دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يرجّح ألا تطلب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مشورة اللجنة الاستشارية المستقلة لشؤون اللقاح لتقويم إمكانية السماح لـ"فايزر" بإعطاء الجرعة المعززة من لقاحها للبالغين، وفق ما أفاد مصدر مطّلع لـCNN.
وكانت "فايزر" تقدّمت من الوكالة، في 9 تشرين الثاني/نوفمبر، بطلب الحصول على إذن الاستخدام الطارئ لجرعاتها المعزّزة على البالغين الذين يحقّ لهم بذلك. قد تكون هذه الآلية أسرع، في حال لم تنتظر الوكالة اجتماع أعضاء اللجنة الاستشارية لشؤون اللقاح والمنتجات البيولوجية ذات الصلة.
وسبق وأثار موضوع السماح الطارئ للجرعات جدلًا، ذلك بسبب تخوّف بعض مستشاري اللقاح التابعين لإدارة الغذاء والدواء من خطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب، وهو أثر جانبي نادر يصيب الشباب البالغين الصغار تحديدًا.
وقال المصدر لـCNN إنّه "لا يبدو أنه سيعقد اجتماع في هذا الخصوص" للمستشارين التابعين للوكالة، ولم "تتم الإشارة إلى اجتماع" لمناقشة الطلب المقدّم من "فايزر".
وجاء في بيان صادر عن إدراة الغذاء والدواء الأمريكية أنّها "ستحدّد إمكانية عقد اجتماع للجنة الاستشارية... بعد مراجعتها الأولى للبيانات المقدمة".
وفي الجلسة السابقة للجنة الاستشارية التابعة للوكالة التي انعقدت الشهر المنصرم، بدا رئيس اللجنة وكأنه يمهّد الطريق أمام الأعضاء بعدم ضرورة الاجتماع في كل مرة سيؤخذ قرار في شأن أحقية الجرعة المعزّزة.
وكان الدكتور أرنولد مونتو الذي يشغل منصب رئيس اللجنة الاستشارية الحالي، سأل مسؤولًا في إدارة الغذاء والدواء كان حاضرًا "حول كيف يمكن أن يحصلوا على مرونة أكثر، بحيث لا يترتب عليهم عقد اجتماع والمناقشة، في كل مرة نريد تخفيض الفئة العمرية".
وأضاف مونتو في مقابلة له مع CNN أنّه مع الحصول على بيانات جديدة خاصة بجرعة معززة، يجب اتخاذ العديد من الخطوات قبل أن تنعقد اللجنة مجدّدًا.
وقال: "في واقع متغيّر، أصبح الاجتماع أكثر تعقيدًا، لأنّنا نخضع للتحقيق في كل مرة، للتأكد من عدم توافر تضارب في المصالح لدى الخبراء إلى أمور أخرى قبل السماح بعقد اجتماع، بالإضافة إلى التفاصيل القانونية". وتابع "يقتصر دورنا على المشورة حول السياسة الاجمالية، أما التفاصيل فهي من اختصاص الوكالة، لأن، أولًا، صفتنا استشارية، وثانيًا، واقعنا الحالي يتسجيب بسرعة للظروف المتغيرة".
وبحسب مسؤول فيديرالي، في حال أعطت الوكالة الموافقة على الاستخدام الطارئ للجرعات المعززة، ستجتمع اللجنة الاستشارية الخارجية لممارسات التحصين التابعة للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، لمراجعة الخطة الموضوعة.
وقال "إذا سمحت إدارة الغذاء والدواء بالاستخدام الطارئ للجرعة المعززة، فإنّ اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين ستجتمع على غرار الاجتماعات السابقة المتعلقة بلقاحات كوفيد، منذ بداية كانون الأول/ديسمبر 2020".
وعلى مديرة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها الدكتورة روشيل والنسكي التوقيع على توصيات الوكالة الأخيرة.
ولفت المتحدث باسم الوكالة لـCNN إلى أنّ "دكتور والنسكي داعمة لاستخدام الجرعات المعزّزة للقاح بهدف حماية الأمريكيين من كوفيد-19 عندما يكون هنالك ضرورة طبية، وتنتظر فرصة مراجعة البيانات المتعلقة بمعززات "فايزر" لمن يبلغون 18 عامًا وما فوق". وأشار إلى أنّ "أي قرار سيؤخذ بعد ذلك سيكون نتيجة لمراجعة علمية دقيقة، والتشاور مع المستشارين الداخليين والخارجيين".
بداية صعبة
تجدر الإشارة إلى أنه ورد في تقرير اجتماع اللجنة الاستشارية التابعة لإدارة الغذاء والدواء الشهر الماضي، أن "العديد" من المستشارين "غير مرتاحين" لإعطاء الجرعات المعززة لمن هم دون الـ50 أو 40 عامًا، "حتى تتوافر بيانات أكثر متّصلة بالتهاب عضلة القلب".
وقال دكتور بول أوفت، أحد أعضاء اللجنة الاستشارية لشؤون اللقاح التابعة للوكالة، إن أفضل الممكن لإدارة الغذاء والدواء، والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، أن ترفع بيانات فايزر المقدمة إلى مستشاريهم.
وتابع "أعتقد أنّه علينا أن نكون شفافين بشأن هذا القرار، وأفضل ترجمة لذلك، من خلال عقد اجتماعات للجنتين الاستشاريتين التابعتين للوكالتين، بحيث يمكن للناس الاستماع إلى النقاشات الدائرة حول أهمية إعطاء الموافقة على هذه الجرعات".
وأشار إلى أنّه "يتوجب علينا تبيان لما جرعة معززة ستكون مفيدة للفئة العمرية 18-29 عامًا، لأنّه إن لم يكن ذلك واضحًا، فعلينا الأخذ في الاعتبار أن التهاب عضلة القلب ظهر مع تلقي الجرعة الثانية، وقد يتكرّر ذلك مع الجرعة الثالثة. فهل الفوائد الناجمة عن الجرعة الثالثة المعززة أكبر على نحو واضح وحاسم، من المخاطر التي قد تواجهها هذه الفئة العمرية"؟