دراسة: الأجنّة في الأرحام تبتسم للجزر وتبكي من الكرنب

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة
دراسة تكشف: الأجنة في الأرحام تبتسم للجزر وتبكي من الكرنب
تُظهر صورة المسح رباعي الأبعاد لجنين رد فعل ضاحك بعد تعرضه لنكهة الجزر.Credit: FETAP STUDY/FETAL AND NEONATAL RESEARCH LAB/DURHAM UNIVERSITY

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- معلوم أنّ بعض الأطفال لا يُصنّفون ضمن فئة المعجبين بالخضار، إلا أنّ دراسة جديدة تشير إلى أنّ مثل هذه التفضيلات الغذائية قد تظهر حتى قبل ولادتهم.

وترتسم مزيدًا من "الوجوه المبتسمة" على محيا الأجنة في الأرحام عندما تتعرّض لمذاق الجزر الذي تتناوله أمهاتهم، بينما تبدو "الوجوه باكية" عند تعرّضها لمذاق الكرنب الأجعد، وذلك وفقًا لدراسة نشرت في دورية Psychological Science، الأربعاء.

وقالت بيزا أوستون، الباحثة الرئيسية للدراسة، وباحثة الدراسات العليا في مختبر أبحاث الجنين وحديثي الولادة في جامعة دورهام بالمملكة المتحدة، لـCNN، الخميس: "قررنا إجراء هذه الدراسة لفهم المزيد عن قدرات الجنين على التذوق والشم داخل الرحم".

وفيما توصلت بعض الدراسات إلى أنّ الأطفال يمكنهم التذوق والشم داخل الرحم باستخدام نتائج ما بعد الولادة، إلا أنّ هذا البحث "يعتبر الأوّل الذي يُبرز دليلًا مباشرًا على تفاعلات الجنين مع النكهات التي يتعرّض لها داخل الرحم"، وفق ما ذكرته أوستون.

وأضافت: "تظهر النتائج أنّ الأجنة خلال أشهر الحمل الثلاثة الأخيرة قد بلغت مستوى كافٍ لتمييز الأذواق المختلفة المنقولة من حمية الأم".

ونظرت الدراسة في أجنة سليمة، تتراوح أعمارها بين 32 و36 أسبوعًا، شملت 100 امرأة، تتراوح أعمارهن بين 18 و40 عامًا، في شمال شرق إنجلترا.

وتوزّعت المشاركات على 3 مجموعات، مجموعتان تجريبيتان من 70 امرأة، استهلكت 35 منهن كبسولة عضوية الكرنب الأجعد، و35 أخريات استهلكن كبسولة جزر، بينما بقيت مجموعة من 30 امرأة كمجموعة مرجعية لم تستهلك أي من النكهتين.

دراسة تكشف: الأجنة في الأرحام تبتسم للجزر وتبكي من الكرنب
صورة مسح رباعي الأبعاد لجنين يظهر رد فعل باكي بعد تعرضه لنكهة الكرنبCredit: FETAP STUDY/FETAL AND NEONATAL RESEARCH LAB/DURHAM UNIVERSITY

وطُلب من المشاركات عدم تناول أي طعام أو مشروبات منكّهة قبل ساعة من الفحص، كما أنّ الأمهات لم يستهلكن أي طعام أو شراب يحتوي على الجزر أو الكرنب الأجعد خلال يوم الفحص للتأكد من أنه لن يؤثر على النتائج.

في حين يمكن وصف نكهة الجزر بأنها "حلوة" من قبل البالغين، فقد اختير الكرنب الأجعد لأنه ينقل مرارة أكثر للرضع مقارنة مع الخضار الخضراء الأخرى، مثل السبانخ أو البروكلي أو الهليون، وفقًا للدراسة.

وبعد فترة انتظار لمدة 20 دقيقة، خضعت النساء لفحوص بالموجات فوق الصوتية رباعية الأبعاد، والتي تمت مقارنتها بالصور ثنائية الأبعاد للأجنة.

وكان ظهور سحب زاوية الشفة، الذي يوحي بالابتسامة أو الضحك، أعلى بشكل ملحوظ لدى أجنة المجموعة التي تناولت الجزر مقارنة مع أجنة المجموعة التي تناولت الكرنب، وأجنة المجموعة المرجعية.

وفي حين أنّ الحركات مثل رفع الشفة العليا، وإنزال الشفة السفلية، والضغط على الشفتين، ومجموعة من هذه الحركات التي توحي بوجه يبكي، كانت أكثر شيوعًا لدى أجنة المجموعة التي تناولت الكرنب الأجعد مقارنة مع المجموعتين الأخرتين.

وقالت أوستن: "نعلم جميعًا أهمية اتباع نظام غذائي صحي للأطفال، وهناك الكثير من الخضار الصحية، للأسف طعمها مر، لا تروق للأطفال عادةً".

وأضافت أنّ الدراسة ترى أنه "في وسعنا تغيير تفضيلاتهم لمثل هذه الأطعمة قبل ولادتهم من خلال التلاعب" بالنظام الغذائي للأم أثناء الحمل.

وتابعت: "نعلم أن اتباع نظام غذائي صحي أثناء الحمل أمر بالغ الأهمية لصحة الأطفال. ويمكن أن تكون النتائج مفيدة لفهم قدرة تعديل النظام الغذائي للأم على تعزيز عادات الأكل الصحية للأطفال".

تقنية التصوير المحسّنة

وأوضحت البروفيسور ناديا ريسلاند، رئيسة مختبر أبحاث الأجنة وحديثي الولادة في جامعة دورهام، أنّ التقدم التكنولوجي سمح بأخذ صور أفضل لوجوه الأجنة في الرحم.

وطوّرت ريسلاند، التي أشرفت على هذه الدراسة، نظام الحركة المرصودة للجنين (FMOS)، الذي من خلاله تم ترميز عمليات المسح بالموجات فوق الصوتية رباعية الأبعاد.

وقالت لـCNN: "مع تقدّم التكنولوجيا، أصبح التصوير بالموجات فوق الصوتية أفضل وأكثر دقة"، مضيفة أنّ هذا "يسمح لنا بترميز حركات وجه الجنين بالتفصيل صورة بعد أخرى ومع مرور الوقت".

وبدأ الباحثون الآن بإجراء دراسة متابعة مع الأجنة ذاتهم بعد الولادة لمعرفة إذا كانت النكهات التي تعرّض لها هؤلاء الأطفال في الرحم تؤثر على قبولهم للأطعمة المختلفة أثناء مرحلة الطفولة، وفقًا للبيان الصحفي.

وكانت جميع النساء اللواتي شاركن في الدراسة من البيض وبريطانيات.

وأوضحت أوستون لـCNN أنه "يجب إجراء المزيد من الأبحاث على النساء الحوامل من خلفيات ثقافية مختلفة".

وشرحت: "على سبيل المثال، أنا من تركيا وفي ثقافتي، نحب تناول الأطعمة المرة، وسيكون من المثير للاهتمام للغاية أن نرى كيف سيتفاعل الأطفال الأتراك مع الطعم المر".

وأضافت أن "الاختلافات الجينية لجهة حساسية التذوق قد يكون لها تأثير على ردود أفعال الجنين تجاه الأذواق المرّة وغير المرّة".