دمشق، سوريا (CNN)-- اختار النجم السوري أيمن زيدان الوقوف وراء الكاميرا هذا الموسم، مخرجاً لمسلسل "أيّام لا تنسى" (تأليف فايزة علي، إنتاج شركة أيه بي سي، ومؤسسة سيريانا)، وذلك بعد انتهائه مؤخراً من تصوير دوره في فيلم "الأب" للمخرج باسل الخطيب، وبالتوازي مع صدور مجموعته القصصية الثانية "أوجاع".
خياراتٌ أعتبرها زيدان في تصريحٍ خاص لـ CNN بالعربية "فسحةً للروح" تلبي رغبته بتقديم جوانبَ من مشروعه الخاص: "هكذا أركن لفضاء مختلف خارج مطحنة الفيديو، كخيار شخصي بالمطلق، أعانق فيه روحي التي هجرتني وسط معمعة العمل اليومي."
مسلسل "أيّام لاتنسى" الذي يخوض من خلاله أيمن زيدان رابع تجاربه في الإخراج التلفزيوني، يلاحق عبر أحداثة الممتدة بين عامي 1990 و 2016؛ مصائر ثلاث نساءٍ سوريّات "الصحافية والروائية دينا: ديمة قندلفت"، "مريم التي تدفع ثمن كونها ابنة غير شرعية: حلا رجب"، و"طالبة الطب ليلى: رنا كرم"، انكساراتهن، وقصص حبّهن، ولحظات فرحهن المسروق، في دراما متصاعدة، "تعيد الاعتبار للصورة والحكاية التلفزيونية، عبر الاعتناء بتفاصيلها الجميلة والمشوقة.".
من أرشيف CNN: أيمن زيدان: لدي حساسية من الديمقراطية ولست من أنصارها
ووجد النجم السوري أنّ هذا العمل التلفزيوني الذي سيعرض في رمضان المقبل: "ينطوي على رسالة هامّة من المفيد إيصالها للمشاهدين العرب خلال المرحلة الراهنة، حيث لفت انتباهي طبيعة العلاقات الإنسانية في النص، ومصائر شخوصه، الذين يعيشون أيّاماً شكّلت ذاكرتهم بحلوّها ومرّها."
بدأ تصوير المسلسل مؤخراً بالعاصمة السورية، واستمّر فيها لأيّام قليلة، قبل انتقال فريق العمل لإنجاز معظم مشاهده بريف محافظة طرطوس المطل على الساحل السوري (خلال ثمانين يوماً تقريباً)، حيث تلعب "الطبيعة دوراً واضحاً بالعمل، كفضاءٍ لحركة الشخصيات يعزز تأثيرها" بحسب ما أكد المخرج زيدان لـ CNN بالعربية.
أيضاً: موعد جديد مع الحب في "أهل الغرام": بعيداً عن "الصور المرعبة" التي تغزو شاشاتنا العربية
سألنا النجم السوري الذي بدا مستغرقاً بأدق تفاصيل صياغة مشاهد "أيّام لاتنسى"، حدّ التعب؛ متى تكون متعباً أكثر أمام الكاميرا أم وراءها؟
فأجابنا بالقول: "لكلِّ مهنة مشاقها، سواءً التمثيل، أو الإخراج، لكنني أشعر بتعبٍ أكبر وراء الكاميرا، وأتورّط للعمق في المشروع، ويتركّز جهدي على صوغ لحظة يتحقق فيها الانسجام بين جملة عناصر تشمل كافّة مكوّنات المشهد التلفزيوني، وينعكس ذلك عليّ بالقلق، فدائماً نتائجي لا ترضيني، لكنني أحاول مع فريق العمل أن نتاخم جزءاً من الطموح، ضمن المتاح."
يضّم "أيّام لاتنسى" على قائمة أبطاله أيضاً: سوزان نجم الدين، وائل رمضان، محمد حداقي، صباح الجزائري، شادي زيدان، روبين عيسى، روزينا لاذقاني، ولاء عزّام، كرم الشعراني، مصطفى سعد الدين، لوريس قزق، عروة العربي، علي الإبراهيم، مازن الجبّة، حسن دوبا، وكثر آخرين بالاشتراك مع الفنّانين: رضوان عقيلي، وزهير عبد الكريم.
المزيد: بعد تعرض مشاهد منه للحذف: "غداً نلتقي" متهم بـ"العنصرية" وكاتبه يرد
ورغم أنّ أحداث المسلسل تمتد إلى العام الحالي، لكنّها لا تتطرق بشكلٍ مباشر لـ "الأزمة السوريّة"، بينما يلامسها مباشرةً الفيلم السينمائي "الأب" (إنتاج المؤسسة العامّة للسينما)، والذي انتهى المخرج باسل الخطيب من تصويره مؤخراً، عن نصٍّ كتبه بالشراكة مع وضّاح الخطيب، ويؤدي فيه أيمن زيدان دور البطولة، وتدور أحداثه: "حول محاولات أب لإنقاذ عائلته من حصار (داعش) لإحدى البلدات في سوريا."
زيدان أعرب لـ CNN بالعربية عن إعجابه بـ"معنى، وبناء" شخصيته في الفيلم، حيث يرصد الدور: "لحظة مواجهةٍ موجعة مع الحياة، ويشكّل بتركيبته إضافةً لي، فهو يعبّر عن اتحادنا لمواجهة الخطر، حيث يتعيّن على كلٍّ منّا تحمّل مسؤلياته للخروج من مستنقعٍ يفرضه علينا الآخرون."
وشارك ببطولة فيلم "الأب"، الممثلون: يحيى بيازي، حلا رجب، روبين عيسى، علاء قاسم، وورنا كرم، وآخرون بينهم شاب سوري فقد ساقه في الحرب.
و.. المسلسلات الأكثر متابعةً في سوريا... تضع يدها على الوجع السوري
وبينما أفاض النجم السوري بالحديث لـ CNN بالعربية، عن تجربته الإخراجية بمسلسل "أيّام لا تنسى"، ودوره السينمائي الجديد، إلا أنّه اكتفى بلتخيص الخطوط العريضة لمجموعته القصصية الثانية "أوجاع"، قائلاً بأّنها "تلاحق ظلال الأزمة السوريّة"، وترك للقرّاء استكشاف عوالمها، حيث ستكون بمتناولهم في المكتبات العربية قريباً.
ويعتبر أيمن زيدان (مواليد 1956، خريّج المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق 1978): من أبرز صنّاع الدراما السوريّة وكان له دورٌ كبير في نهضتها، وصدارتها للفضاء العربي منتصف تسعينيات القرن الماضي، ممثلاً، ومنتجاً، ولعب خلال مسيرته الفنّية الممتدة منذ أواخر السبعينيات؛ بطولة العديد من الأعمال المسرحية، المسلسلات التلفزيونية، والأفلام السينمائية، وفي رصيده كمخرج مسلسلات "ليل المسافرين 2000"، "طيور الشوك 2004"، "ملح الحياة 2011"، وعدّة عروض مسرحية أحدثها "دائرة الطباشير القوقازية" 2015، وأصدر مجموعته القصصية الأولى "ليلة رمادية" قبل سبع سنواتٍ تقريباً.