انبعاثات الرذاذ لدى الأطفال أقل من البالغين.. فهل ينقلون عدوى فيروس كورونا بفعالية؟

علوم وصحة
نشر
3 دقائق قراءة
انبعاثات رذاذ الأطفال أقل من البالغين.. فهل هم ناقلون فعالون لكورونا؟
Credit: JAMES ARTHUR GEKIERE/Belga/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أظهرت دراسة جديدة أنّ الجزيئيات المتطايرة المنبعثة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و10 سنوات، تعادل ربع تلك المنبثقة من البالغين عند التنفس، والتحدّث، والغناء. ورأى الباحثون أنّ النتائج قد تفيد في اتخاذ قرارات بشأن إدارة المخاطر في المدارس، فيما قال خبراء إنّ البيانات تشرح جزءًا صغيرًا فقط من إمكانية انتقال العدوى بين الأطفال.

وشملت الدراسة المنشورة في مجلة "The Royal Society Interface" الأربعاء، 15 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 8 و10 سنوات، و15 بالغًا. وقارن الباحثون معدل انبعاث الجزيئيات بعد أداء وظائف صوتية متعدّدة بين المجموعتين. وعمدوا إلى قياس عدد الجزيئيات المنبثقة وحجمها بمرور الوقت.

ورأت لينسي مار، أستاذة الهندسة المدنية والبيئية بكلية "فيرجينيا تك"، وغير المشاركة بالدراسة أنه من غير الواضح أي مقياس لجهة عدد أو حجم الجزيئيات هو الأكثر أهمية من أجل تقويم انتقال الفيروس، لكن الخبراء يعتقدون أنّ الحجم الأكبر مرتبط بوجود كمية أكبر من الفيروس.

وفي المجمل اكتشف الباحثون أنّ معدّل رذاذ الأطفال أدنى وأقل حجمًا من البالغين. ورغم ذلك، لم يكن الفارق كبيرًا بين المجموعتين لجهة حجم الرذاذ المنبعث عند الصراخ.

وكشفت الدراسة أيضًا أنّ الأطفال، أقل صخبًا من البالغين، الأمر الذي يفسّر جزئيًا الاختلاف في إطلاق الجزيئيات المليئة بالرذاذ بين المجموعتين.

وقال الدكتور بيدرو بيدرا، أستاذ علم الفيروسات الجزيئية وعلم الأحياء الدقيقة وطب الأطفال بكلية بايلور للطب، غير المشارك في الدراسة أيضًا، لـCNN، إنّ النتائج قد تُفسَّر جزئيًا باختلاف طبيعة الجهاز التنفسي بين الأطفال والبالغين، حيث يكون حجم الرئتين أصغر لدى الأطفال مثلًا، والحبال الصوتية أقصر.

وأظهرت الدراسات أنّ كمية التحميل الفيروسي لـ"كوفيد-19" لدى الأطفال أقل قليلاً، وليس له تأثير سريري، مقارنة مع البالغين. ورغم ذلك، فإن الأطفال أقل عرضة لالتقاط العدوى، ولا تظهر عليهم الأعراض. وتُعتبر انبعاثات الجهاز التنفسي أحد جوانب فهم إمكانية انتقال العدوى.

وأوضحت مار لـCNN: "في سياق الجائحة، معدّل الرذاذ الوسطي الذي يطلقه الأطفال أقل من ذلك المنبعث لدى البالغين، وقد يكونون أقل عرضة لنقل كوفيد-19". ورغم ذلك، حذرت من وجود تباينات كبيرة في الجزيئيات المنبعثة بين شخص وآخر، موضحة أنه رغم أنّ هباء الأطفال الجوي الوسطي أدنى​، لكنّ الطفل الذي لديه انبعاثات عالية يصدر كمية أكبر من شخص بالغ منخفض الانبعاثات.

ولفت بيدرا إلى أنّ الاختلاف الأساسي بين الأطفال والبالغين يتمثل بشدة مرضهم جرّاء "كوفيد-19"، معتبرًا أنه ثمة عوامل عدّة تؤخذ في الاعتبار لدى التفكير في ديناميكيات انتقال العدوى، وهي تختلف عن مخاطر شدة المرض.