دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- روى الملحن وعازف القانون السوري أمين الخياط لـCNN بالعربية، حكاية عودة انطلاقة صباح فخري من دمشق منتصف ستينيات القرن الماضي، وبدايات انتشاره عربيًا، في شهادة من مؤسس، وقائد فرقة "الفجر" الموسيقية التي رافقت الراحل في بداياته لـ 10 سنوات.
وقال الخيّاط: "عندما عملت بالشراكة مع المخرج الراحل جميل ولاية على برنامج للتلفزيون السوري الناشئ عن الموسيقى العربية، بحثنا عمن يكون بإمكانه أداء الموشحات بلحنها الأصلي، فكان من بين خياراتنا الأبرز صباح فخري الذي أرسلنا في طلبه من حلب، فأتى للشام، واستقر فيها منذ ذلك الوقت، سنة 1964."
وأضاف: "كان صباح مؤذنًا في أحد جوامع حلب، وتوسطنا لدى مدير الأوقاف، كي يتم نقله إلى دمشق مبدئيًا، واستقال لاحقًا، وتفرّغ للغناء." وكشف قائد فرقة "الفجر" الموسيقية (أسسها سنة 1963) أنّ فخري "أحيا حفله الأوّل خارج سوريا" في العاصمة الأردنية عمّان، بطلبٍ من أحد أصدقائه، منتصف ستينيات القرن الماضي.
وتابع أن فخري أذهل سامعيه في هذا الحفل، حيث "تم تسجيله وبثه إذاعياً دون علمنا، ليبدأ تداول اسمه على نطاق واسع في الأردن التي شهدت بداية شهرته عربياً، ليصبح فيما بعد نجم النجوم."
ويشهد الخياط بأنّ المطرب الراحل صباح فخري "كان أستاذًا بأداء النغمات الشرقية، وموسوعةً في الحفظ، يبحث عن اللحن ويحرص على الاستماع إليه بأصوات مؤديه الأصليين."
ورافقت فرقة "الفجر" الموسيقية، الراحل قرابة الـ 10 سنوات، إلى أن أعيا مؤسسها وقائدها أمين الخياط التعب من مرافقة مطربٍ "مولع بالغناء، يبدأ حفلاته في العاشرة ليلًا، وقد لا تنتهي قبل الخامسة أو السادسة صباحًا."
وكانت إحدى "أعظم" حفلات الراحل صباح فخري التي رافقه فيها بصالة الملك الراحل محمد الخامس في المغرب، ووصفها بـ"ليلٍة لا تنسى، حضرها قرابة الـ 1500 شخص، وكان الجمهور بمنتهى الرقي"، وأتت هذه الحفلة "بعد ملتقى لمدراء إذاعات الدول العربية، بأبوظبي سنة 1967، دعيا إليه، وغنى صباح أمامهم، ففتحت له أبوب الشهرة في العالم العربي..." بحسب الخياط الذي تناوب مع الراحل صباح فخري على رئاسة نقابة الفنّانين في سوريا، لعدة دورات بين عامي 1968 و1980.
وفارق المطرب السوري الحياة صباح الثلاثاء 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، عن عمرٍ يناهز الـ 88 عاماً، ونعته وزارة الإعلام، ونقابة الفنّانين السوريين، ووزيرة الثقافة المصرية، والعديد من الفنّانين ونجوم الطرب في العالم العربي، وسيشيع جثمان صباح فخري في جنازة رسمية وشعبية الخميس، تبدأ من دمشق، وتنتهي في حلب حيث يوارى الثرى بمسقط رأسه شمالي سوريا.