الرباط، المغرب (CNN)— تعّد صفحة "ناس المغرب"، على فيسبوك إحدى بنات المدونة العالمية الشهيرة Humans of NewYork، إذ تعمل على نشر صور من المعيش اليومي للمواطنين المنتمين لكل شرائح المجتمع، رفقة ملّخصات لقصص يحكونها عن عوالمهم الخاصة. الصفحة تحقق نجاحًا مستمرًا، وتجلب كل يوم العشرات من عشاق القصص الإنسانية.
التقينا في موقع CNN بالعربية بطاقم هذه الصفحة، وكان لنا معه الدردشة التالية:
(أجرى الدردشة: إسماعيل عزام)
كيف جاءت فكرة إنشاء هذه الصفحة؟
مشروع "ناس المغرب" هو إرادة فنية وإنسانية لمجموعة مكوّنة من ستة مغاربة يهوون التصوير الفوتوغرافي في علاقته مع الانسان داخل المغرب. الفكرة انطلقت من حبنا لمدونة "ناس نيويورك" التي نعتبرها صفحتنا الأم والتي أرست فكرة الانسانية والتشارك في عقولنا.
تعدّ ناس المغرب إطارًا فنيًا يجمع بين مغاربة العالم من خلال المترجمين الذين يتكلفون بترجمة النصوص إلى اللغة الانجليزية ومجموعة من الناس التي تساعد المشروع في الخفاء. حبنا لتصوير الناس في الشارع دفعنا إلى التساؤل يوما ما إن كان ممكنًا أن نطلب قصة مصاحبة للصورة الملتقطة وكانت تلك بداية ناس المغرب. الحكي القصصي مع التصوير الفوتوغرافي يدفعنا كل يوم للتجوال عبر المغرب من قراه إلى مدنه للبحث عن قصص تمكن القارئ من النظرة لحياته بشكل مختلف.
كيف تعثرون على القصص التي تنشرونها في صفحتهم على فيسبوك؟
نجوب شوارع المغرب، من وسط بنايات المدينة نحو القرى و الأسواق. نلتقي بمختلف طبقات هذا الشعب البسيط: عامل وبناء ومهندس وطبيب .. فقير أو بدون عمل .. طفل أو رجل .. امرأة و شيخ.. الكل هدفنا لأننها نؤمن بشدة أنه وراء كل قناع بشري هنالك روح خفية مليئة بالقصص والتجارب غنية بالأفكار و الأشياء الغريبة و العجيبة .. المضحكة منها و الحزينة.
هكذا تكون أول لقاءاتنا مع الانسان المغربي الفريد من نوعه بتناقضاته العجيبة التي تضفي عليه ميزة خاصة.. فهو مرة كتوم لا يحب الكلام .. وفي فرصة أخرى صريح إلى حد كبير.
كيف تقنعون الشخوص الذين يظهرون في القصص بالحديث إليكم؟
أول شيء هو الابتسامة واللقاء بوجه بشوش، ثاني شيء هو اختيار الأشخاص بعناية .. فلا يمكننا أن نتحدث مع شخص و هو يهم بالصعود إلى القطار، و لكن يمكن أن نبدأ كلامنا في انتظار القطار. كما نستهدف الأشخاص الأمنيين في غير أوقات ضغط العمل حيث راحتهم الجسدية تكون بداية لراحتهم النفسية معنا، والشيء المميز مع المواطن البسيط في البوادي والقرى هو أنه بمجرّد ما تطلب منه كأس ماء حتى يدعوك لمائدة طعام. ستجد شخصًا يوثر على نفسه وهي في ضنك العيش، ممّا يمنحك فرصة للحديث معه.
ليس بالضرورة أن تسأل شخصياتك بالطرق التقليدية للأسئلة الإعلامية، بل يمكن إجراء الحديث كدردشة فضولية، وبعد ذلك تقتبس أهم ما قاله، وتطلب منه السماح بنشرها رفقة صورة له.
ولكن المعروف أن الناس يترّددون عندما يرغب الآخرون في تصويرهم، خاصة إن كانت هذه الصور ستوجه للعموم؟
صحيح، لذلك يجب أن تقنعه أولًا بأنك لن تنشر الصورة إلا بعدما يختار هو أفضل الصور التي ستلتقطها له، وكرد للجميل تقترح عليه أن ترسلها له عبر البريد الإلكتروني أو حتى البريد العادي، أو يمكنك حتى أن تعمل على استخراجها وتقديمها له في وقت لاحق، وهذا ما قمنا به مع عدد من أطفال البادية.
كما نعاني من صعوبات في الحديث والتقاط صور للنساء، فالتقاليد والأعراف الاجتماعية تجعل التواصل محدودًا، زد على أن هناك منهن من ترى في الأمر تحرشًا.