دراسة جديدة تبحث في فعالية تنظير القولون

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يُعد إجراء تنظير للقولون أمرًا مرعبًا للكثير من البالغين في منتصف العمر. وكان هذا الفحص، الذي يُجرى مرّة واحدة كل عقد عند بلوغ المرء سن الـ 45 عامًا، أفضل فرصة لرصد سرطان القولون، والمستقيم، وربما الوقاية منه.

ويُعتبر هذا المرض السبب الثاني الأكثر شيوعًا لوفيات السرطان في الولايات المتحدة.

والآن، تُشير دراسة بارزة إلى أن فوائد تنظير القولون لرصد السرطان قد تكون مبالغ فيها.

وتُمثل الدراسة المرّة الأولى التي تتم فيها مقارنة تنظير القولون بعدم إجراء كشف السرطان في تجربة عشوائيّة.

ووجدت الدراسة فوائد ضئيلة فقط لدى مجموعة من الأشخاص المدعوين لإجراء العمليّة، وتتمثل بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18%، مع عدم وجود انخفاض كبير في خطر الوفاة نتيجة السرطان.

ونُشِرت الدراسة الأحد في مجلة "نيو إنجلاند" الطبيّة.

وقال الباحث في الدراسة، والأخصائي في أمراض الجهاز الهضمي، والذي يقود مجموعة الفعاليّة السريريّة في جامعة أوسلو بالنرويج، الدكتور مايكل بريتهاور، إنه وجد النتائج مخيّبة للآمال.

ورأى خبراء آخرون أنه رُغم جودة هذه الدراسة، إلا أنها تتضمن قيود مهمة، ويجب ألا تمنع هذه النتائج الأشخاص من إجراء تنظير للقولون.

وقال كبير المسؤولين العلميين في جمعية السرطان الأمريكية، والذي لم يشارك في الدراسة، الدكتور ويليام داهوت: "أعتقد أنه من الصعب معرفة قيمة اختبار الكشف عند عدم الخضوع له من قبل غالبيّة الأشخاص".

وتلقّى أقل من نصف الأشخاص الذين تمت دعوتهم لإجراء تنظير للقولون في الدراسة، أي 42% فقط، الفحص بالفعل.

أول تجربة عشوائية لتنظير القولون

وشملت دراسة "مبادرة شمال أوروبا بشأن سرطان القولون"، أو "NordICC"، أكثر من 84 ألف رجل وامرأة من بولندا، والنرويج، والسويد، وتراوحت أعمارهم بين 55 و64 عامًا.

ولم يخضع أي منهم لتنظير القولون من قبل.

وتمت دعوة المشاركين بشكلٍ عشوائي لإجراء فحص تنظير القولون بين يونيو/حزيران من عام 2009، ويونيو/حزيران من عام 2014، أو تمت متابعتهم من أجل الدراسة دون الخضوع للفحص.

وفي الأعوام العشرة التي تلت تسجيل المشاركين، كانت المجموعة المدعوّة لإجراء تنظير القولون معرّضة لخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة أقل بلغت 18%، وذلك مقارنةً بالمجموعة التي لم تجر الفحص.

وبشكلٍ عام، تمتعت المجموعة المدعوّة إلى الفحص أيضًا بانخفاضٍ طفيف في خطر الوفاة من سرطان القولون، والمستقيم، ولكن لم يكن هذا الاختلاف مهمًا من الناحية الإحصائية، ما يعني أنه قد يكون مجرّد صدفة.

ويقول الباحثون إنهم سيستمرون في متابعة المشاركين لمدة 5 أعوام أخرى.

ونتيجةً لبطء نمو سرطانات القولون، فمن المحتمل أن مرور المزيد من الوقت سيساعد في تحسين نتائج الدراسة، وإظهار فوائد أكبر لإجراء تنظير القولون.

النتائج تحتاج إلى فحصٍ دقيق

وعادةُ، تُعتبر هذه النتائج المخيّبة للآمال من دراسة كبيرة وقويّة كهذه حاسمة بما يكفي لتغيير الممارسات الطبيّة.

ولكن لدى هذه الدراسة بعض القيود التي يرى الخبراء أنها بحاجة إلى التسوية قبل أن يتخلى الأطباء والمرضى عن تنظير القولون للكشف عن السرطان.

وقال المدير الوطني لأمراض الجهاز الهضمي في "Veterans Health Administration"، الدكتور جيسون دومينيتز: "لا أعتقد أنه يجب على أي شخص إلغاء موعد تنظير القولون الخاص به".

وذكر دومينيتز في مقابلة مع CNN: "نحن نعلم أن فحص سرطان القولون فعّال".

وشارك دومينيتز في تأليف افتتاحية مرافقة للدراسة.

وتشمل فحوصات سرطان القولون والمستقيم عدّة خيارات، ومنها اختبار البراز الذي يتحقق من وجود الدم، أو الخلايا السرطانية، واختبار يُدعى التنظير السيني الذي يفحص الجزء السفلي من القولون فقط.

وثبت أن كلاهما يقلّل من الإصابة بالنوعين من المرض، والوفيات الناجمة عن سرطان القولون والمستقيم.

أفضل طريقة للكشف عن سرطان القولون والمستقيم

وبشكلٍ عام، وجدت الدراسة أن مجرّد دعوة الأشخاص لإجراء تنظير القولون لم تؤد لتأثير كبير في جميع أنحاء تلك البلدان، ويرجع ذلك جزئيًا إلى عزوف الكثير من الأشخاص عن ذلك.

ويمكن تفسير المشاركة المنخفضة بشكلٍ جزئي بمكان إجراء الدراسة، بحسب ما يعتقده دومينيتز.

وليس تنظير القولون شائعًا بالبلدان المشاركة في الدراسة كما هو الحال في الولايات المتحدة.

وإذا كنت مترددًا بشأن إجراء تنظير للقولون، فقد أشارت فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائيّة الأمريكية إلى توفّر مجموعة متنوعة من الأساليب والأنظمة الخاصة للكشف عن سرطان القولون، والمستقيم.

وتوصي فرقة العمل بإجراء فحوصات تشمل اختبارات تتحقق من وجود دم أو خلايا سرطانية في البراز خلال فترة تتراوح بين عام و3 أعوام، وإجراء فحص بالأشعة المقطعية للقولون كل 5 أعوام، وإجراء التنظير السيني المرن كل 5 أعوام، إلى جانب إجراء التنظير السيني المرن كل 10 أعوام مع اختبارات البراز من أجل التحقق من وجود الدم سنويًا، أو إجراء تنظير للقولون كل 10 أعوام.

وفي عام 2021، خفّضت فرقة العمل العمر الموصى به لبدء الفحص الروتيني لسرطان القولون والمستقيم من 50 عامًا إلى 45 عامًا لأن مرض السرطان أصبح أكثر شيوعًا لدى البالغين الأصغر سنًا.