بالحقائق..كتاب جديد يكشف كيفية استجابة إدارة ترامب لجائحة "كوفيد-19"

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قالت منسقة فريق العمل المعني بالاستجابة لفيروس كورونا في البيت الأبيض، الدكتورة ديبورا بيركس، في كتابها الجديد المنشور، إن المشكلات المتعلقة بجمع البيانات والاختبار، والتواصل البطيء، والصراعات الشخصية، داخل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تضر بالاستجابة الأولية لوباء فيروس كورونا في الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء.

وأوضحت بيركس في كتابها "الغزو الصامت: القصة غير المروية لإدارة ترامب، كوفيد -19، والحماية من الجائحة التالية قبل فوات الأوان" الصادر الثلاثاء في جميع أنحاء أمريكا، عن معاناتها للتواصل مع إدارة غير مستعدة لمواجهة الجائحة، والرئيس ترامب، الذي سارع إلى التخفيف من حدة توقعاتها السوداوية للضرر الذي يمكن أن يلحقه الفيروس.

وكتبت بيركس عن أيامها الأولى في فريق العمل عام 2020: "كان مطلق رئيس آخر رغب بمعرفة مدى سوء الأمور، وما الذي يمكن فعله تجنبًا لحدوث الأسوأ". وتابعت: "غير أنّه لم يكن هناك رئيس آخر أو أي بيت أبيض آخر. كان الرئيس ترامب وبيت ترامب الأبيض. كنت أقف على رمال متحركة باستمرار، بين لاعبين سياسيين أجهلهم، ورئيس تبيّن أنه يحب أن يقدم أي خبر جديد على أنه جيد أو متفائل، أو يتجاهله".

وانتقدت بيركس في كتابها أيضًا المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) بسبب ردة فعلها الأولية على المرض واعتباره شبيهاً بالإنفلونزا، وغياب توزيع واضح للواجبات بين الوكالات. ونسبت بيركس بعض هذه الأسباب إلى مدير الوكالة الدكتور روبرت ريدفيلد، بصفته "مُعيَّنًا سياسيًا" في إدارة ترامب.

وتناولت أيضًا الصعوبات التي واجهتها لإقناع مسؤولي مراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها للاعتراف بالانتشار واسع النطاق لفيروس كورونا، بالقول: "سوف يشكك الموظفون في كل ما صدر عن بوب وهذا البيت الأبيض".

ورغم ذلك، وبالتوازي مع إقصاء الرسائل السياسية لرسائل الصحة العامة، كتبت بيركس أنها قامت مع بعض الأطباء في الاستجابة لـ"كوفيد-19" من خلال وضع ميثاق قوامه: إذا تم فصل أي منهم، فإن ريدفيلد، والدكتور أنطوني فاوتشي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، والدكتور ستيفن هان مفوض إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، سيستقيلون جميعًا احتجاجًا على ذلك.

ولفتت إلى أن "لم أكن آمل بأن أُطرد، ولم أرغب بالاستقالة بلا الآخرين".

وأضافت: "لم أعتقد أن رحيلي سيغير أي شيء للأفضل. اتهام إدارة ترامب بالإهمال لن ينتج عنه فجأة استجابة مختلفة للجائحة".

وعقب إجراء بيركس مقابلة مع دانا باش من CNN في أغسطس/ آب 2020، قالت يها إنّ الفيروس "منتشر على نطاق واسع"، كتبت بيركس أنّ ترامب استدعاها وطلب منها إعطاء اسم الشخص الذي حجز لها المقابلة، قائلاً إنّ "هذا كل شيء! هل تفهمينني؟ ما من مرة أخرى! الفيروس تحت السيطرة".

وأشارت في كتابها إلى أنهم كانوا يحرزون تقدمًا، إلا أنّ "الرئيس كان مخطئًا. لم نكن نسيطر على الفيروس".

وأشارت بيركس في كتابها إلى أنه رغم "الاختلال الوظيفي" للبيت الأبيض، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية عانت لمواكبة الفيروس السريع الانتشار، لافتة إلى أنّ إصلاح المشاكل التي كشفتها الجائحة قد يساعد بإنقاذ البلاد من الجائحة التالية.

معالجة النقص في جمع البيانات وتحليلها

وأوضحت بيركس في كتابها أنّ "البيانات هي النقطة المحورية في الجائحة"، مضيفة أنّ "البيانات تُظهر النقص، وأماكن استجابة المجتمعات المحلية الفعالة، وتكشف الحقيقة، وتدل على تدهور الأمور وكيفية تحسنها، وتسمح لك بالاستمرار في التركيز الدقيق، وتطوير سياسات قائمة على الأدلة. ولذا لن يكون لديك استجابة شاملة من دون حيازتك على بيانات شاملة".

وقبل انضمامها إلى فريق استجابة "كوفيد-19"، اعتقدت بيركس أن ّمسؤولي الصحة الأمريكيين كانوا يطلعون على بيانات ليس لديها إمكانية للوصول إليها. لكن بمجرد وصولها في مارس/آذار 2020، أصبح واضحًا بالنسبة إليها، هي التي عملت سابقًا على خطة الطوارئ الرئاسية للإغاثة من مرض الإيدز، أن البلاد كانت "بوضعية غير مريحة على نحو خطير" لجهة جمع البيانات حول فيروس كورونا المستجد.

إدراك أنّ الفيروس الجديد قد يتصرف بشكل مختلف

وكتبت بيركس أنها كانت تشتبه أن الإصابة بالفيروس من دون ظهور أعراض يساهم بالانتشار السريع لـ"كوفيد-19"، وذلك قبل انضمامها إلى فريق عمل البيت الأبيض، رغم ندرة الأدلة حينها.

وأفادت أنه "بعد سنوات من الخبرة في رؤية الحالات التي لا تظهر عليها أعراض، وتلك التي تظهر عليها، أو تلك التي يتم تجاهل تسجيلها في الجداول، في كل مرة أقرأ فيه رقمًا يشير إلى حالة مؤكدة، أضربه بمعدل يتراوح بين ثلاثة وعشرة أضعاف".

وفي وقت مبكر من الجائحة على الأقل، كان التركيز على من يعانون من الأعراض، إسوة بالإنفلونزا. لكن الفيروس الذي يسبب "كوفيد-19" مختلف تمامًا.

تطوير الاختبارات في وقت مبكر

وساهم عدم وجود بيانات واضحة ومحددة حول "كوفيد-19"، وسوء فهم الانتشار الصامت، بإدراك الحاجة الكبيرة لإجراء اختبارات في الولايات المتحدة الأمريكية. وكتبت بيركس أن الاختبار الأولي للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها كانت تشوبه العيوب، الأمر الذي قام بتأخير البلاد لأسابيع. وأشارت إلى أنّه حتى مختبرات الصحة العامة لم تكن مجهزة للتحرك بسرعة والتعامل مع الحجم الذي تحتاجه الاستجابة لـ"كوفيد-19".

وتناولت بيركس اجتماعًا عُقد في المرحلة الأولى من عملها، ضمّ مصنعي اختبار "كوفيد-19" الأمريكيين، لافتة إلى أنّ معرفة أن البيت الأبيض قد تباطأ بالاجتماع مع الشركات المصنعة، رغم الاختبارات المحدودة وآليتها البطيئة، يمثل "أسوأ سيناريو".

ضرورة إيجاد حلول تفاديًا للأسوأ

وأنهت بيركس كتابها بقائمة من "القضايا الحرجة" التي يجب معالجتها في الولايات المتحدة تتعلق بالاستجابة للجائحة والاستعداد لها. وتتضمن الوضوح في شأن توزيع المسؤوليات بين الوكالات، وإجراء اختبارات مكثفة، والتشخيص، وتحسين جمع بيانات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، فضلًا عن تحسين "شامل" للتنسيق بين مرافق الصحة العامة.

وخلصت إلى أن بعض هذه التغييرات ما زالت حاجة، من أجل إدارة الجائحة حاليًا.