دراسة: مكملات فيتامين "د" وزيت السمك قد تجنّبك أمراض المناعة الذاتية

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة
دراسة: فيتامين "د" وزيت السمك قد يجنّبك أمراض المناعة الذاتية
Credit: Photo credit should read FREDERIC J. BROWN/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة أنّ تناول الفيتامين "د" يوميًا، ومقوّيات زيت السمك قد تساعد الأكبر سنًّا في تجنّب الإصابة باضطرابات مناعة ذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والصدفية، وأمراض الغدة الدرقية، وألم العضلات الروماتيزمي، وهو مرض التهابي يسبب آلامًا في العضلات، وتصلّبًا في الكتفين والوركين.

وقالت كارن كوستنبادر، بروفسورة في قسم أمراض الروماتيزم، والالتهابات والمناعة بكلية الطب التابعة لجامعة هارفرد، ومديرة برنامج لوبوس (الذئبة) بمستشفى برغهام والنساء في بوسطن الأمريكية، إنّ الأشخاص البالغين 50 عامًا وما فوق الذين يأخذون ألفي وحدة دولية (2000 UI) من فيتامين "د 3" منذ أكثر من خمس سنوات لديهم معدل نسبي أدنى بـ22% لتشخيصهم بأمراض مناعة ذاتية.

وهذه الجرعة تزيد مرتين أو ثلاث مرات عن الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين "د" للبالغين، والمحددة بـ600 وحدة دولية، للأشخاص البالغين عمر الـ 69 عامًا، و800 وحدة دولية لمن بلغوا 70 عامًا وما فوق، بحسب المعاهد الوطنية للصحة.

وأظهرت دراسة نشرت في مجلة "BMJ" العلمية الأربعاء، أنّ الأشخاص الذين تناولوا فيتامين "د" لمدة سنتين في الحد الأدنى، ارتفع معدّل الحماية من الإصابة باضطرابات مناعة ذاتية لديهم بنسبة 39%.

وكشفت الدراسة أيضًا أنّ ثمة احتمال رابط بين تناول ألف ميليغرام من أحماض أوميغا 3 الدهنية (زيت السمك) وتراجع اضطرابات المناعة الذاتية، لكن الجمع بينهما لم يكن واضحًا إحصائيًا، إلى أن أُدرجت حالات مثبتة بالإصابة بأمراض المناعة الذاتية في التحليل.

لكن الدراسة وجدت أنّ تناول فيتامين "د" وأحماض أوميغا 3 الدهنية معًا، مقارنة مع الأدوية الوهمية، خفّضت أمراض المناعة الذاتية بنسبة 30%.

درجة التسمّم الخاصة بالفيتامين "د"

وحذرت كوستنبادر من أن يُسرع الناس ويشرعون بتناول الفيتامين "د" لتعزيز حظوظهم بتفادي الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، لأن الإفراط بذلك له تداعيات سلبية كبيرة.

وبخلاف الفيتامينات المذوّبة في المياه، التي يسهل على الجسم التخلّص منها، يُخزّن فيتامين "د" في خلايا الجسم الدهنية، ويحتمل أن يراكم مستويات سامة قد تتسبّب بأوجاع في العظام، وأضرار بالكلى.

ويُنتج جسم الإنسان فيتامين "د" عند تعرّض البشرة للشمس، وتناول الحليب، وأنواع أخرى من الطعام، مثل الحبوب. ويقول الخبراء إن الأشخاص الأصغر سنًا والذين يتمتعون بصحة جيدة لا يحتاجون إلى مقويات فيتامين "د"، لا سيّما بكمية تزيد عن الجرعة الموصى بها، وقدرها 600 وحدة دولية.

وأكدت كوستنبادر أنّ مستويات فيتامين "د" تتراجع مع العمر، مشيرة إلى أن "على الجميع استشارة الطبيب أولًا قبل تناول 2000 وحدة دولية من فيتامين د، بالإضافة إلى أدوية أخرى يتناولونها"، ولافتة إلى أنه "يُفترض تجنّب تناول فيتامين د إضافي إذا كان الفرد يعاني من بعض المشاكل الصحية مثل حصى الكلى، أو فرط نشاط الغدة الدرقية بسبب ارتفاع نسب الكالسيوم".

الجسم يحارب نفسه

وهدفت الدراسة الحيوية التي وضعتها كوستنبادر وشارك فيها 25871 رجل وإمرأة (50 عامًا وما فوق)، إلى معرفة إذا ما كان تناول المقويات الغذائية اليومية من فيتامين"د 3" (2000 وحدة دولية) أو أحماض أوميغا 3 الدهنية (1000 ميليغرام من زيت السمك أوماكور) سيقلّل من خطر الإصابة بالسرطان، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية لدى الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ سابق بهذه الأمراض.

وأظهرت هذه التجربة أنّ المقويات الإضافية لا تقي من أمراض القلب، والأوعية الدموية، أو السرطان.

وقرّرت كوستنبادر استخدام الاختبار عينه للتحقق مما إذا كانت هذه المقويات تجنّب الإصابة باضطرابات المناعة الذاتية، مستندة إلى بحث سابق أظهر أنّ كلاً من فيتامين "د" وأحماض أوميغا 3 الدهنية المشتقة من المأكولات البحرية قد يكون لها أثر إيجابي على الالتهاب والمناعة في اضطرابات المناعة الذاتية.

ويُصاب الجسم بأمرض المناعة الذاتية عندما ينظر نظام الدفاع الطبيعي للجسم فجأة إلى الخلايا الطبيعية على أنها بمثابة غزاة، ويبدأ بتدميرها عن طريق الخطأ. وفي مرض التهاب المفاصل الروماتويدي، يهاجم جهاز المناعة بطانة المفاصل، ويُحدث التهابًا وتورمًا وألمًا. وفي مرض الصدفية، تسبّب الخلايا التائية النشيطة جدًا التي تُعد من أفضل المدافعين عن الجسم، التهابًا يؤدي إلى ظهور بقع متقشرة بارزة على الجلد.

أما فيما خص مرضى السكري من النوع 1، فإن الخلايا المدافعة عن الجسم تدّمر تلك المنتجة للإنسولين في البنكرياس، حتى أن هناك بعض الأدلة تظهر أن الالتهاب في أعضاء الجسم قد يكون جزءًا من تطور مرض السكري من النوع 2.

وقالت كوستنبادر إنّ اضطرابات المناعة الذاتية قد تتطوّر في أي مرحلة من مراحل الحياة، لكنّها تظهر بشكل أكبر بين الأكثر تقدّمًا في السن، خصوصًا لدى النساء.

الحاجة لمزيد من البحث

ولم تُقدم أي تجارب سريرية عشوائية كبيرة، على إجراء دراسة حول إذا كان زيت السمك وفيتامين "د" يحدّان بالفعل من تطور أمراض المناعة الذاتية.

وأوضحت كوستنبادر: "هذا هو أول دليل مباشر لدى كبار السن على أن تناول فيتامين د أو أحماض أوميغا 3 الدهنية - أو مزيج منها - لمدة خمس سنوات يقلل من الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، مع تأثير أكثر وضوحًا بعد عامين من تناول المكملات".

ولم تتمكن الدراسة، بعد مرور خمس سنوات على بدء البحث، من استبعاد أي من 80 أو أكثر من أمراض المناعة الذاتية، التي قد تستفيد أكثر من فيتامين (د) ومكملات زيت السمك، كما قالت كوستنبادر، لافتة إلى أن البحث مستمر. ومؤكدة أن المزيد من البيانات سيُصدر في المستقبل.