ما هي أفضل الدول العربية وأسوأها بالاستطلاع العالمي لصحة المرأة لعام 2021؟

علوم وصحة
نشر
9 دقائق قراءة
women-health-survey-2021

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عانت النساء في جميع أنحاء العالم، خلال العام الثاني من جائحة "كوفيد -19" من تحديات صحية أكثر من العام الأول للجائحة.

وفي عام 2020، أطلقت شركة "Hologic" للتكنولوجيا الطبية استطلاعًا عالميًا بالشراكة مع مؤسسة "غالوب" لتقييم مدى تلبية الاحتياجات الصحية للمرأة.

وصُنّفت البلدان بناءً على إجابات النساء على الأسئلة في خمس فئات: الصحة العامة، والرعاية الوقائية، والصحة النفسية، والسلامة، والاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمأوى.

وكانت النتيجة الإجمالية للمؤشر العالمي لصحة المرأة في عام 2021 تبلغ 53 فقط من أصل 100، أي أقل بنقطة واحدة مما كانت عليه في عام 2020.

تعرّف في الإنفوغراف أعلاه إلى ترتيب الدول العربية والترتيب العالمي للدول الـ5 الأعلى والدول الـ5 الأسوأ في مؤشر صحة المرأة حول العالم

ولم تسجل أي دولة أعلى من 70 نقطة في عام 2021، مع تصدر تايوان، ولاتفيا، والنمسا، والدنمارك، واستونيا المراكز الخمس الأولى، بينما سجلت ثلاث دول أقل من 40 نقطة وهي أفغانستان، والكونغو، وفنزويلا.

أما بالنسبة للدول العربية، فقد احتلت السعودية المركز الأول، والـ28 عالميًا، بتسجيل 61 نقطة، تليها الإمارات، في المركز الـ35 عالميًا، بـ59 نقطة، ثم الجزائر في المركز الـ63 عالميًا، بـ53 نقطة.

واحتل لبنان المركز الأخير بين الدول العربية، والمركز الـ118 عالميًا، بتسجيل 40 نقطة. 

وقالت جيرترود ستادلر، مديرة معهد النوع الاجتماعي بالطب في مستشفى شاريتيه في العاصمة الألمانية برلين، والتي لم تشارك في الاستطلاع، إنّ "العبء الاقتصادي والنفسي للجائحة سيثقل كاهل العديد من العائلات لفترة من الوقت، ونعلم أنّه أثّر على النساء بشكل خاص".

وفي الواقع، عانت النساء من التوتر والقلق والحزن والغضب في عام 2021 أكثر مما عانته في أي مرحلة أخرى خلال العقد الماضي، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة "غالوب"، والذي تم تضمينه في تصنيفات المؤشر العالمي لصحة المرأة.

وكانت النساء أيضًا أكثر ميلًا للقول إنّه لم يكن لديهن ما يكفي من المال لشراء الطعام في عام 2021، وهي نسبة ارتفعت إلى 37% في عام 2021، من نسبة 34% في عام 2020.

وأوضحت الدكتورة سوزان هارفي، نائب رئيس الشؤون الطبية العالمية في "Hologic"، والمديرة السابقة لتصوير الثدي في كلية جونز هوبكنز للطب: "نحن ندرك أنه لا يمكنك التأثير إلا على ما تقيسه لتحسينه".

وأضافت "بشكل عام، البيانات واقعية. ونحن نتفهم أننا بحاجة إلى أنّ تتمتع المرأة بصحة جيدة لتمكينها من المشاركة بشكل كامل. ومن الواضح أن الوقت قد حان للعمل معًا والبدء في إيجاد حلول لتحسين الرعاية الصحية للمرأة".

"العالم يخذل النساء"

ووفقًا لما ذكرته مؤسسة "غالوب" و"Hologic"، يمكن أن تفسر المجالات الخمسة الرئيسية التي قٌيمت في مؤشر صحة المرأة العالمي معظم التباين في متوسط العمر المتوقع للمرأة عند الولادة.

وعلى سبيل المثال، وجد الاستطلاع أن النساء اللواتي قلن إنهن قد قابلن اختصاصي رعاية صحية في العام الماضي كان متوسط العمر المتوقع لديهن أطول بعامين من أولئك اللواتي لم يقمن بذلك.

وتُعتبر الرعاية الوقائية أحد المجالات التي سجلت فيها الولايات المتحدة درجات أفضل في عام 2021 مما كانت عليه في عام 2020.

وقالت هارفي: "لقد كان تحسنًا طفيفًا، لكن علينا أن نكون سعداء بذلك. لكن بشكل عام، العالم يخذل النساء في الرعاية الوقائية".

وأشارت إلى أنّ حوالي 1.5 مليار امرأة لم يحصلن على الرعاية الوقائية العام الماضي.

وعلى مستوى العالم، خضعت أقل من امرأة من كل 8 نساء للفحص بحثًا عن السرطان في أي وقت في العام الماضي، وفقًا لما ذكره الاستطلاع.

ورغم أنّ علاج هذا النقص قد يبدو أكثر وضوحًا، إلا أنّه يعكس في الواقع الطبقات المتعددة من التحديات التي تواجهها النساء، وفقًا للخبراء.

وقالت كاتي شوبرت، الرئيسة والمديرة التنفيذية لجمعية أبحاث صحة المرأة، وهي مجموعة ناشطة مقرها الولايات المتحدة لم تشارك في الدراسة الجديدة، إنّ النساء "دائما آخر من يعتنين بأنفسهن".

صحة الأم تحتاج إلى الاهتمام

ورغم بعض التحسن، لا تزال الولايات المتحدة تقدم مستوى متدني فيما يتعلق بالصحة العامة للمرأة بشكل عام - ويعود ذلك جزئيًا إلى صحة الأم، وهو مجال يتفق الخبراء على أنه يستحق المزيد من الاهتمام في جميع أنحاء العالم.

وانخفضت آراء الصحة والسلامة بين النساء في الولايات المتحدة بمؤشر صحة المرأة العالمي لعام 2021.

وجاءت الولايات المتحدة في المركز الـ23 برصيد 61 نقطة من أصل 100.

ووجدت دراسة نُشرت في يونيو/حزيران أن معدل وفيات الأمهات في الولايات المتحدة قد ارتفع خلال العام الأول من الجائحة، خاصة بين النساء من أصل إسباني واللواتي يتمتعن ببشرة سوداء.

ووجدت بيانات جديدة من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أنّ أكثر من 4 من كل 5 حالات وفاة مرتبطة بالحمل يمكن الوقاية منها.

وعمومًا، سجلت الدول الغنية درجات أفضل من الدول منخفضة الدخل في المؤشر العالمي لصحة المرأة.

وفي الواقع، تضاعفت الفجوة في الدرجات بين البلدان المرتفعة والمنخفضة الدخل تقريبًا من عام 2020 إلى عام 2021، بمتوسط ​​فارق يزيد عن 20 نقطة.

ومن بعض النواحي، فإن الفوارق الأوسع بين الجنسين في مجال الرعاية الصحية معروفة بالفعل في جميع أنحاء العالم.

وعلى سبيل المثال، النساء اللواتي يطلبن المساعدة الطبية لنوبة قلبية في العديد من البلدان يستغرقن وقتًا أطول للحصول على التشخيص الصحيح، ويتم علاجهن بشكل أقل اتساقًا، ويقل احتمال حضورهن لإعادة تأهيل القلب، بحسب ما ذكرته ستادلر.

رفع مكانة المرأة وتعزيز المجتمع

ويتفق الخبراء على أن تحسين صحة المرأة سيعزز المجتمع ككل.

وقالت ستادلر:"غالبًا ما تقوم النساء بدور مدير الصحة في عائلاتهن ومجتمعاتهن، ويقمن بنصيب كبير من أعمال الرعاية، لذلك يستفيد الأطفال والشركاء والآباء أيضًا من صحة المرأة".

وأوضحت شوبيرت: "من دون هذه الصحة التأسيسية ورفاهية المرأة، لن تكون لدينا القدرة على تحقيق أي من الأهداف المتعلقة بالاستقرار الاقتصادي أو الإنصاف في التنمية الاجتماعية والاقتصادية".

لكن المساواة بين الجنسين - في الصحة وجوانب الحياة الأخرى - لا تزال بعيدة عن الواقع.

ويتوافق الكثير مما يتم قياسه في مؤشر صحة المرأة العالمي مع الأهداف التي حددتها الأمم المتحدة في أهداف التنمية المستدامة.

ووجد تقرير نشرته هيئة الأمم المتحدة للمرأة وإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة هذا الشهر أنّه في ظل الوتيرة الحالية للتقدم، لن تتحقق المساواة بين الجنسين بحلول عام 2030، على النحو المنشود في الأصل مع أهداف التنمية المستدامة.

وبدلاً من ذلك، سوف يستغرق الأمر قرونًا.

وعلقت سيما باهوس، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، عن ذلك التقرير، قائلة: "من المهم أن نحشد جهودنا الآن للاستثمار في النساء والفتيات لاستعادة وتسريع التقدم".

وأضافت باهوس: "تظهر البيانات تراجعًا لا يمكن إنكاره في حياتهن والذي تفاقم بسبب الأزمات العالمية - في الدخل، والسلامة، والتعليم، والصحة. وكلما استغرقنا وقتًا أطول لعكس هذا الاتجاه، زادت تكلفة ذلك علينا جميعًا".

وقالت ستادلر: "آمل أن نخرج أقوى من الجائحة، التي أدت إلى زيادة اهتمام الناس بأهمية السلوكيات الوقائية. وتعلّم الناس الكثير عن أهمية العمل المشترك لحماية بعضهم البعض".