تقرير صادم: طعام الأطفال المحضّر منزليًا يحوي معادن سامة مثل الأغذية المصنّعة

علوم وصحة
نشر
8 دقائق قراءة
Baby-foods-to-serve-or-avoid

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وفقًا لتقرير جديد أرسل حصريًا لـCNN، فإنّ إعداد غذاء طفلك في المنزل من المنتجات التي اشتريتها من المتجر، لن يقلّل من كمية المعادن الثقيلة السامة في الطعام الذي يتناوله طفلك.

وقالت جين هوليهان، المؤلفة المشاركة في البحث، ومديرة أبحاث "Healthy Babies, Bright Futures"، وهو تحالف يتألف من المنظمات غير الربحية، والمؤسسات الخيرية، والعلماء، يصمّم وينفّذ مشاريعًا للحد من تعرض الأطفال للمواد الكيميائية السامة: "لم نعثر على دليل يشير إلى أنّ أغذية الأطفال المعدّة منزليًا من المنتجات التي تباع في المتجر أفضل من أغذية الأطفال المصنّعة الجاهزة، عندما يتعلق الأمر بالتلوث بالمعادن الثقيلة".

واختبر الباحثون 288 نوعًا من الأطعمة التي تم شراؤها من المتاجر وأسواق المزارعين في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ضمنًا الحبوب، والفاكهة، والخضار، والوجبات الخفيفة، وأطعمة التسنين، للكشف عن المعادن الثقيلة مثل الرصاص، والزرنيخ، والزئبق، والكادميوم.

وهذه المعادن الثقيلة هي بين أبرز 10 مواد كيميائية تشكل مصدر قلق للرضع والأطفال، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية للرضع والأطفال.

وبحسب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، "يمكن أن يكون التعرض للمعادن السامة ضارًا بالدماغ النامي، إذ ارتبط بمشاكل التعلّم، والإدراك، والسلوك".

وقام الباحثون أيضًا بدراسة بيانات لـ7 آلاف اختبار طعام إضافي مسجّل في الدراسات المنشورة، ومن قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

وأظهرت النتائج أن 94% من مواد الأطفال الغذائية المصنّعة، والأطعمة العائلية، والطعام المحضّر منزليًا من الأطعمة النيئة المشتراة من المتاجر تحتوي على كميات أحد هذه المعادن الثقيلة أو أكثر.

تم العثور على الرصاص في 90% من أغذية الأطفال المصنّعة التي اشتراها المتسوقون للتقرير، وفي 80% من المواد الغذائية المشتراة من المتجر والأطعمة المهروسة المحضّرة منزليًا.

تم العثور على الزرنيخ في 68% من من مواد الأطفال الغذائية المشتراة، وفي 72% من أغذية الأسرة التي تم شراؤها أو تحضيرها في المنزل.

تم العثور على الكادميوم في 65% من مواد الأطفال الغذائية المشتراة و60% من أغذية الأسرة، وعثر على الزئبق في 7% من أغذية الأطفال المشتراة من المتاجر وفي 10% من أغذية الأسرة.

يأتي التقرير الجديد بمثابة متابعة لتقرير نشر في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2019، فحص 168 نوعًا من الأطعمة التي تم شراؤها من كبرى شركات تصنيع أغذية الأطفال.

وجد هذا التحليل أن مواد الأطفال الغذائية المشتراة من المتاجر تحتوي على الرصاص بنسبة 95%، وعلى الزرنيخ بنسبة 73%، وعلى الكادميوم بنسبة 75%، وعلى الزئبق بنسبة 32%.

وجد التحليل أيضًا أن ربع الأطعمة التي خضعت للفحص في ذلك العام احتوت على جميع المعادن الثقيلة الأربعة.

إذن، ماذا يمكن أن يفعل الوالدان أو مقدم الرعاية؟ 

أوضح طبيب الأطفال الدكتور مارك كوركينز، رئيس لجنة التغذية في الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، أنه يمكن إطعام الطفل أكبر عدد ممكن من أنواع الأطعمة المختلفة للحصول على نسبة سموم أقل.

وهل يساعد شراء المنتجات العضوية؟

وجد التقرير أن شراء المنتجات العضوية لم يخفض مستويات المعادن الثقيلة أيضًا، وهو ما "لم يكن مفاجئًا أو صادمًا"، حسبما ذكره كوركينز.

ومع ذلك، فإن شراء المواد العضوية يمكن أن يساعد بتجنب السموم الأخرى التي لم يأخذها التقرير الجديد في الاعتبار، مثل مبيدات الأعشاب ومبيدات الآفات، وفقًا لما قاله الدكتور ليوناردو تراساندي، مدير طب الأطفال البيئي في جامعة نيويورك لانجون هيلث، وغير المشارك في الدراسة.

ويتفق الخبراء على أن محاربة السموم في أغذية الأطفال مهمة للمؤسسات الحكومية التي ستحتاج إلى العمل مع المزارعين والموردين والمصنعين لوضع اللوائح والضمانات.

وفي الأثناء، يمكن للوالدين إحداث فرق من خلال اتخاذ خيار واحد بسيط كل يوم لتقليل تعرض الطفل للمعادن السامة مثل الابتعاد عن الوجبات الخفيفة القائمة على الأرز وتقديم شرائح التفاح بدلاً من ذلك، أو اختيار عدم تقديم الجزر والبطاطا الحلوة كل يوم، بحسب ما ذكرته هوليهان.

أطعمة أقل تلوثًا

أشارت هوليهان إلى أن الأطعمة المختبرة ذات المحتوى المعدني المنخفض تحتوي على ثُمن التلوث بالمعادن الثقيلة الموجود بالأطعمة ذات المستويات الأعلى. وأشار التقرير إلى أن هذه هي الأطعمة التي يمكن "تناولها بحرية".

كان الموز الطازج أقل الأطعمة تلوثًا بين الأطعمة التي اختبرها التقرير، إذ يضم 1.8 جزء في المليار من مستويات المعادن الثقيلة.

ثم يلحق به تباعًا، كل من الفريك، ولحوم الأطفال المصنعة، والقرع، ولحم الضأن، والتفاح، والبيض، والبرتقال، والبطيخ.

ووجد التقرير أن الأطعمة الأخرى ذات المستويات المنخفضة من التلوث تشمل الفاصولياء الخضراء، والبازلاء، والخيار، واللحوم الطرية أو المهروسة المطبوخة في المنزل.

يوصى باستخدام حليب الأطفال المحضّر بمياه خالية من الرصاص.

يعتبر الحليب أيضًا خيارًا جيدًا، ولكن فقط للأطفال الذين يبلغون من العمر 12 شهرًا وما فوق.

ووفقًا للتقرير، فإن بعض الأطعمة الصحية منخفضة المعادن، مثل الزبادي، وعصير التفاح غير المحلى، والفاصولياء، والجبن، والبيض المسلوق، والعنب المقطوع بالطول، كانت خيارات جيدة للوجبات الخفيفة للأطفال.

وكانت الفاكهة الطازجة والمجمدة، ضمنًا تلك المستخدمة في الوجبات المهروسة المحضّرة منزليًا، من الخيارات المحبذة أيضًا. ولكن ينصح بتجنب استخدام الفواكه المعلبة، إذ ذكر التقرير أن "الاختبارات وجدت الرصاص 30 مرة أعلى في الفاكهة المعلبة أكثر من تلك الطازجة والمجمدة".

وأشار التقرير إلى أن الوالدين ومقدمي الرعاية يمكنهم أيضًا تقليل تعرض أطفالهم للمعادن الثقيلة من طريق إجراء بعض البدائل الذكية، على سبيل المثال استخدام الموز المجمد لطفل التسنين، بدلاً من بسكويت التسنين القائم على الأرز، ما قد يقلّل من إجمالي التعرض للمعادن الثقيلة بنسبة 95%.

أطعمة يجب اجتنابها أو الحد منها

كانت الأطعمة الأكثر تلوثًا التي يتناولها الأطفال جميعًا تحتوي على الأرز: "كعكات الأرز، وحبوب الأرز المقرمشة، والأرز البني مع عدم إزالة مياه الطهي جميعها ملوثة بشدة بالزرنيخ غير العضوي، وهو الشكل الأكثر سمية من الزرنيخ"، حسبما ذكرته هوليهان.

أطعمة يفضل عرضها بشكل أقل 

إلى الأطعمة التي تعتمد على الأرز، وجد التحليل أعلى مستويات من المعادن الثقيلة في الزبيب، ومقرمشات التسنين التي لا تحتوي على الأرز، وألواح الغرانولا مع الزبيب وحبوب الشوفان.

لكن هذه لم تكن الأطعمة الوحيدة المثيرة للقلق: فالفاكهة المجففة، وعصير العنب، ومقرمشات التسنين، وزبدة بذور عباد الشمس تحتوي جميعها على كميات عالية من معدن سام واحد على الأقل، وفقًا للتقرير.

وقد تحتوي خضار الجذور على مستويات أعلى من المعادن الثقيلة مثل الرصاص والزرنيخ لأنها تنمو تحت الأرض.

في الواقع، وجد التحقيق أن الأطعمة المفضلة للأطفال مثل الجزر والبطاطا الحلوة والقرع وأنواع كثيرة أخرى من البطاطس تحتوي على مستويات مثيرة للقلق من المعادن الثقيلة.

وبالإضافة إلى خلط مجموعة متنوعة من الأطعمة وعدم تقديم نفس الخيارات يوميًا، توصي هوليهان الوالدين "باختيار علامات تجارية، أو أنواع مختلفة من الأطعمة، أو التسوق من متاجر مختلفة من أسبوع لآخر، تجنبًا لاختيار مصادر غنية بالمعادن بانتظام".