغازين" روب ألانسون. وأضاف ألانسون أن "هناك بعض أنواع الويسكي التي يمكن وصفها بالباطنية، مثل كارويزاوا، والتي يصعب الحصول عليها، وتمثل الكأس المقدسة لمحبي الويسكي وهواة جمع أنواع الويسكي."
من جهته، قال صاحب بار الويسكي "نوكتورن"والذي افتتح في أحد الأحياء الراقية في هونغ كونغ، إن "الناس الذين يهتمون بما يشربون يريدون شيئا أكثر إثارة للاهتمام، وليس فقط الأنواع ذاتها الموجودة في متاجر السوق الحرة في المطارات،" مضيفاً أن زبائنه يطلبون دائما أنواع الويسكي اليابانية، مشيراً إلى أن ثلث زبائنه هن من الإناث اللواتي يفضلن احتساء الويسكي اليابانية.
واعتبر لي أن الويسكي اليابانية هي أكثر سلاسة وحلاوة من نوع "السكوتش". أما ازدهار أنواع الويسكي اليابانية في القرن الواحد والعشرين، فتسبب بمنافستها لأنواع الويسكي الاسكتلندية، وهي ظاهرة مثيرة للدهشة
وبدأت هذه الظاهرة في العام 2001، عندما اعتبر ويسكي "نيكا يويتشي 10" أفضل من أي ويسك آخر بالعالم، من قبل مجلة "ويسكي ماغازين."
كذلك، فاز الويسكي من نوع "يامازاكي 12" بالميدالية الذهبية في منافسة دولية للمشروبات الروحية في العام 2003. ومنذ ذلك الحين، حازت الويسكي اليابانية باستمرار على ميداليات في غالبية مسابقات التذوق حول العالم.
وفي مسابقة المشروبات الروحية في العام 2013 في بريطانيا، فإن سانتوري تم تسميته بـ"معمل تقطير العام" للمرة الثالثة. أما ويسكي "حيبيكي" التابعة له، فقد فازت بالجائزة الكبرى، وهي أعلى جائزة في مسابقة فئة الويسكي العالمية.
وقد شهدت معامل التقطير في اليابان، زيادة مطردة في الإنتاج والصادرات منذ العام 2006 على الأقل، ومن المتوقع أن تزيد صادرات سنتوري بشكل مضاعف بحلول العام 2016.
أما إنتاج أفضل الويسكي الياباني فيتم بواسطة التقطير من نوعي الويسكي المتنافسين في اليابان أي "سنتوري" و"نيكا." وقد جعلت عائدات "جيم بين" التي تبلغ ما قيمته 16 مليار دولار من سانتوري أكبر ثالث مقطر للويسكي في العالم. وزادت صادرات "نيكا" بنسبة 18 مرة بين العامين 2006 و2012.
ويذكر أن "سنتوري" و"نيكا" صنعا مشروب الويسكي في المكان ذاته، أي معمل التقطير في يامازاكي الذي بني في العام 1923. وهذا هو المكان الذي وظف فيه مؤسس سنتوري شينجرو توري ماساتاكا تاكيتسورو، وهو عراب الويسكي الياباني، لإنشاء أول معمل لتقطير الويسكي في البلاد. وبعد عشر سنوات مع سنتوري، غادر تاكيتسورو لبناء امبراطورية الويسكي في يويتشي، هوكايدو، في مناخ يشبه اسكتلندا.
وتبدأ رحلة الويسكي في اليابان من محطة يامازاكي.وتنتشر في الريف على طول الطريق مع البيوت التقليدية وبساتين الخيزران. وتختلط رائحة الويسكي المسكر مع الهواء الجبلي.
وبعكس أماكن أخرى في اسكتلندا، فإن معمل التقطير في يامازاكي يعتبر واحداً من المعامل النادرة في العالم، والتي يمكن أن تنتج مجموعة متنوعة من الويسكي من معمل التقطير ذاته، بفضل مختلف الأشكال والأحجام لأوعية التقطير. ويتضمن المعمل 3 آلاف برميل، فيما غرفة التخزين هي الأكثر إعجابا في جولة التقطير.