رغم العواقب الصحية.. إنفاق مليارات الدولارات على إعلانات تشجع الأقليات على شرب السكريات

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تعمل إعلانات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل مغر لتشجيع الأقليات على شرب السكريات، وهي تعد سبباً رئيسياً للسمنة، ومرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والكلى.

وهذه الأمراض تجعل الأشخاص عرضة لمخاطر عالية من الموت خلال الجائحة.

وقالت باحثة التغذية، ماريون نستله، التي ألفت العديد من الكتب حول تسويق الأغذية، إنه "إذا كان كوفيد-19 يعلمنا أي شيء، فهو أنه يجب إيقاف هذا النوع من التسويق".

ورغم ذلك، أُنفقت على هذه الإعلانات مبالغ مالية تتجاوز المليار دولار في عام 2018، وذلك بحسب تقرير جديد نشر يوم الثلاثاء من مركز "رود" للسياسة الغذائية والسمنة في جامعة كونيتيكت بعنوان "حقائق المشروبات السكرية 2020".

وتقول سارة ريباكوف، وهي منسقة السياسة في مركز العلوم للمصلحة العامة، التي نشرت تحليلاً حول أساليب تسويق المشروبات في عام 2013: "تنفق شركات المشروبات مبلغاً هائلاً من المال على التسويق لسبب واحد، إنه ناجح".

وأضافت: "التسويق المستهدف، والمنتشر عبر منصات مختلفة مثل مواقع الويب والتطبيقات والتلفزيون وغيرها، يؤدي إلى تفاقم التفاوتات الصحية".

ويحتوي مشروب الكولا، بسعة 12 أونصة، على حوالي 39 غراماً من السكر. وبذلك، يتجاوز المشروب الواحد الحد الموصى به، وهو أقل من 25 غراماً من السكر يومياً. وربطت هذه المشروبات بالسمنة، وداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والأوعية الدموية.

ورغم أن مشروبات الطاقة تحتوي على كمية سكر قليلة بالمقارنة مع غيرها، إلا أنها تشمل منبهات خطرة مثل الكافيين، والتورين، والكارنيتين. ورُبطت هذه المشروبات بالقلق، والجفاف، والآثار الجانبية الخطيرة الأخرى لدى الشباب.

ووجدت الدراسة أن الشباب من الأصول اللاتينية والبشرة الداكنة، والذين كانوا في الغالب الجمهور المستهدف الأساسي للحملات الإعلانية لديهم معدلات استهلاك للمشروبات السكرية أعلى مقارنة بالشباب من أصحاب البشرة البيضاء غير اللاتينيين.

وقالت جينيفير هاريس، وهي المؤلفة المشرفة: "المشروبات السكرية هي من أكثر المنتجات التي يتم الإعلان عنها بشكل متكرر على محطات التلفزيون المستهدفة للجمهور من أصحاب البشرة الملونة.

وبدورها، أوضحت الطبيبة ناتالي موث، وهي المؤلفة الرئيسية لبيان "AAP" حول المشروبات السكرية، أن "حقيقة إنفاق الكثير من المال لتشجيع الأقليات على هذه المشروبات أمر يستحق اللوم ويجب عمل المزيد لإيقافه".

واليوم، تعمل شركات المشروبات الرئيسية على الحد من تأثير منتجاتها على صحة المجتمع. وقالت المتحدثة باسم شركة كوكا كولا، آن مور، لـCNN: "في شركة كوكا كولا، نحن نتفق على أن الكثير من السكر ليس جيداً لأي شخص، ونحن نتخذ الخطوات اللازمة، في جميع أنحاء العالم، لمساعدة الناس على تقليل كمية السكر التي تستهلك من منتجاتنا".

وتشير الشركة إلى نجاحها في التقليل من السكريات بالمشروبات عن طريق بيع زجاحات صغيرة وعبوات بسعة 8 أونصات، إضافة إلى تقديم مشروبات منخفضة أو خالية من السعرات الحرارية.

وأضافت نستله: "أفضل شيء يمكن أن تفعله شركة بيبسي لتحسين صحة عملائها هو التوقف عن الإعلان والتسويق للأطفال والمراهقين، وخاصة أولئك الأشخاص من البشرة الملونة".

و بحسب ريا بويد، وهي طبيبة أطفال تدرس علاقة العنصرية الهيكلية وعدم المساواة والصحة، فإنه إذا أرادت شركات المشروبات تعزيز رسالة "حياة السود مهمة"، يجب أن تروج صور المجتمعات، التي تستهلك الأطعمة والمشروبات المتماشية مع الصحة والعافية. 

ما الذي يجب فعله؟

ويدعو تقرير "رود" إلى اتخاذ إجراءات فورية في جميع المجالات، أي من المهم تقليل إعلانات المشروبات السكرية، وفرض الضرائب عليها واستخدام الأموال للحد من التفاوتات الصحية والاجتماعية. بالإضافة إلى حظر بيع مشروبات الطاقة للأطفال دون سن الـ 18 عاماً.

نشر