القاهرة، مصر (CNN) -- استمر الجدل في الداخل المصري حول موقع مؤسسة الأزهر والموقف من شيخها أحمد الطيب على خلفية الدعوات إلى "إصلاحات" في الخطاب الديني وانتقادات لمسار الأمور منذ ما بعد تفجيرات الكنائس في البلاد، وبرز في هذا الإطار دفاع رئيس حزب الوفد عن شيخ الأزهر، إلى جانب تحذير وكيل الأزهر من أن المؤسسة لن "تُعدم الألسنة" المدافعة عنها.
السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، قال إن الأزهر يتعرض لما وصفها بـ"هجمة شرسة تأميم الأزهر،" مؤكدًا أن الحزب "لن يسمح بالمساس باستقلال الأزهر الشريف أو استقلال قضاء مصر."
وأضاف البدوي: "العالم كله يحترم شيخ الأزهر.. محاربة الإرهاب ليست مسؤولية الأزهر وحده، وإنما مسؤولية مشتركة بين الأزهر والأوقاف والثقافة والإعلام والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني" داعيا الحكومة بالمقابل للقيام بدورها لجهة "تحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية، وتوفير فرص العمل لتجفيف منابع الإرهاب."
وفي الإطار عينه، رد عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، على ما وصفه بـ"الانفلات غير المسبوق" بالهجوم على المؤسسة الدينية التي يمثلها قائلا: "قد يستعجب البعض غض الأزهر الطرف عن هذا الانفلات غير المسبوق ممن لا يدركون حجم المخاطر التي يتعرض لها الوطن فيزيدون عليها محاولة شق الصف وإضعاف قوة نسيجه الواحد."
وتابع شومان قائلا: "يعلم الجميع أن الأزهر لا تنقصه الحجة ولا يعدم الألسنة الصادعة بها، ولا يخشى رجاله في الله لومة لائم من الناس، ولكن الأزهر أكبر من أن يجره هؤلاء لمهاترات ليست في صالح الوطن الذي يداوي جراحه التي آلمت الأحرار فقط، بينما يتاجر بها هؤلاء المرفوضين من الكنائس قبل الأزهر."
قناة "الشرق" المصرية المعارضة أجرت من جانبها مقابلة مع حاتم عبدالعظيم، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، وهو شخصية معارضة للحكومة المصرية، ونقلت عنه قوله إن الهدف من الحملة التي تطال الأزهر حاليا تتمثل في "تفكيك المؤسسة بالكامل."
وتابع عبدالعظيم بالقول: "ساد الاعتقاد أن الهجوم على شيخ الأزهر سببه الاختلاف حول بعض المسائل والتفاصيل الجزئية، لكن عقب مشروع القانون الذي تقدم به محمد أبوحامد لبرلمان الانقلاب، ثم الحملة على شيخ الأزهر وعلى مناهجه وعلمائه، تأكد الجميع أن القضية أكبر من الخلاف مع أشخاص أو أفراد" وفقا لما نقله عنه موقع حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين المصرية.