مكملات زيت السمك.. مفيدة أم ضارة لصحتنا؟

علوم وصحة
نشر
9 دقائق قراءة
مكملات زيت السمك.. مفيدة أم ضارة لصحتنا؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتعدد الدراسات حول فوائد تناول الأسماك في حمياتنا الغذائية وتأثيرها على صحة أجسامنا.. فإذا سألت غالبية الناس، سيؤكدون لك مدى أهمية تناول الأسماك وتأثيرها الايجابي على الناحية الصحية، الجسدية منها والعقلية. 

ولكن، يختلف الأمر قليلاً عندما يرتبط الموضوع باستهلاك مكملات زيت السمك، التي لطالما كانت فائدتها محسومة بين اختصاصي التغذية والأطباء.

وتظهر أحدث الدراسات في هذا المجال أن مكملات زيت السمك قد تحد من خطر الإصابة بالحساسية في مرحلة الطفولة، إذا ما تناولتها الأم خلال فترة الحمل.

وتنصح اللجنة الاستشارية الاتحادية، التي كتبت المبادئ التوجيهية الغذائية للأمريكيين، الأشخاص بتناول حوالي 230 غراماً من المأكولات البحرية المتنوعة أسبوعياً، بهدف توفير المعدلات الصحية الكافية من أحماض أوميغا 3 الدهنية الأساسية، أي حمضي دوكوساهيكسانويك وإيكوسابنتاينويك.

ورغم أن تناول أنواع مختلفة من الأسماك، مثل السلمون، والأسقمري البحري، والسردين، يُعتبر كافياً لتزويدنا بالأحماض الأساسية هذه، إذ ما تناولنا الكميات المطلوبة، إلّا أن العديد من الأشخاص يفضلون "اختصار" هذه العملية عن طريق تناول مكملات زيت السمك بدلاً من تناول الأسماك الكاملة.

ويقول البروفيسور ر. بريستون ماسون، وهو عضو في هيئة التدريس بكلية الطب في جامعة هارفارد، ورئيس شركة إلوسيدا للأبحاث في مجال التكنولوجيا الحيوية، إن هناك الكثير من الناس الذين لا يتناولون مكملات زيت السمك، بسبب نسب الأوميغا 3 العالية الذي يحتوي عليها، مضيفاً: "يسمعون أنها مفيدة لهم، فيأخذوها.. هذا مجال صناعة مزدهر."

ورغم أن عملية "الاستبدال" البسيطة هذه قد يعتمدها عدد كبير من سكّان العالم، إلّا أن العلوم الأساسية والدراسات الكثيرة، تشير إلى أن مكملات زيت السمك قد لا تفي بحاجتنا المادية لعناصر الأوميغا 3.

وتفاوتت فوائد هذا المكمل الغذائي عبر السنوات، بين الجيد والمفيد، والضار، حتى كثرت الدراسات وتنوعت الأبحاث من أجل البحث عن إجابة نهائية تحل المسألة.

وفيما يلي، نظرة العلم لمكملات زيت السمك عبر السنين:

القرن الـ18 وما قبله: زيت السمك يشفي كل ما تعاني منه
لأجيال عدة، استخدمت زيوت الأسماك كعلاج في مجتمعات صيد الأسماك في شمال أوروبا، وفقاً للمتحف الوطني للتاريخ الأمريكي، حيث استخدم الألمان والبريطانيون تحديداً، زيت كبد سمك القد لعلاج الكساح، والروماتيزم، والنقرس، والسل خلال القرن الثامن عشر.
كما يشرح آدم إسماعيل، المدير التنفيذي للمنظمة العالمية لأحماض أوميغا 3 دوكوساهيكسانويك وإيكوسابنتاينويك، أن الصيادين من القرون السابقة اعتمدوا استخدام زيوت الأسماك لمعالجة العديد من الحالات مثل الجروح، وآلام الجسم، وأمراض البرد والجلد الشائعة، حتى أن زيت كبد سمك القد، كمنتج كامل، يعود إلى القرنين الـ18 والـ19، وحتى إلى عصر الفايكينغ.

القرن الـ19: زيت السمك يصبح صناعة كبيرة
رغم أن الفايكنغ هم أول من بدأ بعملية إنتاج زيت السمك، إلا أن الصناعة التجارية لزيت السمك بلغت أوجها في بداية القرن الـ19 في شمال أوروبا وأمريكا الشمالية، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة. وبسبب الصيد الفائض لسمك الرنجة آنذاك، تمكن الصيادون من إيجاد استخدامات صناعية أخرى للزيت، مثل دباغة الجلود، وإنتاج الصابون، وغيرها من المنتجات غير الغذائية.

القرن الـ20: إنتاج زيت السمك يصبح أكثر دقة
لم يتغير الكثير في مجال زيت السمك في بدايات القرن الـ20، في ظل ظهور بعض التقارير من الأمم المتحدة التي تبرز محاولات استخدامه في مجالات توفير الطاقة، والأتمتة، وحماية البيئة. أما أنواع الأسماك غير اللذيذة، والتي قد تُسمى بالأسماك الصناعية، مثل المينهادن، وثعبان البحر، وبلم مفغر، فقد انحصرت استخداماتها في مجالات التدفئة، والضغط، والطحن.
وبينما ازدهرت أوروبا في مجال إنتاج زيت السمك في القرون السابقة، ترأست بيرو وتشيلي مجال إنتاج زيت السمك في النصف الأخير من القرن الـ20 لتصدر كل واحدة من الدولتين حوالي 18 ألف طن متري من زيت السمك لجميع أنحاء العالم.

2010: تناول مكملات زيت السمك أثناء الحمل لا يمنع اكتئاب ما بعد الولادة
أوضحت دراسة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية في العام 2010، أن تناول النساء الحوامل لمكملات زيوت السمك لا يساهم في التخلص من اكتئاب ما بعد الولادة، كما لا يسرّع عملية تطور دماغ الجنين. ولكن، أظهرت الدراسات أن مكملات زيت السمك قد تساعد في تقليل نسبة خطر الإصابة بولادة مبكرة.

2011: زيت السمك يخفف من أعراض اضطراب نقص الانتباه فرط النشاط، ويقلل من نزلات البرد 
في بحث نشر في مجلة الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين، تبين أن مكملات زيت السمك، وخاصة تلك التي تحتوي على جرعات أعلى من حمض الإيكوسابنتاينويك، كانت "فعّالة إلى حد ما" في علاج اضطراب نقص الانتباه أي فرط النشاط.
كما أظهرت دراسة أخرى في العام 2011، أن أطفال النساء الحوامل اللاتي تناولن مكملات زيت السمك التي تحتوي على حمض الدوكوساهيكسانويك، تمتعوا بجهاز مناعي أقوى.

2012: زيت السمك قد يساعد في الحفاظ على نشاط الدماغ وشفاء إصاباته
عدم تناول الوجبات الغذائية المزودة بأحماض أوميغا 3 الدهنية الكافية، قد يسرّع شيخوخة الدماغ، وفقاً لدراسة نشرت في مجلة علم الأعصاب. كما ساعدت جرعات عالية من مكملات زيت السمك في العام 2012، في تحسين حالة الشاب بوبي غاسيمي، بعد تعرضه لغيبوبة إثر حادث سير، حيث استيقظ الشاب من غيبوبته بعد أسبوعين، وبدأ بالكلام والحركة، واسترجع ذاكرته.

2013: مكملات زيت السمك مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستات
تناول الكثير من الأسماك الزيتية أو أخذ مكملات زيت السمك القوية قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات، بنسبة 43 بالمائة، وفقاً لدراسة صادرة عن مركز فريد هتشينسون لأبحاث السرطان. كما اكتشف الباحثون زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستات العدواني بنسبة 71 بالمائة بين الأشخاص الذين يستهلكون زيت السمك بكثرة أو كميات كبيرة من الأسماك الزيتية.

2015: زيت السمك قد يحول الخلايا الدهنية
قد يساهم زيت السمك في تحويل خلايا تخزين الدهون إلى خلايا حرق الدهون، ما يقلل من زيادة الوزن في منتصف العمر، وفقاً لبحوث أجريت على الفئران ونشرت في مجلة التقارير العلمية. كما أكد باحثون من جامعة كيوتو، أن زيت السمك لا يعمل فقط كمنشط مستقبلات في الجهاز الهضمي، وإنما يدفع أيضاً خلايا التخزين لاستقلاب الدهون.

2016: تناول زيت السمك أثناء الحمل يقلل من خطر الإصابة بالربو لدى الأطفال.. ولكن ما الذي تحتويه هذه الكبسولات؟
أظهرت دراسة دنماركية نشرت في مجلة نيو إنغلاند للطب، أن النساء اللواتي تناولن زيت السمك خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، انخفضت نسبة خطر إصابة أطفالهن بالربو.
كما ظهرت بالتزامن مع هذه الدراسة، دراسة أخرى بحثت عن مكونات كبسولات زيت السمك هذه، ليظهر أنها تحتوي على الدهون المشبعة التي ترفع من نسبة الكوليسترول الضار. 

2018: هل يساعد زيت السمك في التخلص من الحساسية في مرحلة الطفولة؟
في مراجعة منهجية حوالي 500 دراسة، وجد باحثون في إمبيريال كوليدج لندن، أن إضافة زيت السمك كمكمل غذائي خلال فترة الحمل والرضاعة، أدى إلى خفض خطر إصابة الطفل بحساسية البيض بنسبة 30 بالمائة. ورغم أن التحليل لم يجد أي علاقة بين مكملات أوميغا 3 وانخفاض خطر الإصابة بأي حساسية أخرى، إلّا أن استخدام البروبيوتيك خلال أواخر فترة الحمل والرضاعة الطبيعية المبكرة، تسبب بخفض خطر الإصابة بالأكزيما بنسبة 22 بالمائة.