دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ينتشر مُصطلح "ماراثون" بين عشاق الرياضة، ويتداوله الكثير من الأشخاص، لكنهم لا يعلمون عنه عدا عن كونه سباقاً رياضياً طويلاً.
لكن، الماراثون بالمعنى الدقيق هو سباق يبلغ طوله 42.19 كيلومتراً، يُنظم بعدة دول حول العالم، يشارك فيه الرياضيون وغيرهم من الأشخاص.
لكن، لا توجد أي مبالغة بالاعتراف بوجود تحد حقيقي بين البشر وسباقات الماراثون، يختصره السؤال التالي: هل يستطيع البشر قطع ماراثون في أقل من ساعتين؟
قد يهمك أيضاً: إيران "تصنع التاريخ" باستضافة أول ماراثون عالمي
وحتى يومنا الحالي، فإن الرقم القياسي لامرأة تقطع سباق الماراثون يبلغ ساعتين و15 دقيقة و25 ثانية، أحرزته البريطانية بولا رادكليف في العام 2003. أما الرقم القياسي لرجل فبلغ ساعتين ودقيقتين و57 ثانية، أحرزه العدّاء دينيس كيميتو في العام 2014.
وبالنظر إلى هذين الرقمين القياسيين، فإن قطع سباق ماراثون بساعتين يعني قطع كل ميل من أميال الماراثون بفترة أقصر بسبع ثوانٍ من الرقم القياسي، أي قطع كل 1.6 كيلومتراً بأربع دقائق و35 ثانية. وهذا أمر ليس سهلاً أبداً، نظراً إلى أن أفضل العدائين في العالم يعانون الأمرين لتقصير مدة ممارستهم للركض بأجزاء من الثانية.
ويسعى فريق "Sub2" للبحث الأكاديمي إلى تحقيق هدف ركض سباق الماراثون خلال ساعتين في غضون السنوات الخمس القادمة، وتساهم الشركات الرياضية مثل "أديداس" و"نايكي" في توفير الموارد اللازمة لإجراء الأبحاث.
قد يهمك أيضاً: سباق ملكي ببريطانيا.. هاري وويليام وكيت؟ من سيكسب بظنك؟
علوم الأحذية والملابس
وصممت شركة "نايكي" حذاء "Zoom Vaporfly Elite"، والذي تزعم أنه قادر على جعل العدّائين أكثر سرعة.
ويتميز الحذاء بحجمه الكبير الذي لا يشبه الأحذية الخفيفة التي يرتديها العداؤون عادة في السباقات. والفكرة من وراء هذا الحذاء تعود إلى شريحة من أنسجة الكربون تُوضع بين طبقتين من المادة العازلة أسفل الحذاء، والتي تمنع الانحناء الكبير بين مقدمة القدم والأصابع، ما يوفر بكمية الطاقة التي يبذلها الرياضي خلال الركض بنسبة 4 في المائة.
وإلى جانب الأحذية، ركّز فريق "Breaking2" لدى "نايكي" على تصميم الملابس الضيقة المصنوعة من مواد ناعمة مثل الليكرا والبوليستر، والتي تغطيها مساحات من المطاط تقلل من احتكاك الهواء بجسم العدّاء.
قد يهمك أيضاً: شقيقتان توأم تثيران جدلاً كبيراً في أولمبياد ريو بوصولهما سويا إلى خط النهاية
الأكسجين والمياه
وإلى جانب الملابس، تؤثر عوامل أخرى على سرعة الركض مثل الكمية القصوى من الأكسجين التي يستطيع الجسم استخدامها خلال التمرينات القاسية، أي كمية الأكسجين التي تدخل العضلات من مجرى الدم. وللأسف، لا يصل غالبية البشر إلى المستوى الأقصى لاستهلاك الجسم للأكسجين، بسبب عوامل جينية وعوامل تتعلق بأسلوب الحياة الصحي.
ولأن الجسم يخسر لترين من المياه كل ساعتين من الركض، يجب على الراغبين بقطع سباق الماراثون في أقل من ساعتين ترطيب الجسم بالشكل الصحيح خلال الركض.
وإلى جانب كل تلك العوامل، يجب أن يعتني العداء بتناول الغذاء السليم، وممارسة التمرينات الرياضية بشكل مستمر، واختيار المضمار المناسب المسطح بدون تغيرات كبيرة في ارتفاع السطح، إلى جانب اختيار العوامل المناخية المناسبة كالأجواء المعتدلة المنخفضة الرطوبة.
ولا يكمن التحدي بالعوامل الجسدية فقط، وإنما يتخطى ذلك إلى العوامل النفسية، إذ يجب على العداء التحلي بالعزيمة، والرغبة، والإيمان الداخلي، الأمر الذي يخوله كسر هذا الرقم القياسي.