في زمن فيروس كورونا.. طرق مبدعة للعناية بالمحتضرين في لحظاتهم الأخيرة

علوم وصحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في الأوقات العادية، كان العلاج بالموسيقى معنياً بعروض أشبه بحفلات موسيقية هدفها جلب الفرح لحياة المرضى في أيامهم الأخيرة، وذلك بالنسبة لمايكل روسو، وهو موظف يعمل في مجال رعاية المحتضرين في ولاية فلوريدا الأمريكية. ولكن، دفعت جائحة فيروس كورونا المستجد المرافق التي تأوي هؤلاء المرضى إلى تطبيق سياسات تباعد اجتماعي صارمة لتقليل خطر العدوى. 

ولذلك، اضطر روسو إلى الارتجال، وبدلاً من الجلسات الفردية في غرف المرضى، أصبحت جلساته الموسيقية تُبث عبر ميزة البث المباشر في موقع "فيسبوك"، ومكالمات الفيديو، وحتّى الرسائل الصوتية المُسجّلة. 

وخلال إحدى جلساته المنزلية للمرضى المحتضرين الذين يعيشون في منشأة في فلوريدا، حضّر روسو نفسه لعزف الموسيقى في شرفة خارج نافذة ضخمة.

في زمن فيروس كورونا.. طرق مبدعة لرعاية المحتضرين في لحظاتهم الأخيرة
لا يزال مايكل روسو، الذي يعمل في مجال رعاية المحتضرين، يغني للمرضى بأي طريقة ممكنة. Credit: Michael Russo

وكان قريباً بما يكفي للردهة حتى يتمكن المرضى من سماعه، مع المحافظة على مسافة آمنة في الوقت ذاته من وراء الزجاج.

وقال روسو: "لم نكن معاً تماماً، ولكنه كان أفضل شيء يمكننا القيام به".

في زمن فيروس كورونا.. طرق مبدعة لرعاية المحتضرين في لحظاتهم الأخيرة
لا يزال الموظفون في مجال رعاية المحتضرين يبذلون الجهد في التواصل مع مرضاهم. Credit: Seasons healthcare management

الترحيب بالتكنولوجيا من أجل التواصل

وينتهي المطاف بالمرضى في مرافق رعاية المحتضرين بعد نهاية معركتهم الطويلة مع مرض عضال، وليس بسبب "كوفيد-19".

ودفع تهديد فيروس كورونا المستجد مرافق المستشفيات إلى عزل  هؤلاء الأفراد المعرضين للخطر، وهنا يأتي دور الإبداع.

ويعتمد العديد من الموظفين في مجال رعاية المحتضرين على التكنولوجيا للمحافظة على علاقات المرضى، وتسهيل المحادثات باستخدام تطبيقات مثل "Zoom"، و"FaceTime" حتى لا يشعر المرضى أو أحبائهم بالوحدة.

وعندما يأتي الأمر لعناية المحتضرين، قال كبير المسؤولين الطبيين في منظمة  "Seasons Hospice & Palliative Care" في إلينوي، بالو ناتاراجان، إن الأمر يتمحور حول "التأكد من أن مرضانا يموتون بشكل مريح"، ثم أضاف: "يتمحور الكثير مما نتحدث عنه حول حالة الفجيعة والحزن التي يمر بها الأحياء بعد وفاة المرضى. والكثير من ذلك ببساطة معنيّ بجعل الأحباء يخلقون صلة قبل فوات الأوان". 

الرعاية من مسافة بعيدة

وإلى جانب استخدام الموظفين في مجال رعاية المحتضرين التكنولوجيا، قرر البعض خلق لحظات ساحرة بشكل شخصي، والتزاماً بالتباعد الاجتماعي لحماية المرضى وعائلاتهم من خطر فيروس كورونا المستجد.

وفي بنسلفانيا على سبيل المثال، تعاون السكان مع متخصصين في الرعاية الصحية لعمل جداريات جميلة من الطباشير على الرصيف مقابل مجمع سكني ضخم للمسنين.

وقالت مديرة علاقة المزودين في شركة "AseraCare" التي تختص برعاية المحتضرين، كيلي كونس، التي كانت واحدة من المسؤولين عن الحدث: "على الجميع أن يبقوا في غرفهم هذه الأيام، ولكن، لا يعني ذلك أننا لا نستطيع جلب الفرح".

وفي وسط جلسة الرسم، عبّر أحد سكان المجمع عن شكره من خلال كتابة كلمة "شكراً" على غطاء وسادة، لتتم مشاهدة عمليه الفني من داخل نافذته.

وأشارت كونس إلى أن المشهد جعلها تبتسم ابتسامة كبيرة، كما أنه ملأ عيونها بالدموع، ثم قالت: "حتّى في أكثر الأيام سواداً في هذه الجائحة، لا يزال من الممكن جلب الفرح إلى حياة الأشخاص من حولنا".