دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- التمويل والدعم وعرض الأفلام العربية وعدد المهرجانات السينمائية تحديات كبيرة لا زالت تواجه صانع الأفلام العربي اليوم، برغم أننا إذا قارنا اليوم بالأمس (أي قبل 15 عاما على سبيل المثال) سنجد أن الوضع تحسن، حتى لو قليلا.
ولربما جزء من الفضل يعود إلى البعض ممن ارتأوا أن يكون لصناع الأفلام العرب وأفلامهم بيت يجمعهم في المهرجانات الدولية، ويحرص على فتح المجال أمامهم للقاء ممولين وشركاء من بقاع مختلفة حول العالم من أجل تطوير صناعتهم ورؤيتهم السينمائية.
وفي مهرجان برلين هذا العام، احتفل مركز السينما العربية بمرور 10 سنوات على تأسيسه، وكان التواجد في برلين مميزا هذه السنة لأن الانطلاقة كانت من هناك.
التقينا بعلاء كركوتي، الشريك المؤسس لمركز السينما العربية، وطلبنا منه اختصار هذه السنوات العشر، بأبرز ما قدمه المركز للأفلام. ولكن يبدو أن الإجابة كانت صعبة الاختصار، فالتحديات سابقا كانت كثيرة، والحلول التي قدمها المركز حاولت الوقوف في وجه هذه التحديات.
يقول علاء في مقابلة خاصة مع CNN بالعربية: "علينا بداية أن نتذكر ونذكر أنفسنا، لماذا أطلقنا مركز السينما العربية؟ الهدف الأساسي كان زيادة وجود صناع السينما العرب وأفلامهم في المهرجانات الدولية، والعمل على الضغط من أجل الترويج بشكل أكبر للأفلام وفتح المجال أمام أكبر عدد من المخرجين والمنتجين والكتاب للتواجد في هذه المهرجانات. سابقا، كان التواجد العربي مبنيا على الصدفة أو العشوائية، لذا حاولنا وقف ذلك، والعمل على التواجد المستمر والبناء لنا في هذه المهرجانات".
ويضيف: "من بين أكثر ما عملنا على تقديمه جلسات التشبيك بين مخرجين عرب وممولين دوليين، إضافة إلى أهمية تأسيس مورد معلوماتي عن السينما العربية حتى نعرف من هم المتواجدون في هذه الصناعة، وما هي أحدث الأفلام التي يتم عرضها. كان من المهم أيضا عرض الأفلام العربية أمام نقاد أجانب لخلق حالة من الألفة مع الأسماء والوجوه العربية".
المتصفح لما يقوم به مركز السينما العربية عبر الحسابات الاجتماعية يلمس الأجواء الدافئة التي يقدمها المركز لصناع الأفلام، وهو ما أكد عليه علاء من خلال حديثه عن آلية العمل في المركز بالقول: "أنا وماهر دياب، شريكي في تأسيس مركز السينما العربية، لا نُقبِل عادة على أي مشروع جديد إلا في حال أحببناه وشعرنا بالشغف تجاهه. هذا الأمر ينبع من فكرة أننا نفهم هذه الصناعة، وأننا دائما متواجدان عند بناء الأجنحة أو إقامة النشاطات فيها، فبرغم وجود فريق كامل وكفء، نحن ننفذ كل ما علينا إتمامه بأيدينا".
واليوم، ماذا عن السنوات المقبلة؟ يقول علاء إن هناك الكثير من التحديات التي لا زالت تواجه الفيلم العربي، فبينما تم إنجاز الهدف الذي أطلق المركز لأجله، هناك الكثير ليتم إنجازه من أجل وصول أعمق وأكبر للأفلام العربية محليا وإقليميا وعالميا.
يقول علاء: "برغم أن مشاهدات الفيلم العربي تتحسن، ولكن لا زال هناك حاجة إلى نشر الوعي بين الناس بأهمية مشاهدة هذه الأفلام، فهناك بعض الأنواع التي لا زالت غير مشاهدة عربيا، ونحن بحاجة إلى أن نقوم بإيصالها. لن نعطي أمثلة مثل فيلم "وداعا جوليا" الذي حقق إيرادات عالية، ولكن هذا الفيلم هو الاستثناء، ونحن لا نرغب بأن تكون الأفلام العربية الناجحة هي الاستثناء بل يجب أن تصبح هي القاعدة".
ويضيف علاء: "لهذا، نعمل في الفترة الحالية على مبادرات لجذب الجمهور، وأن يعمل المركز على استهداف الأفراد، وليس فقط الشركات، أما الجزء الثالث فسيركز على طرق جديدة لدعم الفيلم العربي بعيدا عن فكرة التمويل فحسب".
في نهاية اللقاء، وعدنا علاء بأن القادم سيكون إيجابيا ويدعو للتفاؤل، خصوصا وأنه ذكر عن قرب إطلاق مهرجان مخصص للفيلم العربي ليصل إلى نطاقات جديدة عالميا، وعلى أمل أن تكون التفاصيل متاحة بشكل أكبر قريبا خلال هذا العام.