دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- للمرة
الثانية يثير مسلسل "الجماعة"، والذي يتناول قصة نشأة جماعة
الإخوان المسلمين وتاريخها، حالة من الجدل والغضب بين الأوساط
السياسية بمصر. وجاءت ردة الفعل على الجزء الثاني منه، الذي يعرض
حاليا خلال شهر رمضان، من أعضاء حزب الوفد و العديد من الناصريين،
وذلك بسبب تضمن أحداث المسلسل تقبيل مصطفى النحاس رئيس الوزراء الوفدي
يد الملك فاروق، الأمر الذي أغضب الوفديين الذين اتهموا كاتب العمل
بتزييف التاريخ والتلويح باتجاهم لرفع دعوى قضائية ضده.
فيما جاء غضب الناصريين من ما تضمنته حلقات مسلسل "الجماعة
2" بانضمام الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، لجماعة الإخوان
المسلمين تحت اسم حركة "زغلول"، وقسمه بالولاء لهم على المصحف
والمسدس، بالإضافة إلى صداقته للقيادي الإخواني سيد قطب، مؤكدين أن
المؤرخين لم يذكروا ذلك.
ودافع مؤلف العمل وحيد حامد عن نفسه ضد الاتهامات السابقة، قائلا إنه
كتب المسلسل بناء على مراجع تاريخية، غير مشكوك فيها لمن يريد أن يعرف
الحقيقة"، مضيفا :"كنت أتوقع تلك الضجة، ولذا وضعت بتتر نهاية
المسلسل المراجع التي استندت إليها".
وفند حامد، في تصريحات خاصة لموقع CNN بالعربية، اعتراضات كل من
الناصريين وأعضاء حزب الوفد، موضحا أنه بالنسبة للفئة الأولى، فأنه من
الثابت أن "عبد الناصر"انضم لجماعة الإخوان من عام 1944 حتى عام
1948، وهو أمر لا يضر الرئيس الراحل بشيء فهو انضم وخرج من تنظيمات
كثيرة."
أما بالنسبة لهجوم حزب الوفد على المسلسل بسبب ظهور مشهد رئيس
وزراء مصر الراحل النحاس باشا وهو يقبل يد الملك فاروق، علق حامد
قائلا: "الواقعة لها أصل موجود وصحيحة، ولم يتم تأليفها".
وحول الضجة التي تصاحب دائما عرض أجزاء المسلسل، علق حامد وهو من كبار
الكتاب و المؤلفين بمصر قائلا: "حالة الجدل التي يثيرها المسلسل
طبيعية، لأن كل شخص يرغب في عرض الحقيقة التي يريدها فقط".
وقال النائب عن حزب الوفد فؤاد بدراوي، إن مشهد تقبيل النحاس باشا
ليد الملك فاروق تتناقض مع شخصية الأول، وهي معلومة مغلوطة لا أساس
لها أو سند من الحقيقة.
وذكر بدراوي، في تصريحات خاصة لموقع CNN بالعربية، أنه تحدث إلى مؤلف
العمل الكاتب وحيد حامد وسأله عن مصدر المعلومة، وأن الأخير أكد له
أنه استند إلى مؤلفات وكتب حسن يوس،ف وكيل الديوان الملكي والكاتب
الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل في هذه الواقعة، لكن بدراوي، أكد أن
الاثنين من خصوم النحاس.
وأشار بدراوي، إلى أن المخرج خالد يوسف المعروف بانتمائه الناصري، كتب
مقالا مطولا في إحدى الصحف الخاصة بعنوان مسلسل " الجماعة
2" يضرب "شرعية كل الأنظمة من عبد الناصر إلى السيسي ولا يعترف إلا
بشرعية المعزول"، وأكد في مقاله أن الواقعة ليس لها أساس.
ويعرض التلفزيون المصري وإحدى القنوات الفضائية الجزء الثاني من
مسلسل الجماعة، من تأليف وحيد حامد، وإخراج شريف البنداري، وبطولة عبد
العزيز مخيون ورياض الخولي ومحمد البياع وصابرين ومحمد فهيم. وتعرض
الجزء الأول من المسلسل، والذي عرض عام 2010، لهجوم شديد من جماعة
الإخوان المسلمين، والتي استكملت هجومها بعد الإعلان عن عرض الجزء
الثاني منه خلال شهر رمضان العام الحالي
من جهته قال محمد سامي، رئيس حزب الكرامة الناصري، إن الممارسات على
الأرض تنفي وتتناقض مع ما جاء بالمسلسل بشأن انتماء عبد الناصر
للإخوان أو سيد قطب أو قسم عبد الناصر على يمين الإخوان، وهو ما ظهر
من نوايا التنظيم الإسلامي من تصفية عبد الناصر بحادث المنشية
عام 1954، وانتهاء بإعدام القيادي الإخواني سيد قطب في الستينات
والقبض على العديد من شباب وقيادات الجماعة.
وتابع بالقول: "بعض مشاهد المسلسل تدعي وجود علاقة وثيقة بين عبد
الناصر وسيد قطب، وانتماء ناصر للإخوان رغم أن الأخير دخل العديد من
التنظيمات السياسية، ولكن بعض المؤرخين لهذه الفترة مثل عبد اللطيف
البغدادي وخالد محي الدين لم يذكروا ذلك".
وانتقد سامي ما عرضه المسلسل من مشاهد تصور القيادي الإخواني سيد قطب،
وهو يعطي دروسا لمجلس قيادة الثورة، كأنهم في مدرسة يحصلون على حصص في
التعامل مع القضايا السياسية على حد قوله، متابعا أن هذا أمر يثير
الاستياء ووصفه بالتشويه الذي لم يذكر ولم يأت في أي مذكرات أو صور
تاريخية، منوها إلى أن الكاتب وحيد حامد ليس محسوبا من المتربصين
بجمال عبد الناصر وهذه هي الصدمة".