دراسة: ممارسة رفع الأثقال والرياضة الهوائية معًا قد تقلل من خطر الموت المبكر

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة
دراسة: ممارسة رفع الأثقال والرياضة الهوائية قد تقلّل من خطر الموت المبكر
Credit: Mark Metcalfe/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تعود الأنشطة الهوائية وتمارين رفع الأثقال بفوائد صحية على من يمارسونها، لكن الجمع بين الرياضتين قد يكون له تأثير أكبر عندما يتعلق الأمر بالوقاية من الأمراض، وخطر الموت المبكر.

وبيّنت دراسة نُشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي، الثلاثاء، أنّ الأشخاص الذين يرفعون الأوزان مرة أو مرتين أسبوعيًا، ويمارسون الأنشطة الهوائية وفق الوتيرة الموصى بها، كانوا أقل عرضة بنسبة 41٪ للوفاة المبكرة.

واستند فريق البحث بنتائجه على التقارير الذاتية والمعلومات الصحية لقرابة 100 ألف رجل وامرأة شاركوا في تجربة فحص سرطان البروستات، والرئة، والقولون، والمبيض، التي بدأت عام 1998، وتابعوا المشاركين حتى عام 2016. وأجاب المشاركون على الاستبيانات عام 2006، والتي تضمنت العديد من الأسئلة حول عادات ممارسة الرياضة خلال العام الماضي.

وفحص مؤلفو هذه الدراسة الأخيرة، ما إذا كان أصيب المشاركون بالسرطان، أو ماتوا بحلول عام 2016.

وقد قلّص الأشخاص من كبار السن الذين مارسوا تمارين رفع الأثقال من دون أي نشاط هوائي، خطر الموت المبكر لأي سبب بـ 22٪، وهي النسبة المئوية التي تعتمد على عدد المرات التي رفعوا فيها الأوزان خلال أسبوع. وارتبط استخدام الأوزان مرة أو مرتين أسبوعيًا بتراجع الخطر بنسبة 14٪، وتعاظمت الفائدة مع زيادة وتيرة رفع الشخص للأوزان.

أمّا الأشخاص الذين مارسوا تمارين الأيروبيك، فقد سجلوا تراجعًا بنسبة الخطر بلغ 34٪، مقارنة مع من لم يمارسوا تمارين رفع الأثقال أو تمارين الأيروبيك. لكن الخطر الأدنى المسجل تراوح بين 41 و47٪، وسُجل بين الذين قاموا بعدد من حصص النشاط الهوائي الموصى بها أسبوعيًا، ورفعوا الأوزان مرة إلى مرتين في الأسبوع، مقارنة مع من لم يمارسوا أي نشاط.

ولم يجد الباحثون أن ذلك يخفف من خطر الوفاة جراء السرطان.

ولم يؤثر المستوى العلمي للمشاركين، وحالة التدخين، ومؤشر كتلة الجسم، والعِرق والإثنية على النتائج، لكن وجد الباحثون أن الجنس كان له تأثير أكبر لا سيما بين النساء.

وقال هاروكي مومّا، المحاضر بقسم الطب والعلوم في الرياضة والتمارين الرياضية في جامعة توهوكو باليابان لـCNN، غير المشارك بالدراسة، إنّ "النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة يمكن التنبؤ بها، لكن الأهم أنّ المؤلفين قدموا نتائج متوقعة كبيانات لدى كبار السن".

وأضاف مومّا: "هذه إحدى أهم نقاط هذه الدراسة، لأنّ الدراسات السابقة حول كبار السن كانت محدودة".

وأوضح الباحثون أن النتائج تدعم الفوائد المشتركة المتأتية من ممارسة رياضات تقوية العضلات من خلال رفع الأثقال بالتوازي مع تمارين الرياضة الهوائية، بوتيرة تتوافق وإرشادات النشاط البدني الحالية.

وتوصي منظمة الصحة العالمية كبار السن الذين يبلغون من العمر 65 عامًا وما فوق، بممارسة بين 150 و300 دقيقة من التمارين متوسطة الشدة، أو بين 75 و150 دقيقة من التمارين الهوائية القوية أسبوعيًا. وتشمل الأخيرة المشي، والرقص، والجري، أو الركض، وركوب الدراجات، والسباحة.

فهم القوة وخطر الموت

ولم يكن لدى المؤلفين معلومات حول تدريب الوزن المحدد أو التمارين الهوائية التي قام المشاركون بها.

وقال مومّا لـCNN إنّه وفق "ما ذكر المؤلفون، لم تتوافر لديهم معلومات حول كثافة التدريب، ووتيرته، وكمية التمارين الممارسة ووتيرة تكرارها". لذلك، فإن الوصفة المثلى لتمارين تقوية العضلات المنتظمة بغية الحد من الوفيات ما زالت غير واضحة".

لكن لدى الباحثين بعض الأفكار حول كيف يمكن أن تساعد التمارين في الوقاية من المرض أو الموت المبكر، إذ يمكن أن يحسن تدريب حمل الأثقال تكوين الجسم أو كتلة العضلات الخالية من الدهون، التي ارتبطت سابقًا بتأمين حماية أكبر من الموت المبكر لأي سبب، ومن أمراض القلب والأوعية الدموية.

وكانت الدكتورة نييكا غولدبيرغ، المديرة الطبية لأتريا نيويورك سيتي، وأستاذة الطب المساعدة بكلية غروسمان للطب في جامعة نيويورك، غير المشاركة في الدراسة، قالت لـCNN في مارس/ آذار، إن الحصول على المزيد من العضلات الخالية من الدهون وتقليل الدهون في الجسم قد يساهم بالتوازن، والوضعية، وتنظيم مستويات الكوليسترول.

وسبق وأن قال الدكتور ويليام روبرتس، الأستاذ بقسم طب الأسرة وصحة المجتمع في جامعة مينيسوتا، لـCNN في مارس/ آذار، إنّ الفائدة المتزايدة من الجمع بين التمرينين متأتية على الأرجح من أن الرياضتين معًا تحسّنا الصحة. وأضاف أن النظام المتوازن يحاكي بشكل وثيق أسلوب حياة أسلافنا.

وبالإضافة إلى ذلك، تساعد العضلات وظائف نظامي الغدد الصماء والباراكرين الخاصين بالهرمونات والتواصل الخلوي، بحسب ما ذكره المؤلفون.

وأوضح الباحثون أنّ تدريبات الوزن قد تمارس في البيئات الاجتماعية، وقد أُثبت أن وجود روابط اجتماعية مرتبط بالعيش لفترة أطول.