إدمان الأطفال على التدخين..هذا وباء إندونيسيا "القاتل"

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة
إدمان الأطفال على التدخين..هذا وباء إندونيسيا "القاتل"
Credit: COURTESY MASRURJAMALUDDIN

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قبل أن يتجاوز عمره السنتين، كان الطفل الإندونيسي ألدي سوغاندا من أصغر مدمني التدخين في العالم، إذ كان يستهلك أكثر من ثلاث علب من السجائر يومياً.  

واليوم، وبعد مرور ست سنوات، نجح هذا الطفل في تخطي إدمانه. ويقول لـCNN: "كان التوقف عن التدخين أمراً صعباً. عندما لم أكن أدخن، كت أشعر بحموضة في فمي، ودوار في رأسي." 

تذكر والدة ألدي، ديانا، طفلها في تلك المرحلة، عندما كان يصاب بنوبات من العصبية المفرطة إذا منعته عن التدخين، أو إذا لم تقدّم له المال لشراء السجائر. وتقول ديانا: "كان يضرب رأسه بالجدار إذا لم يحصل على سيجارة. كان مجنوناً." 

قد يهمك أيضاً: 5 طرق أثبتت علمياً أنها ستساعك على الإقلاع عن التدخين!

وتعرّضت ديانا لاتهامات من أشخاص وصفوها بالأم السيئة، وترد على تلك الانتقادات بالقول إنها "أم ضعيفة،" وكانت تشعر بالخوف من أن ينفذ طفلها تهديداته بإيذاء نفسه."

ويُذكر، أن ألدي ليس الطفل الوحيد في إندونيسيا، الذي يُدمن على التدخين، بل واحداً من 267 ألف طفلٍ تقريباً يدخنون التبغ يومياً.

 عادة منذ الطفولة 

وتعتقد ديانا أن السبب وراء إدمان ابنها كان الضغط الذي كان محيطه يمارسه عليه، واختلاطه بالأطفال المدخنين في سوق الخضار، حيث كان يرافق والدته بينما كانت تبيع الخضار.

وتُعتبر إندونيسيا الأولى عالمياً في عدد الذكور المدخنين، وعدد الأطفال والمراهقين المدخنين، في ظل عدم سيطرة الحكومة على إعلانات شركات السجائر، وأسعار التبغ الرخيصة.

قد يهمك أيضاً: شاهد تطور حملات مكافحة التدخين.. عبر العصور

واليوم، يتمتع ألدي بصحة جيدة وهو طالب في المدرسة، لكن استلزم وصوله لهذه المرحلة عدة سنوات من إعادة التأهيل، من قبل أحد أبرز أطباء الأطفال النفسيين في إندونيسيا، الدكتور سيتو موليادي. وما أن توقّف عن التدخين، تحوّل إدمان ألدي إلى شراهة لتناول الطعام، ما أدى إلى معاناته من البدانة المفرطة، التي تخلّص منها عن طريق دورة  ثانية من إعادة التأهيل، التي جعلته طفلاً طبيعياً. 

وتمكّن الطبيب موليادي من علاج ألدي من خلال إلهائه بتمارين التسلّق، والركض، واللعب، مع خفض عدد السجائر التي يدخنها في ذات الوقت. وكان التمرين مركّزاً، وتطلّب انتقال ألدي إلى العاصمة الإندونيسية جاكارتا، حيث كان برفقة طبيبه يومياً.

قد يهمّك أيضاً: التدخين حول العالم .. بالأرقام

ويقول الطبيب موليادي: "لم يتجاوز عمره الثلاث سنوات حينما كان يدخّن أربع علب سجائر في اليوم، لكنني كنت واثقاً (من النتائج) بسبب صغر سنه، الذي يجعله مرناً ًنفسياً وسهل العلاج." 

وتمكن ألدي بالفعل من الشفاء من إدمانه، إذ يرغب اليوم بمساعدة في التوقف عن إدمانهم على التدخين. ويقول: "لا أريد أن أعود إلى التدخين. رجاء لا تحاولوا التدخين، فالإقلاع عنه صعباً جداً." 

وفي العام 2013،  بلغت نسبة المراهقين المدمنين على التدخين في إندونيسيا بين الـ 13 والـ 15 عاماً، 42 في المائة، مقارنة بـ 8.5 في المائة في الولايات المتحدة. 

ويبلغ عدد حالات الوفاة في إندونيسيا جراء استهلاك التبغ 217 ألف حالة، لأسباب تتراوح ما بين أمراض القلب، والجهاز التنفسي، والسرطان.

لا وجود لمؤشرات انخفاض 

وبينما انخفضت نسبة المدخنين الأطفال بين العامين 2013 و2016 حول العالم، ارتفعت تلك النسبة في إندونيسيا، التي يبلغ تعدادها السكاني 261 مليون نسمة.

وتنتشر ظاهرة التدخين خصوصاً بين الطبقات الفقيرة وفي المناطق الريفية، حيث تبيّن الدراسات أن الناس يدفعون نسبة من رواتبهم الشهرية لشراء السجائر، والتي تفوق ما يدفعونه مثلاُ لشراء البيض أو الحليب ومشتقاته. 

قد يهمك أيضاً: الدرس الذي عليكم أن تحفظوه من وفاة رجل المارلبورو

ويزيد من سوء الوضع عدم إدراك الأهل للضرر الحقيقي الذي تسببه السجائر، بالإضافة إلى انتشار إعلانات السجائر ورعاية شركات التبغ لفعاليات كبيرة كالحفلات الموسيقية والمباريات الرياضية.

وتسعى وزارة الصحة حالياً في إندونيسيا للتعاون مع المنظمات الدولية، مثل منظة الصحة العالمية، لمحاربة ظاهرة التدخين والتوعية بأضراره، ومساعدة الأشخاص الراغبين بالإقلاع عن التدخين.