في "البحث عن علا"... هذه المشاهد أبكتني… فما الذي أبكاكم؟

منوعات
نشر
4 دقائق قراءة
رأي سامية عايش
هند صبري في دور علا مع النجمة سوسن بدر في دور والدة علا
هند صبري في دور علا مع النجمة سوسن بدر في دور والدة علاتصوير: Credit: SIMA DIAB/NETFLIX Copyright: © 2021 Netflix, Inc.

مضت فترة بعيدة جدا منذ آخر مرة بكيت فيها خلال مشاهدتي مسلسلا عربيا. أعتقد أن الأعمال التي تلامس حياتنا بشكل مباشر أصبحت قليلة العدد، وحتى المتاح منها، بات يركز على الأبعاد البصرية الباهرة والدراما والإثارة، متناسيا أن من يشاهدونها هم بشر من عواطف ومشاعر، وبحاجة إلى أن يشعروا أنهم يشاهدون لحظات بسيطة من حياتهم على الشاشة أمامهم.

ثلاثة مشاهد في "البحث عن علا" أبكتني، بل وبحرقة…

المشهد الأول .. هشام يهدد علا بأن يأخذ أبناءها منها بعد أن عادوا إلى المنزل في سيارة أجرة، وانتهى بهم الأمر في قسم الشرطة، وكانت هي تحتفل بعيد ميلادها مع أصدقائها، بينما كان هشام مع صديقته. أذكر أن نظرة ارتسمت على وجه علا وكأنها السكين في ظهري. فهذا الرجل قرر أن يسلب أم أبنائه أغلى ما تملك، وتخيلت لو أن ذلك يحدث معي مثلا، لم أكن لأتماسك أو أتحمل عواقب ما يمكن أن يحدث.

المشهد الثاني.. علا تقف على الدرج، وتقول لأمها: "أنا بخاف منك". هل اعتدنا أن نخاف من أهلنا ولا نشاركهم ما يدور في خلدنا؟ هل الأهل بالنسبة لنا هم السيطرة والتحكم والخوف والجبروت؟ هل أربي أبنائي على ذلك وأنا لا أعي ذلك؟ ربما كانت تلك بالنسبة لي هي اللحظة التي راجعت فيها علاقتي بوالدَي في ذهني، وشكل علاقتي بأبنائي الآن.

المشهد الثالث… مروان يحتضن ابنته ويسير بعيدا عن علا، لأنها في تلك اللحظة قررت أنه ربما كان بالإمكان البحث عن حب جديد. لطالما يعتقد المجتمع أن المرأة المطلقة أو الأرملة إن كانت أما فعليها أن تقرر التضحية بحياتها من أجلهم، ولا تبحث عن حب جديد. هل هذا ما قررته في حياتي؟ ربما… حتى إشعار آخر.

قرأت الكثير عن المسلسل، والكثير من الآراء المختلفة، ولعل قصة مشاهدتي للمسلسل هي بحد ذاتها تجسيد لمعاناة كل أم خصوصا عندما تكون أما عزباء. في الوقت الذي شاهد كثيرون المسلسل دفعة واحدة، لم أكن أستطيع أن أشاهد أكثر من حلقة واحدة كل ثلاثة أيام. النكتة أن الحلقة الأخيرة استغرقت مني أربعة أيام لمشاهدتها. بين مسؤوليات العمل، والمنزل، والعائلة، والالتزامات الاجتماعية، والمدارس، والقيادة على الطريق، لا يبق من يومي سوى جزء صغير أغط فيه بالنوم العميق في منتصف الحلقة.

المسلسل جميل جدا، بكل تفاصيله تلك التي أبكتني، وأبكت الكثيرين، ولكن تبقى النهاية بالنسبة لي هي موضع التساؤل:

"لماذا لا أستطيع أن أرى مثالا للمرأة القوية المجتهدة، والتي تقرر أيضا أن تكمل حياتها مع شخص آخر؟ لماذا يجب أن يكون الخيار بين أبيض وأسود؟ لماذا لا يقدم لنا مثال الرجل الذي يقدر المرأة العاملة، وصاحبة القرار أيا كان قرارها؟ كنا دائما نتحدث عن صورة نمطية للمرأة، ولكن لم نتحدث أبدا عن صورة نمطية للرجل.

أقدر أن النهاية قد تكون مفتوحة في المسلسل، ولكن أرغب أيضا بالتعرف على شكل علاقات جديدة عكس علاقة هشام مع علا، وإن كانت قليلة، فهي لا تزال موجودة.

هي فكرة أتمنى أن أراها في الدراما والسينما، علها تصبح حقيقة في حياتي يوما ما.

وأنتم.. ما الذي أبكاكم في "البحث عن علا"؟