دراسة تُوضح.. هل التوقعات الإيجابية تساعدك على تحقيق أهدافك؟

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة
هل التوقعات الإيجابية تساعدك على تحقيق أهدافك؟ إلام توصلت هذه الدراسة؟
Credit: Joerg Koch/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل التفكير بأنه يمكنك صعود التل سيجعلك تصل إلى القمة؟ ربما، بحسب ما توصلت إليه دراسة جديدة نُشرت في مجلة Proceedings of the National Academy" of Sciences".

وتبيّن أنّ أداء الأشخاص كان أفضل لدى سعيهم لإنجاز مهمة تعتمد على ذاكرتهم العاملة، وذلك عندما خضعوا لتدريب معرفي، وأُخبروا بأنه سيساعدهم في أدائهم.

وقالت جوسلين بارونغ، مؤلفة الدراسة الرئيسية، وزميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه بقسم التعلم والنقل، في مختبر علم النفس بجامعة ويسكونسن ماديسون لـCNN، إنّها "الدراسة الأولى التي توضح أنّ توقّعات المشاركين حول كيفية تغيّر أدائهم المعرفي كنتيجة للتدريب المعرفي، قد يؤثر على النتائج الفعلية التي يحققونها".

وأوضحت أنّ "أولئك الذين توقعوا أن يتحسّن إدراكهم قد أظهروا تحسّنًا فعليًا عقب 20 جلسة تدريب، أكثر ممّن توقعوا أنهم لن يتحسّنوا، حتى لو أكملوا تدريب الذاكرة العاملة التدخلي أو تدريب التحكم التدخلي".

وتوزع المشاركون في الدراسة وعددهم 193 شخصًا على مجموعتين. وبحسب الدراسة، تم إخطار إحدى المجموعات بأن التدريب المعرفي سيساعدهم على القيام بأداء أفضل، بينما لم يخبر القيمون المجموعة الثانية بذلك. وخضع نصف عدد كل مجموعة للتدريب المعرفي، فيما لعب البقية لعبة بسيطة.

وكان أداء جميع المشاركين الذين تلقوا تدريبًا مسبقًا أفضل في المهمة التي اختبرت ذاكرتهم العاملة، أي الكمية الصغيرة من المعلومات التي يمكن الاحتفاظ بها في دماغك لتنفيذ المهمة التي يقومون بها راهنًا. لكن الأشخاص الذين أبلوا على نحو أفضل كانوا بين من قيل لهم إن التدريب سيكون مفيدًا لهم.

وأوضحت الدراسة أنه كان لديهم توقعات أكثر إيجابية.

وقال جيسون شين، أستاذ في علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة تمبل غير المشارك في الدراسة لـCNN إنه "منذ أكثر من عشر سنوات، والجدل العلمي مستمر حول مسألة ما إذا كان التدريب المعرفي المحوسب، مثل تدريب الذاكرة العاملة، يمكن الاستعانة به لتحسين الأداء الفكري المعرفي عمومًا".

ولفتت الدراسات إلى فعالية مثل هذا التدريب، لكن بعض النقاد يرون بأن الفائدة متأتية فقط من أثر الدواء الوهمي.

وأضاف شين أنّ هذه الدراسة تطرقت إلى هذه المسألة من خلال مقارنة نتائج الأشخاص الذين تلقوا التدريب مع أولئك الذين لم يفعلوا ذلك، وكذلك بين من كانت توقعاتهم عالية مع من لم يتوقعوا الكثير.

وأشار شين إلى أنّ "أقوى النتائج قد تأتي من الجمع بين استراتيجيات التدريب المعرفي بالتوازي مع تشجيع المشاركين حول الفوائد المحتملة للاستثمار في التدريب".

الإيجابية تأتي ثمارها

ما الذي يمكن أن نتعلمه من دراسة أُجريت حول الذاكرة العاملة؟

وقالت بارونغ: "لا ضير بأن يكون لديك مواقف أو توقعات إيجابية حول تدخلات التدريب المعرفي (أو التدخلات السلوكية عمومًا) إذا كنت ترغب بتعظيم نتائجك".

وأضاف شين أنّ "توقع إمكانية حدوث تغيير واستفادة من مساعي الفرد قد يشكّل بحد ذاته دافعًا قويًا لهذا التغيير".

وليس مستغربًأ أنّ الموقف الجيد قد يحدث فرقًا. وتدعم الكثير من الدراسات هذه النقطة.

وكانت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد عام 2008، أظهرت أنّ الأشخاص الذين يشعرون بالسعادة هم الذين يشعرون برضًا أكبر في وظائفهم، ويشيرون إلى أنهم يتمتعون بقدر أكبر من الاستقلالية في مهامهم.

إلى ذلك، فإنّ أداءهم أفضل مقارنة بأقرانهم الأقل سعادة، ويتلقون المزيد من الدعم من زملائهم في العمل.

وذكرت "مايو كلينك" أن السعادة والتفاؤل قد يُطيلان حياتك، ويساعدانك بالسيطرة على التوتر، ويقلّلان من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، ويحميانك من نزلات البرد.

ورأى شين أنّ هناك بعض الأمل بأن تؤدي مثل هذه الدراسات إلى الوصول لمزيد من أدوات التدريب المعرفي التي يمكن تطبيقها بهدف تقوية الإدراك ومساعدتنا على أداء المهام الصعبة.

وأضاف أنّ هذه الدراسة تعتمد منهجية قوية، موضحًا أن ثمة حدود لنطاقها، مثل عدم معرفة الباحثين بأنظمة المعتقدات أو التوقعات للمشاركين.

وأشارت بارونغ إلى أن النتائج التي توصلت إليها تحتاج إلى محاكاة، وأن ثمة أسئلة لم تحصل على أجوبة عليها مثل "متى وكيف يحدث تأثير التوقع."

واستمر تأثير التوقع في الدراسة، إذ لم يدرك المشاركون أنّ قرارات فريق البحث قد أثّرت على توقعاتهم.