كيف تحل الاختلافات مع أجداد أطفالك؟ إليك بعض النصائح

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة
كيف تحل النزاعات مع أجداد أطفالك؟ إليك بعض النصائح
Credit: shutterstock

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تعد تربية الأولاد مهمة لا يستهان بها على الوالدين، إلا أن الأجداد يمكنهم أن يقدّموا النصح لأبنائهم في الحالات الطارئة أو على العكس تماماً، فقد يخرّبوا نظام التربية الخاص بأبنائهم.

ومن بين أكثر من 2000 من الآباء والأمهات الذين شملهم استطلاع حديث حول صحة الأطفال، أفاد نحو 45% أنهم يختلفون مع أجداد أطفالهم حول خياراتهم التربوية، وفقاً لتقرير نشر يوم الإثنين من قبل مستشفى "C.S. Mott" للأطفال.

وكانت الخلافات الكلاسيكية تتضمن نسبة 40% من الآباء الذين يعتقدون أن أجداد أطفالهم كانوا متساهلين للغاية مع أحفادهم، بينما قال نسبة 14% من الآباء أن الأجداد كانوا صارمين للغاية، وكانت نقاط الخلاف الأكثر شيوعاً حول الانضباط بنسبة 57%، والتغذية بنسبة 44%، ووقت مشاهدة التلفاز بنسبة 36%.

ومن جانبه، قال جوشوا كولمان، عالم النفس في العيادة الخاصة في أوكلاند، كاليفورنيا، إن العلاقة الوثيقة بين الأجداد والأحفاد جيدة للطرفين.

وأشار كولمان، الذي لم يشارك في الدراسة، إلى أن "الجد المحب والمشارك" يمكن أن يكون مفيداً لمهارات الأحفاد الاجتماعية والمعرفية، واحترام الذات والهوية، ومعرفة تاريخ العائلة. 

وأضاف كولمان أنه يمكن للأجداد أيضاً أن يمنحوا الأطفال سمات حياة قد لا يكون آباؤهم قادرين على منحها، والتدخّل لاقتراح "موقف قد يكون أكثر حباً وتسامحاً ورحمة تجاه الحفيد".

وأوضح كولمان أن العلاقة بين الجد والحفيد هي علاقة فيها نوع من البراءة.

وبطبيعة الحال، أدت جائحة فيروس كورونا إلى تعقيد الأمور عندما يتعلق الأمر بالروابط التي تربط الأجداد والأطفال.

وقال كبير المراسلين الطبيين لدى CNN، الدكتور سانجاي غوبتا، خلال حلقات برنامجه "Coronavirus: Fact vs. Fiction" : "يمكن للأجداد أن يكونوا مؤثرين بشكل لا يصدق في حياة الأطفال. ولهذا السبب، من المؤلم للغاية أن يكون أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً مهددين من عدوى "كوفيد-19" بشكل خاص. إذ لم يتمكن العديد من الأجداد من رؤية أسرهم منذ شهور، وهم يائسون لمعرفة متى وكيف يمكنهم تغيير ذلك بأمان".

ومع ذلك، يمكن أن ينشأ الخلاف عندما يكون لدى الأجداد أفكار مختلفة عن أفضل طريقة لتربية الأطفال. وأثناء الجائحة، قد تتفاقم النزاعات بسبب التوتر والإجهاد، خاصةً إذا كنت تعيش في منزل متعدد الأجيال. وإذا تفاقم التوتر، يمكن لبعض الاستراتيجيات أن تساعد في استعادة السلام بالمنزل.

التعاطف

أوصى كولمان كل من الآباء والأجداد أن يفترضوا النوايا الحسنة لسلوك بعضهم البعض وأن يحاولوا فهم دوافعهم.

وقد يحاول الأجداد التعويض عن أوجه القصور المتصورة أو الفعلية لديهم كآباء، وقد يصححون أبنائهم إذا شعروا بالإحباط بسبب تكرار أبنائهم لأخطائهم دون قصد.

وفي الوقت ذاته، ربما عاصر الجيل الأكبر سناً زمناً مختلفاً، حين لم تكن المقاعد الداعمة للأطفال مطلوبة بموجب القانون، ولم تكن هناك ملصقات لأغذية الأطفال العضوية، ولم تكن الأجهزة الذكية موجودة.

وقال كولمان إن الآباء قلقون ويشعرون بالذنب بشأن تربية أطفالهم في عالمٍ دائم التغير فيما يتعلق بالاقتصاد، وتغير المناخ، والسياسة، كما أن نصائح التربية تتغير باستمرار.

ويمكن للمعايير العالية أن تجعل الآباء يبدون أكثر تحكماً، ويمكن أن يخلق التوتر بين الأجيال "أرضاً خصبة" للصراع.

التركيز على الأمور المهمة

وقالت سارة كلارك، مديرة مشاركة في الاستطلاع، وهي عالمة أبحاث في قسم طب الأطفال في جامعة ميشيغان، إنه يجب اكتشف نقاط الخلاف التي تتطلب التفاهم.

وعلى سبيل المثال يعد جلوس الأطفال في مقاعد معززة أثناء ركوب السيارة، وتوقفهم عن تناول الحلوى بحلول الساعة 3 مساء، مسألة ذات أهمية قصوى، إذ قد يتأذى الأطفال أو يتعرضون لتغيرات سلبية في سلوكياتهم. وتنصح كلارك أن يشرح الآباء للأجداد أن هناك قرارات يجب عليهم اتخاذها لسلامة أبنائهم.

وأضافت كلارك أن الآباء يجب أن يتعلموا "التراجع قليلاً" في الأمور الأقل أهمية، مثل السماح لأولادهم بالبقاء لوقت متأخر مع أجدادهم، مضيفةً أنه "من الجيد السماح للأجداد بأن يكونوا أجداداً".

التثقيف ووضع الحدود

وقال كولمان إنه من الأفضل إجراء المحادثات للتعامل مع هذه المشكلات عند ظهورها و"عندما يكون الأشخاص هادئين وفي مكان مناسب".

وينصح كولمان بالبدأ بمشاركة الإيجابيات التي يساهم بها الأجداد، مشيراً إلى أنه يمكن أن تنشأ الخلافات الأكثر صعوبة من المواقف التي لا يضطر الأجداد للتعامل معها.

وإذا شعر الأجداد أن إرسال أحفادهم للرسائل النصية فيه نوع من قلة الاحترام لهم، اشرح لهم أن الهواتف الذكية تعد كيفية تواصل الأطفال مع بعضهم. ويمكن أن ينصح الآباء أطفالهم بوضع هواتفهم جانباً عندما يجلسون مع أجدادهم.

وقد أفاد بعض الآباء عن وقوع مشاكل بسبب مشاركة الأجداد لصور ومعلومات عن أحفادهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال التقرير: "قد لا يقدّر الأجداد اعتبارات الخصوصية التي غالباً ما تُعلم القرارات بشأن ماذا وأين ينشرون على منصات عامة، ويجب أن يتحدثوا مع الآباء حول آرائهم عن تضمين أبنائهم بمنشورات وسائل التواصل الاجتماعي".

وفي هذه الحالة، يمكن للآباء إغلاق باب النقاش من خلال مطالبة الأجداد بالالتزام بمعتقداتهم حتى وإن لم يفهموها أو يتقبّلوها.

وينصح كولمان أنه يجب على الآباء والأجداد بذل قصارى جهدهم لحل الخلافات فيما بينهم، لأن قطع العلاقات يمكن أن يكون ضاراً للجميع فيما يتعلق بمشاعر القلق والتوتر. وقد يشكل استيعاب بُعد الأجداد تحدياً بالنسبة للأطفال.

وإذا كان البُعد ضرورياً، يجب على الآباء مساعدة الأطفال على فهم ما يحدث من خلال التأكيد على أن تحول العلاقة يرجع إلى أن أجدادهم لا يحترمون أفكارهم حول كيفية تربيتهم لهم. أخبر أطفالك أن الوضع لن يستمر إلى الأبد، ولا تحط من قدر الأجداد أمام أحفادهم.

وأضاف كولمان أن الحب الذي يكنّه الأحفاد لأجدادهم هو جزء منهم، ولا يجب تلويث الآباء لهذا الحب بمشاكلهم الخاصة حول سلوك الأجداد.