الرباط (CNN)-- يخوض راكب أمواج مغامرة فريدة تصل مدتها إلى ما بين مئة و120 يومًا، عندما سيقطع مسافة 4500 ميل انطلاقًا من ساحل مدينة الصويرة المغربية نحو الساحل الشرقي لولاية فلوريدا الأمريكية، ويتعلّق الأمر براكب الأمواج الجنوب-إفريقي كريس بيرتيش.
وتبدأ هذه الرحلة شهر ديسمبر/كانون الأول القادم، وتنتهي في أبريل/نيسان 2017، ولن يستعمل بريتيش فيها غير قارب صغير للتجذيف اليدوي معد بالخصوص لمثل هذه الرحلات، بالكاد يسع طوله طول المغامر، وستقطع الرحلة جزر الكناري عبر المحيط الأطلسي، في طريق جزر ليوارد، قبل أن تنتهي في فلوريدا.
ووفق معلومات تحصلت عليها CNN بالعربية من قسم التواصل الخاص بهذا الحدث، فثلاث منظمات غير حكومية تدعم هذه التجربة، هي "توقيع ثقة الأمل"، التي ستقوم بتمويل بناء خمس مدارس على الأقل في المناطق الفقيرة بإفريقيا، و"تمويل صندوق الغذاء" الذي سيلتزم بمنحة سنوية لإطعام وتدريس الآلاف من الأطفال، و"عملية ابتسامة" التي ستقدم كذلك منحة مخصصة لإجراء عمليات جراحية للأطفال الذين يولدون بشفاه مشقوقة، وكلها مبادرات تأتي في إطار هذه الرحلة الفريدة.
وسيكون بيرتيش، الذي يعمل كذلك كصانع أفلام، وحده في المحيط طوال هذه المدة، ولن يساعده غير فريق يتواصل معه عن بعد حول المسار وأحوال الطقس. ويحمل المغامر معه طعامًا معدًا لمثل هذه الرحلات، كما تعمل كل آليات القارب بشكل يدوي أو باستعمال الطاقة الشمسية، زيادة على استعانته بعدد من الآليات التكنولوجية لتسهيل الرحلة.
ويبقى الهدف من هذه الرحلة هو تحقيق رقم جديد للمغامر الذي سبق له كسر رقم غينيس للأرقام القياسية في سباق 12 ساعة لركوب الأمواج، كما يظهر أن غريس مستعد كذلك لحوادث قد تقع له أثناء الرحلة، ولذلك اجتاز قبل مدة دورة تدريبية حول التعامل الطبي أثناء مثل هذه الرحلات، كما سيبقى على اتصال بطبيب طوال مدة الرحلة.
ويقول غريس إن اختياره الإبحار من إفريقيا، يعود إلى تعلقه بهذه القارة ورغبته بتتبع طريق التوابل القديمة التي كانت السفن تتخذها مسارًا لآلاف السنوات، وهي طريق كذلك تتخذها السلاحف البحرية خلال هجراتها، زيادة على اعتقاده بأن الرياح والتيارات في هذه الطريق من شأنها مساعدته على بلوغ مراده.