واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— توقع مختار عوض، الباحث في برنامج التطرف بجامعة واشنطن، فشل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام او ما يُعرف بـ"داعش،" بإثارة الصراع الطائفي في مصر، و ذلك من خلال الهجوم على الكاتدرائية المرقسية وكنيسة مارجرجس، ولكنه دعا إلى معالجة أمنية من شقين تكون كفيلة بالرد على التهديدات التي يفرضها التنظيم.
وردا على سؤال من CNN حول سبب استهداف تنظيم داعش للمسيحيين في مصر قال عوض: "لقد حاول داعش طوال سنوات توسيع نشاطه باتجاه قلب الأراضي المصرية. التنظيم يأمل أنه من خلال مهاجمة الأقلية المسيحية سيتمكن من توجه ضربة تثير صراعا طائفيا بطريقة ما، أي أنه يسعى للجوء إلى أقصر الطرق المؤدية لخلق حالة من عدم الاستقرار. لقد سبق له فعل الأمر عينه في العراق وسوريا ومناطق أخرى وهو يتطلع لتكرار ذلك في مصر.
وحول وصفه للهجوم بأنه "تحول نوعي" بالنسبة للمسيحيين قال عوض: "للأسف، يسعى تنظيم داعش إلى طرح مبدأ سبق له أن طبقه واقعيا في أماكن أخرى. هذا المبدأ ينص على استباحة قتل من يراهم التنظيم على أنهم أعداء له لمجرد اختلاف هويتهم. المسيحيون عانوا من الاضطهاد سابقا في مصر على يد الإسلاميين.. لكن طرح إمكانية قتلهم دون أي مبرر هو شيء جديد كليا."
وتابع بالقول: "يحاول تنظيم داعش بث الذعر.. لا أظن أنه سينجح في ذلك ولكنه تحول جذري في كل الأحوال بسبب وجود هذا البعد الجديد ولأننا سبق ورأينا كيف أن أولئك الذي يتلقون الأوامر من داعش أو يعملون تحت تأثير طروحاته لا يتورعون عن ممارسة القتل العشوائي للمدنيين."
وحول مدى ثقل العبء الأمني الذي تتحمله الدولة المصرية لتوفير الأمن بمواجهة تنظيم داعش الإرهابي ونشاطاته قال عوض: "العبء ثقيل دون شك، والمهمة مقسّمة إلى شقين، الأول، وهو الشق الأصغر، فيتعلق بالوجود الأمني على الأرض في أماكم العبادة، ولحسن الحظ فإن دور العبادة تخضع لحماية أمنية من الشرطة منذ أمد بعيد بسبب أنها كانت عرضة للاستهداف طوال عقود مضت."
وأردف قائلا: "لكن الأمر يتطلب نظاما أمنيا أكثر جدية وفعالية، ففي معظم الأحيان نجد أن الناس على الأرض في تلك الأماكن هم من المُجنّدين الذين لم يتلقوا الكثير من التدريب."
واستطرد المحلل السياسي المصري بالقول إن الشق الثاني الأكثر أهمية يتمثل في ضرورة إطلاق إصلاح جدي وحقيقي في القطاع الأمني المصري، وخاصة على مستوى الاستخبارات الداخلية بحيث تتمكن مضر من حماية نفسها داخليا من الأخطار المماثلة باعتبار أن تنظيم داعش سيواصل محاولاته للاختراق الأمني.
وختم عوض بالقول: "هجوم على غرار الذي وقع اليوم، من خلال تنظيم عملية مزدوجة، ربما كان قابلا للإجهاض لو أن القوى الأمنية تمكنت من رصد المخطط قبل تنفيذه.. ولذلك فإن المعالجة تكون من شقين، الأول يرتبط بالوجود الأمني على الأرض، أما الثاني فيتعلق بتطوير القدرات الاستخبارية" على حد تعبيره.